" 4429 " اعلم أن العطاس نعمة من نعم الله ، فلا بد للعاطس إذا عطس أن يحمد الله تعالى . قال الحافظ ابن القيم في زاد المعاد : العاطس قد حصلت له بالعطاس نعمة ومنفعة بخروج الأبخرة المحتقنة في دماغه التي لو بقيت فيه أحدثت له أدواء عسرة ، شرع له حمد الله على هذه النعمة ، مع بقاء أعضائه على التئامها وهيئتها على هذه الزلزلة التي هي للبدن كزلزلة الأرض لها . انتهى .
قوله : ( أخبرنا زياد بن الربيع ) هو أبو خداش اليحمدي البصري ( أخبرنا حضرمي ) بسكون المعجمة بلفظ النسبة ابن عجلان مولى الجارود ، مقبول من السابعة كذا في التقريب . وقال في تهذيب التهذيب في ترجمته : روى عن نافع مولى ابن عمر ، وعنه زياد بن الربيع اليحمدي وغيره ، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات . روى له الترمذي حديثا فيما يقوله العاطس ، انتهى .
قوله : ( أن رجلا عطس إلى جنب ابن عمر ) أي منتهيا جلوسه إلى جنبه ( فقال ) أي العاطس ( الحمد لله والسلام على رسول الله ) يحتمل أن يكون من جهله بالحكم الشرعي ، أو ظن أنه يستحب زيادة السلام عليه لأنه من جملة الأذكار ( فقال ) أي ( ابن عمر وأنا أقول ) ما تقول أيضا ( الحمد لله والسلام على رسول الله ) لأنهما ذكران شريفان كل أحد مأمور بهما ، لكن لكل مقام مقال ، وهذا معنى قوله ( وليس هكذا علمنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ) بأن يضم السلام مع الحمد عند العطسة بل الأدب متابعة الأمر من غير زيادة ونقصان من تلقاء النفس إلا بقياس جلي ( علمنا أن نقول الحمد لله على كل حال ) فالزيادة المطلوبة إنما هي المتعلقة بالحمدلة سواء ورد أو لا ، وأما زيادة ذكر آخر بطريق الضم إليه فغير مستحسن ; لأن من سمع ربما يتوهم أنه من جملة المأمورات . وفي الحديث أنه يقول العاطس : ( الحمد لله على كل حال ) وعند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث أبي مالك الأشعري رفعه : nindex.php?page=hadith&LINKID=755978إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال . ومثله عند أبي داود [ ص: 9 ] من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=15397وللنسائي من حديث علي رفعه يقول العاطس : ( الحمد لله على كل حال ) . nindex.php?page=showalam&ids=12769ولابن السني من حديث أبي أيوب مثله ، nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث سالم بن عبيد رفعه : nindex.php?page=hadith&LINKID=755978إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال ، أو الحمد لله رب العالمين وإليه ذهبت طائفة من أهل العلم ، وقالت طائفة إنه لا يزيد على " الحمد لله " كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : nindex.php?page=hadith&LINKID=755979إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله الحديث ، وقالت طائفة يقول : الحمد لله رب العالمين " . ورد ذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=10لابن مسعود . أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الأدب المفرد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني وورد الجمع بين اللفظين ، فعنده في الأدب المفرد عن علي قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=877629من قال عند عطسة سمعها الحمد لله رب العالمين على كل حال- ما كان ليجد وجع الضرس ولا الأذن أبدا . وهذا موقوف رجاله ثقات ، ومثله لا يقال من قبل الرأي فله حكم الرفع ، وقالت طائفة ما زاد من الثناء فيما يتعلق بالحمد كان حسنا ، فقد أخرج أبو جعفر الطبري في التهذيب بسند لا بأس به عن أم سلمة قالت : عطس رجل عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال الحمد له ، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " يرحمك الله ، وعطس آخر فقال : الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه ، فقال : " ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة ويؤيده ما أخرجه الترمذي وغيره من حديث nindex.php?page=hadith&LINKID=755980رفاعة بن رافع قال صليت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعطست فقلت : الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه ، مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى فلما انصرف قال : " من المتكلم " ثلاثا ، فقلت أنا ، فقال والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وبين أن الصلاة المذكورة المغرب وسنده لا بأس به ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12769ابن السني بسند ضعيف عن أبي رافع قال : كنت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعطس فخلى يدي ، ثم قام فقال شيئا لم أفهمه ، فسألته فقال : " أتاني جبريل قال : إذا أنت عطست فقل الحمد لله لكرمه ، الحمد لله لعز جلاله . فإن الله عز وجل يقول صدق عبدي ( ثلاثا ) مغفورا له . قال الحافظ في الفتح بعد ذكر هذا كله ما لفظه : ونقل ابن بطال عن nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : أن العاطس يتخير بين أن يقول الحمد لله ، أو يزيد : رب العالمين . أو : على كل حال . والذي يتحرر من الأدلة أن كل ذلك مجزئ لكن ما كان أكثر ثناء أفضل ، بشرط أن يكون مأثورا . وقال النووي في الأذكار : اتفق العلماء على أنه يستحب للعاطس أن يقول عقب عطاسه الحمد لله ، ولو قال الحمد لله رب العالمين ، لكان أحسن ، فلو قال الحمد لله على كل حال ، كان أفضل . كذا قال .
والأخبار التي ذكرتها تقتضي التخيير ثم الأولوية كما تقدم . انتهى .
قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه البزار nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني .