ذكر
القبض على الخليفة المستكفي وخلعه
لما كان اليوم الثاني والعشرين من جمادى الآخرة حضر
معز الدولة إلى
[ ص: 168 ] الحضرة ، فجلس على سرير بين يدي الخليفة ، وجاء رجلان من
الديلم ، فمدا أيديهما إلى الخليفة ، فأنزلاه عن كرسيه وسحباه ، فتحزبت عمامته في حلقه ، ونهض
معز الدولة ، واضطربت دار الخلافة حتى خلص إلى الحريم ، وتفاقم الحال ، وسيق الخليفة ماشيا إلى دار
معز الدولة ، فاعتقل بها ، وأحضر
أبو القاسم الفضل بن المقتدر ، فبويع بالخلافة ، وسملت عينا
المستكفي ، وأودع السجن ، فلم يزل به مسجونا حتى كانت
وفاته في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، كما سيأتي بيانه وذكر ترجمته هنالك .