[ ص: 27 ] ثم دخلت
سنة ثمان وستمائة
استهلت
والعادل مقيم على
الطور لعمارة حصنه ، وجاءت الأخبار من بلاد
المغرب بأن
ابن عبد المؤمن قد كسر
الفرنج بطليطلة كسرة عظيمة ، وربما فتح البلد عنوة ، وقتل منهم خلقا عظيما .
وفيها كانت
زلزلة عظيمة شديدة هدمت بمصر والقاهرة دورا كثيرة ، وكذلك بمدينة
الكرك والشوبك هدمت من قلعتها أبراجا ، ومات خلق كثير من الصبيان والنسوان تحت الهدم . ورئي دخان نازل من السماء إلى الأرض فيما بين المغرب والعشاء عند قبر
عاتكة غربي
دمشق .
وفيها أظهرت
الباطنية الإسلام ، وأقامت الحدود على من يتعاطى الحرام ، وبنوا الجوامع والمساجد ، وكتبوا إلى إخوانهم
بالشام بمصياب وأمثالها بذلك ، وكتب زعيمهم
جلال الدين إلى الخليفة يعلمه بذلك ، وقدمت أمة منهم إلى
بغداد لأجل الحج ، فأكرموا وعظموا بسبب ذلك ، ولكن لما كانوا
بعرفات ظفر
[ ص: 28 ] واحد منهم على قريب لأمير
مكة قتادة الحسيني فقتله ظانا أنه
قتادة ، فثارت فتنة بين سودان
مكة وركب
العراق ، ونهب الركب ، وقتل منهم خلق كثير .
وفيها اشترى
الملك الأشرف جوسق الريس من
النيرب من ابن عمه
الظافر خضر بن صلاح الدين ، وبناه بناء حسنا ، وهو المسمى في زماننا بالدهشة .