وممن توفي فيها من الأعيان :
الملك عز الدولة بختيار بن معز الدولة أبي الحسين أحمد بن بويه الديلمي
ملك بعد أبيه وعمره فوق العشرين سنة بقليل ، وكان حسن الجسم ، شديد البطش ، قوي القلب جدا ، يقال : إنه كان يأخذ بقوائم الثور الشديد ، فيلقيه إلى الأرض من غير أعوان ، ويتقصد الأسود في متصيداته ، ولكنه كان كثير اللهو واللعب والإقبال على اللذات .
ولما كسره ابن عمه ببلاد
الأهواز ، كان فيما أخذ من أمواله غلام له كان يحبه حبا شديدا ، فبعث يترقق لابن عمه فيه حتى يرده ، وأرسل إليه بتحف كثيرة وأموال جزيلة وجاريتين عوادتين ، لا قيمة لهما ، وبعث نقيب الأشراف في ذلك ، فرد عليه الغلام المذكور ، فكثر تعنيف الناس
لعز الدولة ، وسقط من أعين الملوك ، فإنه كان يقول : ذهاب هذا الغلام أشد علي مما جرى من أخذ
بغداد بل وأرض
العراق . ثم آل من أمره أنه أسره ابن عمه
عضد الدولة ،
[ ص: 388 ] كما ذكرنا وأمر بقتله سريعا ، فكانت مدة حياته ستا وثلاثين سنة ، ومدة دولته منها إحدى عشرة سنة وشهور .
محمد بن عبد الرحمن ، أبو بكر القاضي المعروف بابن قريعة
ولي القضاء
بالسندية ، وكان فصيحا يأتي بالكلام المسجوع من غير تكلف ولا تردد ، وكان جميل المعاشرة ، ظريف المحاضرة .
ومن شعره :
لي حيلة في من ينم وليس في الكذاب حيله من كان يخلق ما يقو
ل فحيلتي فيه قليله
وكان يقول للرجل من أصحابه إذا تماشيا : إذا تقدمت فحاجب ، وإن تأخرت فواجب ، وكانت وفاته يوم السبت لعشر بقين من جمادى الآخرة منها ، رحمه الله تعالى .