[ ص: 166 ] ثم دخلت سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة
في المحرم منها زاد الخليفة في لقبه إمام الحق ، وكتب ذلك على سكة المعاملة ، وقاله الخطباء على المنابر أيام الجمع .
وفي المحرم من هذه السنة
مات توزون التركي في داره ببغداد ، وكانت إمارته سنتين وأربعة أشهر وعشرة أيام ، وكان
ابن شيرزاد كاتبه ، وكان بهيت لتخليص المال ، فلما بلغه الخبر أراد أن يعقد البيعة
لناصر الدولة بن حمدان ، فاضطربت الأجناد ، وعقدت الرياسة لنفسه ودخل
بغداد في مستهل صفر ، وخرج إليه الأجناد كلهم وحلفوا له ، وحلف له الخليفة والقضاة والأعيان ، ودخل على الخليفة ، فخاطبه بأمير الأمراء ، فزاد في أرزاق الأجناد ، وبعث إلى
ناصر الدولة يطالبه بالخراج ، فبعث إليه بخمسمائة ألف درهم وبطعام ففرقه في الناس ، وأمر ونهى وولى وعزل وقطع ووصل ، وفرح بنفسه ثلاثة أشهر وعشرين يوما ، ثم جاءت الأخبار بأن
nindex.php?page=showalam&ids=17118معز الدولة بن بويه قد أقبل في الجيوش قاصدا إلى
بغداد فاختفى
ابن شيرزاد والخليفة أيضا ، وخرج أكثر الأتراك قاصدين إلى
الموصل ليكونوا مع
ناصر الدولة بن حمدان .