وممن توفي فيها من الأعيان :
الشيخ تاج الدين أبو الفضل يحيى بن محمد بن أحمد بن حمزة بن علي بن هبة الله بن الحبوبي الثعلبي الدمشقي
كان من أعيان أهل
دمشق ولي نظر الأيتام والحسبة ، ثم وكالة بيت المال ، وسمع الكثير ، وخرج له
ابن بلبان مشيخة قرأها عليه
الشيخ شرف الدين الفزاري بالجامع ، فسمعها جماعة من الأعيان والفضلاء ، رحمه الله .
الخطيب فخر الدين أبو محمد
عبد القاهر بن عبد الغني بن محمد بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني ، الخطيب بها ، وبيته معروف بالعلم والخطابة والرياسة ، ودفن بمقبرة الصوفية ، وقد قارب الستين ، رحمه الله تعالى ،
[ ص: 508 ] وقد سمع الحديث من جده فخر الدين صاحب ديوان الخطب المشهورة ، توفي بخانقاه القصر ظاهر
دمشق .
الشيخ خضر بن أبي بكر المهراني العدوي
شيخ
الملك الظاهر بيبرس كان حظيا عنده مكرما لديه ، له عنده المكانة الرفيعة ، كان السلطان ينزل بنفسه إلى زاويته التي بناها له في
الحسينية في كل أسبوع مرة أو مرتين ، وبنى له عندها جامعا يخطب فيه للجمعة ، وكان يعطيه مالا كثيرا ويطلق له ما أراد ، ووقف على زاويته شيئا كثيرا جدا ، وكان معظما عند الخاص والعام بسبب حب السلطان وتعظيمه له ، وكان يمازحه إذا جلس عنده ، وكان فيه خير ودين وصلاح ، وقد كاشف السلطان بأشياء كثيرة ، وقد دخل مرة
كنيسة القمامة بالمقدس ، فذبح قسيسها بيده ، ووهب ما فيها لأصحابه ، وكذلك فعل بالكنيسة التي
بالإسكندرية ، وهي من أعظم كنائسهم ، نهبها وحولها مسجدا ومدرسة أنفق عليها أموالا كثيرة من بيت المال ، وسماها
المدرسة الخضراء ، وكذلك فعل
بكنيسة اليهود بدمشق ، دخلها ونهب ما فيها من الآلات والأمتعة ومد فيها سماطا ، واتخذها مسجدا مدة ، ثم سعوا إليه في ردها إليهم وإبقائها عليهم ، ثم اتفق في هذه السنة أنه وقعت منه أشياء أنكرت عليه ، وحوقق عليها عند السلطان
الملك الظاهر ، فظهر له منه ما أوجب سجنه ، ثم أمر بإعدامه وهلاكه ، وكانت وفاته في هذه السنة ، ودفن بزاويته ، سامحه الله ، وقد كان السلطان يحبه محبة عظيمة حتى إنه سمى بعض أولاده
خضرا موافقة لاسمه ، وإليه تنسب القبة التي على الجبل غربي الربوة التي يقال لها :
قبة الشيخ خضر .
[ ص: 509 ] مصنف " التعجيز "
العلامة تاج الدين عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن يونس بن محمد بن سعد بن مالك ، أبو القاسم الموصلي ، من بيت الفقه والرياسة والتدريس ، ولد سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، وسمع واشتغل وحصل وصنف ، واختصر " الوجيز " في كتابه " التعجيز " ، واختصر " المحصول " ، وله طريقة في الخلاف أخذها عن
ركن الدين الطاوسي ، وكان جده
عماد الدين بن يونس شيخ المذهب في وقته ، كما تقدم .