وممن توفي في هذه السنة من الأعيان :
سبكتكين الحاجب التركي ، مولى المعز الديلمي وحاجبه
وقد ترقى في المراتب حتى آل به الحال إلى أن قلده الطائع الإمارة وخلع عليه ، وأعطاه اللواء ، ولقبه بنور الدولة ، وكانت مدة دولته في هذا المقام شهرين وثلاثة عشر يوما ، ودفن
ببغداد ، وداره هي دار الملك
ببغداد ، وهي دار عظيمة جدا ، وقد اتفق له
[ ص: 362 ] أنه سقط يوما عن فرسه فانكسر ضلعه ، فداواه الطبيب حتى استقام ظهره وقدر على الصلاة ، إلا أنه لم يستطع الركوع ، فأعطاه شيئا كثيرا من الأموال ، وكان يقول للطبيب : إذا ذكرت مرضي ومداواتك لي لا أقدر على مكافأتك ، ولكن إذا تذكرت وضعك قدميك على ظهري اشتد غيظي منك .
وكانت وفاته ليلة الثلاثاء لسبع بقين من المحرم ، وقد ترك من الأموال شيئا كثيرا جدا ، من ذلك ألف ألف دينار وعشرة آلاف ألف درهم ، وصندوقان من جوهر ، وخمسة عشر صندوقا من البلور ، وخمسة وأربعون صندوقا من آنية الذهب ، ومائة وثلاثون مركبا من ذهب ، منها خمسون وزن كل واحد ألف دينار ، وستمائة مركب فضة ، وأربعة آلاف ثوب ديباجا ، وعشرة آلاف دبيقي وعتابي ، وثلاثمائة عدل معكومة من الفرش ، وثلاثة آلاف فرس وبغل ، وألف جمل ، وثلاثمائة غلام وأربعون خادما ، وذلك غير ما أودع عند أبي بكر البزار صاحبه ، والله تعالى أعلم .