[ ص: 35 ] ثم دخلت سنة عشر وستمائة
فيها
أمر العادل أيام الجمع بوضع سلاسل على أفواه الطرق إلى الجامع لئلا تصل الخيول إلى قريب الجامع صيانة للمسلمين عن التأذي بهم ، والتضييق عليهم .
وفيها ولد
الملك العزيز بن الظاهر غازي صاحب
حلب ، وهو والد
الملك الناصر صاحب
دمشق ، واقف الناصريتين الذي أسره
هلاوون ملك
التتار .
وفيها قدم بالفيل من الديار المصرية ، فحمل هدية إلى صاحب
الكرج ، فتعجب الناس منه ، ومن بديع خلقته .
وفيها قدم
الملك الظافر خضر بن السلطان صلاح الدين من
حلب قاصدا الحج ، فتلقاه الناس ، وأكرمه ابن عمه المعظم صاحب
دمشق ، فلما لم يبق بينه وبين
مكة إلا مراحل يسيرة تلقته حاشية الكامل صاحب
مصر ، وصدوه عن الدخول إلى
مكة ، وقالوا : إنما جئت لأخذ
اليمن . فقال لهم : قيدوني وذروني
[ ص: 36 ] أقضي المناسك . فقالوا : ليس معنا مرسوم وإنما أمرنا بردك وصدك . فهم طائفة من الناس بقتالهم ، فخاف من وقوع فتنة ، فتحلل من حجه ، ورجع إلى
الشام ، وتأسف الناس على ما فعل به ، وتباكوا لما ودعهم ، تقبل الله منه .
وفيها وصل كتاب من بعض فقهاء الحنفية
بخراسان إلى الشيخ
تاج الدين الكندي يخبر فيه أن السلطان
nindex.php?page=showalam&ids=15839خوارزم شاه محمد بن تكش تنكر في ثلاثة نفر ، ودخل بلاد
التتر ليكشف أخبارهم بنفسه ، فأنكروهم فقبضوا عليهم ، فضربوا منهم اثنين حتى ماتا ، ولم يقرا بما جاءوا إليه ، واستوثقوا من الملك وصاحبه أسرا ، فلما كان في بعض الليالي هربا ، ورجع السلطان إلى معسكره ، فعاد إلى مملكته .
قلت : وهذه المكاتبة غير ما تقدم من أسره في المعركة مع
ابن مسعود الأمير ، والله أعلم .
وفيها ظهرت بلاطة وهم يحفرون في خندق
حلب ، فوجد تحتها من الذهب خمسة وسبعون رطلا ، ومن الفضة خمسة وعشرون بالرطل الحلبي .