وممن توفي فيها من الأعيان :
قاضي قضاة الحنابلة
بمصر عز الدين عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي الحنبلي
سمع الحديث ، وبرع في المذهب ، وحكم
بالديار المصرية ، وكان مشكورا في سيرته وحكمه ، توفي في صفر ، ودفن
بالمقطم ، وتولى بعده
شرف الدين عبد الغني بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن نصر الحراني بديار
مصر .
الشيخ الإمام الحافظ القدوة ،
عفيف الدين أبو محمد عبد السلام بن محمد بن مزروع بن أحمد بن عزاز المصري الحنبلي
توفي
بالمدينة النبوية في أواخر صفر ، ولد سنة خمس وعشرين وستمائة ، وسمع الكثير وجاور
بالمدينة النبوية خمسين سنة ، وحج فيها أربعين حجة متوالية ، وصلي عليه
بدمشق صلاة الغائب ، رحمه الله .
الشيخ شيث بن الشيخ علي الحريري
توفي بقرية
بسر من
حوران يوم
[ ص: 700 ] الجمعة ثالث عشر ربيع الآخر ، وتوجه أخوه
حسن والفقراء من
دمشق إلى هناك لتعزية أخيهم
حسن الأكبر فيه .
الشيخ الصالح المقرئ
جمال الدين عبد الواحد بن كثير بن ضرغام المصري
ثم الدمشقي ، نقيب السبع الكبير والغزالية ، كان قد قرأ
على السخاوي وسمع الحديث ، توفي في أواخر رجب وصلي عليه بالجامع الأموي ، ودفن بالقرب من قبة
الشيخ رسلان
واقف السامرية الصدر الكبير
سيف الدين ، أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن جعفر البغدادي السامري
واقف السامرية التي إلى جانب الكروسية
بدمشق ، وكانت داره التي يسكن بها ، ودفن بها ، ووقفها دار حديث وخانقاه ، وكان قد انتقل إلى
دمشق ، وأقام بها بهذه الدار مدة ، وكانت قديما تعرف بدار
ابن قوام ، بناها من حجارة منحوتة كلها ، وكان
السامري كثير الأموال ، حسن الأخلاق ، معظما عند الدولة ، جميل المعاشرة ، له أشعار رائقة ومبتكرات فائقة ، توفي يوم الاثنين ثامن عشر شعبان . وقد كان
ببغداد له حظوة عند الوزير
ابن العلقمي ، وامتدح
المستعصم ، وخلع عليه خلعة سوداء سنية ، ثم قدم
دمشق في أيام
الناصر صاحب
حلب ، فحظي عنده أيضا ، فسعى فيه أهل الدولة ، فصنف فيهم أرجوزة فتح عليهم بسببها بابا فصادرهم الملك بعشرين ألف دينار ، فعظموه جدا ، وتوسلوا به إلى أغراضهم ، وله قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد كتب عنه الحافظ
الدمياطي شيئا من شعره .
[ ص: 701 ] واقف النفيسية التي بالرصيف : الرئيس
نفيس الدين أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل بن سلامة بن علي بن صدقة الحراني
كان أحد عدول القسمة
بدمشق ، وولي نظر الأيتام في وقت ، وكان ذا ثروة من المال ، ولد سنة ثمان وعشرين وستمائة ، وسمع الحديث ، ووقف داره دار حديث ، توفي يوم السبت بعد الظهر الرابع من ذي القعدة ، ودفن
بسفح قاسيون بكرة يوم الأحد بعد ما صلي عليه بالأموي .
الشيخ
أبو الحسن المعروف بالشاروت
الدمشقي ، يلقب
بنجم الدين ، ترجمه
nindex.php?page=showalam&ids=14095الحريري فأطنب ، وذكر له كرامات وأشياء من علم الحروف وغيرها . والله أعلم بحاله .
وفيها قتل
قازان الأمير
نوروز الذي كان إسلامه على يديه ، كان
نوروز هذا هو الذي استسلمه ، ودعاه للإسلام ، فأسلم وأسلم معه أكثر
التتر ، فإن
التتر شوشوا خاطر
قازان عليه ، واستمالوه منه وعنه ، فلم يزل به حتى قتله وقتل جميع من ينسب إليه ، وكان
نوروز هذا من خيار أمراء
التتر عند
قازان ، وكان ذا عبادة وصدق في إسلامه وأذكاره وتطوعاته ، وقصده الجيد ، رحمه الله وعفا عنه ، ولقد أسلم على يديه منهم خلق كثير لا يعلمهم إلا الله ، واتخذوا السبح والهياكل ، وحضروا الجمع والجماعات ، وقرءوا القرآن . والله أعلم .