وممن توفي فيها من الأعيان :
علي بن الحسين أبو الحسن الغزنوي
الواعظ ، كان له قبول كثير من العامة ، وبنت له
الخاتون زوجة المستظهر رباطا
بباب الأزج ، ووقفت عليه أوقافا كثيرة ، فحصل له جاه عريض وزاره السلطان . وكان حسن الإيراد مليح الوعظ ، يحضر مجلسه خلق كثير ، وجم غفير من أصناف الناس . وقد استملح
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي أشياء من وعظه ، قال : وسمعته يوما يقول : حزمة حزن خير من أعدال أعمال . ثم أنشد
كم حسرة لي في الحشا من ولد إذا نشا أملت فيه رشده
فما نشا كما أشا
قال : وسمعته يوما ينشد
يحسدني قومي على صنعتي لأنني في صنعتي فارس
سهرت في ليلي واستنعسوا وهل يستوي الساهر والناعس
[ ص: 379 ] قال : وكان يقول : تولون
اليهود والنصارى فيسبون نبيكم في يوم عيدهم ويصبحون يجلسون إلى جانبكم ؟ ! ثم يقول : ألا هل بلغت ؟ قال : وكان يتشيع ، ثم سعي في منعه من الوعظ ، ثم أذن له ، ولكن ظهر للناس
ابن العبادي ، فكان كثير من الناس يميلون إليه ، وقد كان السلطان
مسعود يعظمه ويحضر مجلسه ، فلما مات السلطان
مسعود ذل
الغزنوي بعده ، وأهين إهانة بالغة ، فمرض ومات في المحرم من هذه السنة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : وبلغني أنه كان يعرق في نزعه ثم يفيق وهو يقول : رضى وتسليم . ولما مات دفن في رباطه الذي كان فيه .
محمود بن إسماعيل بن قادوس ، أبو الفتح الدمياطي
كاتب الإنشاء بالديار المصرية ، وهو شيخ
القاضي الفاضل وكان يسميه
ذا البلاغتين ، وذكره العماد الكاتب في " الخريدة " وأثنى عليه ، ومن شعره فيمن يكرر التكبير في أول الصلاة
وفاتر النية عنينها مع كثرة الرعدة والهزه
يكبر سبعين في مرة كأنه صلى على حمزه
[ ص: 380 ] الشيخ
أبو البيان نبا بن محمد المعروف
بابن الحوراني ، الفقيه الزاهد العابد الفاضل الخاشع ، قدس الله روحه ، قرأ القرآن وكتاب " التنبيه " على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وكان حسن المعرفة باللغة ، كثير المطالعة ، وله كلام يؤثر عنه ، ورأيت له كتابا بخطه فيه النظائم التي له ، يقولها أصحابه وأتباعه بلهجة غريبة ، وقد كان من نشأته إلى أن توفي على طريقة صالحة ، وقد زاره الملك
نور الدين في رباطه داخل
درب الحجر ، ووقف عليه شيئا ، وكانت وفاته في يوم الثلاثاء الثالث من ربيع الأول من هذه السنة ، ودفن بمقابر
باب الصغير ، وكان يوما مشهودا . وقد ذكرته في " طبقات الشافعية " رحمه الله .
عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد بن سعيد الفارسي الحافظ ، تفقه بإمام الحرمين وسمع الكثير على جده لأمه
nindex.php?page=showalam&ids=14999أبي القاسم القشيري ، ورحل إلى البلاد وأسمع الكثير ، وصنف " المفهم في غريب
مسلم " وغيره ، وولي خطابة
نيسابور وكان فاضلا بارعا دينا حافظا .