[ ص: 212 ] ثم دخلت سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة
فيها
ملكت الروم سروج وقتلوا أهلها وخربوا مساجدها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير : وفيها قصد صاحب
عمان البصرة فمنعه منها
المهلبي كما تقدم .
قال : وفيها نقم
معز الدولة على وزيره ، فضربه مائة وخمسين مقرعة ولم يعزله ، بل رسم عليه .
وفيها
اختصم المصريون والعراقيون بمكة ، فخطب لصاحب
مصر ، ثم غلبهم العراقيون ، فخطبوا
لركن الدولة بن بويه .
وفيها كانت وفاة
المنصور الفاطمي وهو أبو طاهر إسماعيل بن القائم بأمر الله أبي القاسم محمد بن عبيد الله المهدي صاحب المغرب ، وله من العمر تسع وثلاثون سنة ، وكانت خلافته سبع سنين وستة عشر يوما ، وكان عاقلا شجاعا فاتكا ، قهر
أبا يزيد الخارجي الذي كان لا يطاق شجاعة وإقداما وصبرا ، وكان
[ ص: 213 ] فصيحا بليغا ، يرتجل الخطبة على البديهة في الساعة الراهنة .
وكان سبب موته ضعف الحرارة الغريزية ، كما أورده
nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير في " كامله " ، فاختلف عليه الأطباء ، وقد عهد بالأمر من بعده لولده
المعز الفاطمي ، وهو باني
القاهرة المعزية ، كما سيأتي بيان ذلك واسمه
معد ، وكان عمره إذ ذلك أربعا وعشرين سنة ، وكان شجاعا عاقلا أيضا ، حازم الرأي ، أطاعه من
البربر وأهل تلك الناحية خلق كثير ، وبعث مولاه
جوهرا القائد فبنى له
القاهرة المتاخمة
لمصر ، واتخذ له فيها دار الملك ، وهما القصران اللذان هنالك ، وذلك في سنة أربع وستين وثلاثمائة ، كما سيأتي بيانه .