[ ص: 420 ] قوله : ( عن أبي تميمة ) بفتح أوله اسمه طريف بن مجالد ( الهجيمي ) بالجيم مصغرا البصري ثقة من الثالثة .
قوله : ( ولا أعرفه ) أي النبي -صلى الله عليه وسلم- ( قال إن عليك السلام تحية الميت ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي هذا يوهم أن السنة في تحية الميت أن يقال له عليك السلام كما يفعله كثير من العامة وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه دخل المقبرة فقال : السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين فقدم الدعاء على اسم المدعو له كهو في تحية الأحياء ، وإنما كان ذلك القول منه إشارة إلى ما جرت به العادة منهم في تحية الأموات إذ كانوا يقدمون اسم الميت على الدعاء وهو مذكور في أشعارهم كقول الشاعر :
عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته إن شاء أن يترحما
وكقول الشماخ :
عليك السلام من أمير وباركت يد الله ذلك الأديم الممزق
والسنة لا تختلف في تحية الأحياء والأموات ، بدليل حديث أبي هريرة الذي ذكرناه والله أعلم انتهى . وقال الحافظ ابن القيم في كتابه زاد المعاد : وكان هديه في ابتداء السلام أن يقول : السلام عليكم ورحمة الله ، وكان يكره أن يقول المبتدئ : عليك السلام ، قال أبو جرير الهجيمي : nindex.php?page=hadith&LINKID=755038أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت عليك السلام يا رسول الله ، فقال : لا تقل عليك السلام ؛ لأن عليك السلام تحية الموتى حديث صحيح وقد أشكل هذا الحديث على طائفة وظنوه معارضا لما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- في السلام على الأموات بلفظ السلام عليكم بتقديم السلام ، فظنوا أن قوله فإن عليك السلام تحية الموتى ، إخبار عن المشروع وغلطوا في ذلك غلطا أوجب لهم ظن التعارض ، [ ص: 421 ] وإنما معنى قوله : فإن عليك السلام تحية الموتى إخبار عن الواقع لا المشروع ، أي أن الشعراء وغيرهم يحيون الموتى بهذه اللفظة كقول قائلهم :
عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته ما شاء أن يترحما فما كان قيس هلكه هلك واحد ولكنه بنيان قوم تهدما
فكره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يحيا بتحية الأموات ، ومن كراهته لذلك لم يرد على المسلم ، وكان يرد على المسلم وعليك السلام بالواو ، وبتقديم عليك على لفظ السلام ، انتهى .
قلت : في قوله ومن كراهته لذلك لم يرد على المسلم نظر فإنه قد وقع في رواية الترمذي هذه ، ثم رد على النبي -صلى الله عليه وسلم- قال وعليك ورحمة الله .