[ ص: 283 ] ثم دخلت
سنة خمس وخمسين وثلاثمائة
في عاشر المحرم عملت
الروافض ببغداد بدعتهم الشنعاء وفتنتهم الصلعاء . وفيها أخذت
القرامطة الهجريون
عمان .
وفيها قصدت
الروم آمد فحاصروها ، فلم يقدروا عليها ، ولكن قتلوا من أهلها ثلاثمائة وأسروا منهم أربعمائة ، ثم ساروا إلى
نصيبين وفيها سيف الدولة ، فهم بالهرب مع العرب ، ثم تأخر مجيء
الروم ، فثبت مكانه ، وقد كادوا يزيلون أركانه .
وفيها وردت طائفة من جيش
خراسان في بضعة عشر ألفا ، يظهرون أنهم يريدون غزو الروم ، فأكرمهم
ركن الدولة بن بويه ، وأمنوا إليهم ، فنهضوا إليهم ، ليأخذوا
الديلم على غرة ، فقاتلهم
ركن الدولة ، فظفر بهم - لأن البغي مصرعة - وهرب أكثرهم .
وفيها خرج
معز الدولة من
بغداد إلى
واسط لقتال
عمران بن شاهين حين تفاقم الحال بأمره ، واشتهر في تلك النواحي صيت ذكره ، فقوي المرض
بمعز الدولة ، فاستناب على الحرب ، ورجع إلى
بغداد فكانت وفاته في السنة الآتية
[ ص: 284 ] كما سنذكره إن شاء الله تعالى .
وفيها قوي أمر
أبي عبد الله بن الداعي ببلاد الديلم ، وأظهر النسك والعبادة ، ولبس الصوف ، وكتب إلى الآفاق - حتى إلى
بغداد - يدعو إلى الجهاد .
وفيها تم
الفداء بين سيف الدولة وبين الروم ، فاستنقذ منهم أسارى كثيرة ، منهم ابن عمه
nindex.php?page=showalam&ids=12126أبو فراس بن سعيد بن حمدان ،
وأبو الهيثم بن حصن القاضي ، وذلك في رجب منها .
وفي جمادى الآخرة نودي برفع المواريث الحشرية ، وأن ترد إلى ذوي الأرحام .
وفيها ابتدأ
nindex.php?page=showalam&ids=17118معز الدولة بن بويه في بناء
مارستان ، وأرصد له أوقافا جزيلة .
وفيها قطعت
بنو سليم السابلة على الحجيج من
أهل الشام ومصر والمغرب ، وأخذوا منهم عشرين ألف بعير بأحمالها ، وكان عليها من الأموال والأمتعة ما لا يقوم كثرة ، وكان لرجل يقال له :
ابن الخواتيمي ، قاضي
طرسوس مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار عينا ، وذلك أنه أراد التحول من بلاد
الشام إلى
العراق بعد الحج ، وكذلك وقع لكثير من الناس ، وحين أخذت الجمال تركوهم على برد الديار لا شيء لهم ، فقل منهم من سلم ، وما أكثر من عطب ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وحج بالناس في هذه السنة
الشريف أبو أحمد نقيب الطالبيين من ناحية
العراق .