وفي هذه السنة توفي :
عبد الله بن طاهر بن الحسين نائب
خراسان وما والاها من البلدان ،
[ ص: 307 ] وكان خراج ما تحت يده ثمانية وأربعين ألف ألف درهم . فولى الخليفة ابنه طاهرا ، وكانت
وفاة عبد الله بن طاهر الأمير بعد موت
أشناس التركي بتسعة أيام ، يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من هذه السنة .
وقد حكى القاضي
ابن خلكان أنه توفي سنة ثمان وعشرين بمرو ، وقيل :
بنيسابور . وكان كريما جوادا ممدحا ، وله شعر حسن أورد له منه . قال : وقد ولي نيابة
مصر بعد العشرين ومائتين .
وذكر الوزير
أبو القاسم بن المغربي أن البطيخ العبداللاوي الذي
بمصر منسوب إلى
عبد الله بن طاهر هذا . قال القاضي
ابن خلكان إما أنه كان يستطيبه ، أو لأنه أول من زرعه هناك ، والله أعلم .
ومن جيد شعره :
اغتفر زلتي لتحرز فضل الش كر مني ولا يفوتك أجري لا تكلني إلى التوسل بالعذ
ر لعلي أن لا أقوم بعذري
[ ص: 308 ] ومن شعره أيضا قوله :
نحن قوم تليننا الحدق النج ل على أننا نلين الحديدا
طوع أيدي الظباء تقتادنا العي ن ونقتاد بالطعان الأسودا
نملك الصيد ثم تملكنا البي ض المصونات أعينا وخدودا
تتقي سخطنا الأسود ونخشى سخط الخشف حين يبدي الصدودا
فترانا يوم الكريهة أحرا را وفي السلم للغواني عبيدا
قال القاضي
ابن خلكان : وكان
خزاعيا من موالي
طلحة الطلحات الخزاعي .
وقد كان
أبو تمام يمدحه ، فدخل إليه مرة فاعتاقه الثلج بهمذان ، فصنف كتاب الحماسة عند بعض رؤسائها .
[ ص: 309 ] وروى له الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر ، ولما ولاه
المأمون نيابة بلاد
الشام وديار
مصر صار إليها ، وقد رسم له بما في ديار
مصر من الحواصل ، فحمل إليه وهو في أثناء الطريق ثلاثة آلاف ألف دينار ، ففرقها كلها في مجلس واحد ، وأنه لما واجه
مصر نظر إليها فاحتقرها ، وقال : قبح الله فرعون ، ما كان أخسه وأضعف همته حين ملك هذه القرية ، وقال : أنا ربكم الأعلى .
وممن توفي فيها :
nindex.php?page=showalam&ids=16598علي بن الجعد الجوهري ، ومحمد بن سعد كاتب
الواقدي وله كتاب " الطبقات " وغيره من المصنفات ،
nindex.php?page=showalam&ids=13997وسعيد بن محمد الجرمي رضي الله عنهم أجمعين .