( باب ما جاء في المهدي ) اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلامية ويسمى بالمهدي ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره ، وأن عيسى عليه السلام ينزل من بعده فيقتل الدجال أو ينزل من بعده فيساعده على قتله ويأتم بالمهدي في صلاته ، وخرج أحاديث المهدي جماعة من الأئمة منهم أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبو يعلى الموصلي وأسندوها إلى جماعة من الصحابة [ ص: 402 ] مثل علي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر وطلحة nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة وأنس nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد الخدري nindex.php?page=showalam&ids=10583وأم حبيبة nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة وثوبان وقرة بن إياس وعلي الهلالي nindex.php?page=showalam&ids=4708وعبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله عنهم وإسناد أحاديث هؤلاء بين صحيح وحسن وضعيف ، وقد بالغ الإمام المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون المغربي في تاريخه في تضعيف أحاديث المهدي كلها فلم يصب بل أخطأ وما روي من رواية محمد بن المنكدر عن جابر : من كذب بالمهدي فقد كفر ، فموضوع والمتهم فيه أبو بكر الإسكاف وربما تمسك المنكرون لشأن المهدي بما روي مرفوعا أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=752295لا مهدي إلا عيسى ابن مريم ، والحديث ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وفيه أبان بن صالح وهو متروك الحديث ، والله أعلم كذا في عون المعبود .
قلت : الأحاديث الواردة في خروج الإمام المهدي كثيرة جدا ، ولكن أكثرها ضعاف ، ولا شك في أن حديث nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود الذي رواه الترمذي في هذا الباب لا ينحط عن درجة الحسن وله شواهد كثيرة من بين حسان وضعاف ، فحديث nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود هذا مع شواهده وتوابعه صالح للاحتجاج بلا مرية ، فالقول بخروج الإمام المهدي وظهوره هو القول الحق والصواب والله تعالى أعلم .
وقال القاضي الشوكاني في الفتح الرباني : الذي أمكن الوقوف عليه من الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر خمسون حديثا وثمانية وعشرون أثرا ثم سردها مع الكلام عليها ثم قال وجميع ما سقناه بالغ حد التواتر كما لا يخفى على من له فضل اطلاع ، انتهى .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله ) هو ابن مسعود .
قوله : ( لا تذهب الدنيا ) أي لا تفنى ولا تنقضي ( حتى يملك العرب ) قال في فتح الودود : خص العرب بالذكر لأنهم الأصل والأشراف ، انتهى ، وقال الطيبي : لم يذكر العجم وهم مرادون أيضا لأنه إذا ملك العرب واتفقت كلمتهم وكانوا يدا واحدة قهروا سائر الأمم ويؤيد حديث أم سلمة يعني المذكور في المشكاة في الفصل الثاني من باب أشراط الساعة وفيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=752549ويعمل في الناس بسنة نبيهم ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ، قال القاري : ويمكن أن يقال : ذكر العرب لغلبتهم في زمنه ، أو لكونهم أشرف ، أو هو من باب الاكتفاء ومراده العرب والعجم كقوله تعالى سرابيل تقيكم الحر أي والبرد والأظهر أنه اقتصر على ذكر العرب لأنهم كلهم يطيعونه بخلاف العجم بمعنى ضد العرب فإنه قد يقع منهم خلافه في إطاعته انتهى ( الرجل من أهل بيتي ) هو الإمام المهدي ( يواطئ ) أي يوافق ويطابق .
[ ص: 403 ] قوله : ( وفي الباب عن علي وأبي سعيد nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ) أما حديث علي فأخرجه أبو داود من طريق أبي إسحاق قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=752296قال علي رضي الله عنه ونظر إلى ابنه الحسن فقال : " إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم صلى الله عليه وسلم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق " الحديث ، قال المنذري : هذا منقطع nindex.php?page=showalam&ids=11813أبو إسحاق السبيعي رأي عليا عليه السلام رؤية ، وأما حديث أبي سعيد فأخرجه أبو داود عنه مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=752297المهدي مني ، أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ويملك سبع سنين ، قال المنذري : في إسناده nindex.php?page=showalam&ids=16687عمران القطان وهو أبو العوام عمران بن داود القطان البصري ، استشهد به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ووثقه nindex.php?page=showalam&ids=16577عفان بن مسلم وأحسن عليه الثناء nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان ، وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي انتهى ، وفي الخلاصة وقال أحمد : أرجو أن يكون صالح الحديث انتهى ، وله حديث آخر أخرجه الترمذي في هذا الباب ، وأما حديث أم سلمة فأخرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عنها مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=752550المهدي من عترتي من ولد فاطمة ، وقد بسط المنذري الكلام في إسناد هذا الحديث ، nindex.php?page=showalam&ids=54ولأم سلمة حديث آخر في هذا الباب كما عرفت ، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فأخرجه الترمذي في هذا الباب .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أبو داود وسكت عنه هو nindex.php?page=showalam&ids=16383والمنذري وابن القيم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم رواه الثوري وشعبة nindex.php?page=showalam&ids=15908وزائدة وغيرهم من أئمة المسلمين عن عاصم قال وطرق عاصم عن زر عن عبد الله كلها صحيحة ، إذ عاصم إمام من أئمة المسلمين انتهى .
قلت : nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم هذا هو ابن أبي النجود ، واسم أبي النجود بهدلة أحد القراء السبعة ، قال الحافظ في التقريب nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن بهدلة وهو ابن أبي النجود بنون وجيم الأسدي مولاهم الكوفي أبو بكر المقرئ ، صدوق له أوهام ، حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون من السادسة ، انتهى .