[ ص: 234 ] ثم دخلت سنة سبع وأربعين وثلاثمائة
فيها كانت زلزلة
ببغداد في شهر نيسان وفي غيرها من البلاد الشرقية ، فمات بسببها خلق كثير ، وخربت دور كثيرة ، وظهر في آخر نيسان وشهر أيار جراد كثير أتلف الغلات الصيفية والثمار .
ودخلت الروم آمد وميافارقين ، فقتلوا ألفا وخمسمائة إنسان ، وأخذوا مدينة سميساط وأخربوها . فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وفي المحرم منها ركب
معز الدولة إلى
الموصل فأخذها من يد
ناصر الدولة وهرب
ناصر الدولة إلى
نصيبين ثم إلى
ميافارقين ثم لحقه
معز الدولة ، فصار إلى أخيه
سيف الدولة بحلب ، ثم راسل
سيف الدولة معز الدولة في المصالحة بينه وبين أخيه
ناصر الدولة ، فوقع الصلح على حمل كل سنة ألفي ألف وتسعمائة ألف ، ورجع
معز الدولة إلى
بغداد بعد انعقاد الصلح .
وفيها بعث
المعز الفاطمي مولاه
أبا الحسن جوهرا القائد في جيوش ، ومعه
زيري بن مناد الصنهاجي ، ففتحوا بلادا كثيرة من أقصى المغرب ، حتى انتهوا إلى البحر المحيط ، فأمر
جوهر بأن يصطاد له منه سمك ، فأرسل به في قلال الماء إلى
[ ص: 235 ] المعز الفاطمي ، وحظي
جوهر عنده ، وعظم شأنه حتى صار له بمنزلة الوزير .