[ ص: 785 ] ثم دخلت
سنة أربع وخمسين وأربعمائة
فيها وردت الكتب الكثيرة من الملك طغرلبك يشكو قلة إنصاف الخليفة وعدم موافاته له بما أسداه إليه من الخدم والنعم إلى ملوك الأطراف ،
وقاضي القضاة الدامغاني ، فلما رأى الخليفة ذلك ، وأن الملك قد أرسل إلى نوابه بالاحتياط على أملاك الخليفة - وقد انزعج لذلك - كتب إلى الملك
طغرلبك يجيبه إلى ما سأل ، فلما وصل إلى الملك فرح فرحا شديدا ، وأرسل إلى نوابه أن يطلقوا الأملاك الخليفية . فلما انتهت الركابية بذلك إلى
بغداد دقت البشائر بدار الخلافة ، وطيف بالركابية وبين أيديهم الدبادب والبوقات ، وفرح الناس بإجابة الخليفة إلى ذلك ، واتفقت الكلمة ، فوكل الخليفة في العقد ، وكتب بذلك وكالة ، ثم وقع العقد بمدينة
تبريز بحضرة الملك
طغرلبك وعمل سماطا عظيما ، فلما جيء بالوكالة قام لها الملك ، وقبل الأرض عند رؤيتها ، ثم أوجب العقد على صداق أربعمائة ألف دينار ، وكثر دعاء الناس للخليفة ، وذلك في يوم الخميس الثالث عشر من شعبان من هذه السنة ، ثم بعث ابنة أخيه
الخاتون أرسلان خاتون زوجة الخليفة في شوال بتحف عظيمة ، وذهب كثير ، وجواهر عديدة ثمينة ، وهدايا عظيمة لأم العروس وأهلها كلهم ، وقال الملك جهرة للناس : أنا عبد قن للخليفة ما بقيت ، لا أملك شيئا سوى ما علي من الثياب .
[ ص: 786 ] وفيها عزل الخليفة وزيره ، واستوزر
أبا نصر محمد بن محمد بن جهير ، استقدمه من
ميافارقين .
وفيها عم الرخص جميع الأرض حتى أبيع
بالبصرة كل ألف رطل تمر بثمان قراريط .