[ ص: 463 ] ثم دخلت
سنة ثمان وستين وخمسمائة
فيها أرسل
نور الدين إلى الملك
صلاح الدين ، الموفق
خالد بن القيسراني ; ليقيم حساب الديار المصرية ، ولأنه استقل الهدية التي أرسل إليه من خزائن
العاضد . ومقصوده أن يقرر على الديار المصرية خراجا يحمل إليه في كل عام .
وفيها حاصر الملك
صلاح الدين الكرك والشوبك ، فضيق على ساكنيها وخرب أماكن كثيرة من معاملاتها ، ولكن لم يظفر بها عامه ذلك .
وفيها اجتمعت
الفرنج بالشام ; لقصد
مدينة زرع ، فوصلوا إلى سمكين ، فبرز إليهم
نور الدين ، فهربوا منه إلى الفوار ، ثم إلى السواد ثم إلى الشلالة ، فبعث سرية إلى
طبرية فعاثوا هنالك وسبوا وقتلوا وغنموا وعادوا وقد سلمهم الله ، ورجعت
الفرنج خائبين ، لعنهم الله أجمعين ، وقد
[ ص: 464 ] امتدحه
العماد الكاتب بقصيدة طنانة في هذه الغزوة .