[ ص: 188 ] ثم دخلت
سنة ثمان وتسعين وأربعمائة
فيها توفي السلطان بركياروق ، وعهد إلى ولده الصغير ملكشاه وعمره أربع سنين وشهور ، فخطب له
ببغداد ، ونثر عند ذكره الدنانير والدراهم ، ولقب
جلال الدولة ، وجعل أتابكه الأمير
إياز ، ، ثم جاء
السلطان محمد بن ملكشاه إلى
بغداد ، فخرج إليه الدولة فتلقوه وصالحوه ، وكان الذي أخذ البيعة بالصلح
إلكيا الهراسي مدرس
النظامية ، وخطب له بالجانب الغربي ولابن أخيه بالجانب الشرقي ، ثم قتل
الأمير إياز ، ودخل
بغداد وحملت إليه الخلع والدواة والدست .
وحضر
الوزير سعد الدولة عند
إلكيا الهراسي في درس
النظامية ليرغب الناس في العلم .
وفي ثاني عشر رجب منها أزيل الغيار عن أهل الذمة الذي كانوا ألزموه في سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، ولا يعرف ما سبب ذلك ، وفيها كانت حروب كثيرة ما بين
المصريين والفرنج فقتلوا من
الفرنج خلقا كثيرا ، ثم أديل عليهم
الفرنج فقتلوا منهم خلقا أيضا .