فصل
نزول النبي بمر الظهران
ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
مر الظهران ، نزل فيه فأقام ، كما روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
يحيى بن بكير ، عن
الليث ، ومسلم عن
أبي الطاهر ، عن
ابن وهب كلاهما ، عن
يونس ، عن
الزهري ، عن
أبي سلمة ، عن
جابر قال :
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران نجتني الكباث ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عليكم بالأسود منه فإنه أطيب " . قالوا : يا رسول الله ، أكنت ترعى الغنم ؟ قال : " نعم ، وهل من نبي إلا وقد رعاها ؟ [ ص: 534 ] .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، عن
الأصم ، عن
أحمد بن عبد الجبار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن
سنان بن إسماعيل ، عن
أبي الوليد سعيد بن مينا قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510727لما فرغ أهل مؤتة ورجعوا ، أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسير إلى مكة ، فلما انتهى إلى مر الظهران نزل بالعقبة ، فأرسل الجناة يجتنون الكباث ، فقلت لسعيد : وما هو ؟ قال : ثمر الأراك . قال : فانطلق ابن مسعود فيمن يجتني . قال : فجعل أحدهم إذا أصاب حبة طيبة قذفها في فيه ، وكانوا ينظرون إلى دقة ساقي ابن مسعود وهو يرقى في الشجرة فيضحكون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعجبون من دقة ساقيه ؟ فوالذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد وكان
ابن مسعود ما اجتنى من شيء ، جاء به وخياره فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال في ذلك :
هذا جناي وخياره فيه إذ كل جان يده إلى فيه
وفي " الصحيحين " عن
أنس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510728أنفجنا أرنبا ونحن بمر الظهران ، فسعى القوم فلغبوا ، فأدركتها فأخذتها ، فأتيت بها أبا طلحة فذبحها ، وبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوركها أو فخذيها فقبله .
وقال
ابن إسحاق : ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
مر الظهران ، وقد عميت
[ ص: 535 ] الأخبار عن
قريش ، فلا يأتيهم خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يدرون ما رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعل ، وخرج في تلك الليالي
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب ، nindex.php?page=showalam&ids=137وحكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء ، يتحسسون الأخبار ، وينظرون هل يجدون خبرا أو يسمعون به .
وذكر
ابن لهيعة ، عن
أبي الأسود ، عن
عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بين يديه عيونا خيلا يقتصون العيون ،
وخزاعة لا تدع أحدا يمضي وراءها ، فلما جاء
أبو سفيان وأصحابه أخذتهم خيل المسلمين ، وقام إليه
عمر يجأ في عنقه ، حتى أجاره
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب ، وكان صاحبا
لأبي سفيان .
قال
ابن إسحاق : وقال
العباس حين نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
مر الظهران : قلت : واصباح
قريش ، والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه ، إنه لهلاك
قريش إلى آخر الدهر . قال : فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء ، فخرجت عليها حتى جئت الأراك ، فقلت : لعلي أجد بعض الحطابة ، أو صاحب لبن ، أو ذا حاجة يأتي
مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليخرجوا إليه فيستأمنوه قبل أن يدخل عليهم عنوة . قال : فوالله إني لأسير عليها وألتمس ما خرجت له ، إذ سمعت كلام
أبي سفيان وبديل بن ورقاء وهما يتراجعان ،
وأبو سفيان يقول : ما رأيت كالليلة نيرانا قط ولا
[ ص: 536 ] عسكرا! قال : يقول
بديل : هذه والله
خزاعة حمشتها الحرب . قال : يقول
أبو سفيان :
خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها . قال : فعرفت صوته فقلت : يا
أبا حنظلة . فعرف صوتي ، فقال :
أبو الفضل ؟ قال : قلت : نعم . قال : ما لك ، فدى لك أبي وأمي ؟ قال : قلت : ويحك يا
أبا سفيان ! هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس ، واصباح
قريش والله . قال : فما الحيلة ، فداك أبي وأمي ؟ قال : قلت : والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك ، فاركب في عجز هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستأمنه لك . قال : فركب خلفي ورجع صاحباه - وقال
عروة : بل ذهبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلما ، وجعل يستخبرهما عن أهل
مكة وقال
الزهري nindex.php?page=showalam&ids=17177وموسى بن عقبة : بل دخلوا مع
العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال
ابن إسحاق : قال : فجئت به كلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا : من هذا ؟ فإذا رأوا بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عليها قالوا : عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم . حتى مررت بنار
عمر بن الخطاب فقال : من هذا ؟ وقام إلي ، فلما رأى
أبا سفيان على عجز الدابة قال :
أبو سفيان عدو الله! الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد . وزعم
عروة بن الزبير أن
عمر وجأ في رقبة
أبي سفيان ، وأراد قتله فمنعه منه
العباس .
وهكذا ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عن
الزهري أن عيون رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ص: 537 ] أخذوهم بأزمة جمالهم ، فقالوا : من أنتم ؟ قالوا : وفد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلقيهم
العباس ، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحادثهم عامة الليل ، ثم دعاهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، فشهدوا ، وأن
محمدا رسول الله ، فشهد
حكيم وبديل ، وقال
أبو سفيان : ما أعلم ذلك . ثم
أسلم بعد الصبح ، ثم سألوه أن يؤمن
قريشا ، فقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510729من دخل دار أبي سفيان فهو آمن - وكانت بأعلى
مكة -
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510730ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن - وكانت بأسفل
مكة -
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510731ومن أغلق بابه فهو آمن .
قال
العباس : ثم خرج
عمر يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم وركضت البغلة ، فسبقته بما تسبق الدابة البطيئة الرجل البطيء قال : فاقتحمت عن البغلة ، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليه
عمر ، فقال : يا رسول الله ، هذا
أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد ، فدعني فلأضرب عنقه . قال : قلت : يا رسول إني قد أجرته . ثم جلست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت برأسه ، فقلت : والله لا يناجيه الليلة دوني رجل . فلما أكثر
عمر في شأنه . قال : قلت : مهلا يا
عمر ، فوالله أن لو كان من رجال
بني عدي بن كعب ما قلت هذا ، ولكنك قد عرفت أنه من رجال
بني عبد مناف . فقال : مهلا يا
عباس ، فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام
الخطاب لو أسلم ، وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام
الخطاب لو أسلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اذهب به يا
عباس إلى
[ ص: 538 ] رحلك فإذا أصبحت فأتني به " . قال : فذهبت به إلى رحلي ، فبات عندي ، فلما أصبح غدوت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ويحك يا
أبا سفيان ! ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله ؟ " فقال : بأبي أنت وأمي ، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ، والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئا بعد . قال : " ويحك يا
أبا سفيان ! ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟ " قال : بأبي أنت وأمي ، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ، أما هذه والله فإن في النفس منها حتى الآن شيئا . فقال له
العباس : ويحك! أسلم واشهد أن لا إله إلا الله ، وأن
محمدا رسول الله ، قبل أن تضرب عنقك . قال : فشهد شهادة الحق فأسلم . قال
العباس : فقلت : يا رسول الله ، إن
أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر ، فاجعل له شيئا . قال : " نعم ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510732من دخل دار أبي سفيان فهو آمن - زاد
عروة : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510733ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن " . وهكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عن
الزهري - ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن " . فلما ذهب لينصرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا
عباس ، احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل ، حتى تمر به جنود الله فيراها .
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
الزهري أن
أبا سفيان وبديلا nindex.php?page=showalam&ids=137وحكيم بن حزام كانوا وقوفا مع
العباس عند خطم الجبل ، وذكر أن
سعدا لما قال
لأبي سفيان : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الحرمة . فشكى
أبو سفيان إلى
[ ص: 539 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم فعزله عن راية الأنصار ، وأعطاها
nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير بن العوام ، فدخل بها من أعلى
مكة وغرزها
بالحجون ، ودخل
خالد من أسفل
مكة فلقيه
بنو بكر وهذيل ، فقتل من
بني بكر عشرين ومن
هذيل ثلاثة أو أربعة ، وانهزموا فقتلوا
بالحزورة حتى بلغ قتلهم باب المسجد .
قال
العباس : فخرجت
بأبي سفيان حتى حبسته بمضيق الوادي حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحبسه . قال : ومرت القبائل على راياتها ، كلما مرت قبيلة قال : يا
عباس ، من هؤلاء ؟ فأقول :
سليم . فيقول : ما لي ولسليم . ثم تمر به القبيلة فيقول : يا
عباس ، من هؤلاء ؟ فأقول :
مزينة . فيقول : ما لي
ولمزينة . حتى نفدت القبائل ، ما تمر به قبيلة إلا سألني عنها ، فإذا أخبرته قال : ما لي ولبني فلان . حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء وفيها
المهاجرون والأنصار ، لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد ، فقال : سبحان الله! يا
عباس ، من هؤلاء ؟ قال : قلت : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
المهاجرين والأنصار . قال : ما لأحد بهؤلاء من قبل ولا طاقة ، والله يا
أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما . قال : قلت : يا
أبا سفيان ، [ ص: 540 ] إنها النبوة ، قال : فنعم إذن . قال : قلت : النجاء إلى قومك . حتى إذا جاءهم صرخ بأعلى صوته : يا معشر
قريش ، هذا
محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار
أبي سفيان فهو آمن . فقامت إليه
هند بنت عتبة ، فأخذت بشاربه فقالت : اقتلوا الحميت الدسم الأحمس ، قبح من طليعة قوم . فقال
أبو سفيان : ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم ، فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به ، من دخل دار
أبي سفيان فهو آمن . قالوا : قاتلك الله ، وما تغني عنا دارك ؟ قال : ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن . فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد .
وذكر
عروة بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مر
بأبي سفيان قال له : إني لأرى وجوها كثيرة لا أعرفها ، لقد كثرت هذه الوجوه علي . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنت فعلت هذا وقومك ، إن هؤلاء صدقوني إذ كذبتموني ، ونصروني إذ أخرجتموني " . ثم شكى إليه قول
سعد بن عبادة حين مر عليه فقال : يا
أبا سفيان ، اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الحرمة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كذب
سعد ، بل هذا يوم يعظم الله فيه
الكعبة ، ويوم تكسى فيه
الكعبة .
وذكر
عروة أن
أبا سفيان لما أصبح صبيحة تلك الليلة التي كان عند
[ ص: 541 ] العباس ، ورأى الناس يحشحشون للصلاة ، وينتشرون في استعمال الطهارة خاف وقال
للعباس : ما بالهم ؟ قال : إنهم سمعوا النداء ، فهم ينتشرون للصلاة . فلما حضرت الصلاة ورآهم يركعون بركوعه ، ويسجدون بسجوده قال : يا
عباس ، ما يأمرهم بشيء إلا فعلوه! قال : نعم ، والله لو أمرهم بترك الطعام والشراب لأطاعوه .
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
الزهري ، أنه لما توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلوا يتكففون ، فقال : يا
عباس ، ما رأيت كالليلة ولا ملك
كسرى وقيصر .
وقد روى الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وغيره ، عن
الأصم ، عن
أحمد بن الجبار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن
ابن إسحاق ، حدثني
الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ، فذكر هذه القصة بتمامها كما أوردها
زياد البكائي ، عن
ابن إسحاق منقطعة . فالله أعلم . على أنه قد روى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=11950أبي بلال الأشعري ، عن
زياد البكائي ، عن
محمد بن إسحاق ، عن
الزهري ، عن
عبيد الله ، عن
ابن عباس [ ص: 542 ] قال :
جاء العباس بأبي سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال . فذكر القصة ، إلا أنه ذكر أنه أسلم من ليلته قبل أن يصبح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه لما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن " . قال أبو سفيان : وما تسع داري ؟ فقال : " ومن دخل الكعبة فهو آمن " . قال : وما تسع الكعبة ؟ فقال : " ومن دخل المسجد فهو آمن " . قال : وما يسع المسجد ؟ فقال : " ومن أغلق عليه بابه فهو آمن " . فقال أبو سفيان : هذه واسعة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
عبيد بن إسماعيل ، ثنا
أبو أسامة ، عن
هشام ، عن أبيه قال : لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فبلغ ذلك
قريشا ، خرج
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب ، nindex.php?page=showalam&ids=137وحكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء ، يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا
مر الظهران ، فإذا هم بنيران كأنها نيران
عرفة ، فقال
أبو سفيان : ما هذه ؟ كأنها نيران
عرفة ! فقال
بديل بن ورقاء : نيران
بني عمرو . فقال
أبو سفيان : عمرو أقل من ذلك . فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركوهم فأخذوهم ، فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسلم
أبو سفيان ، فلما سار ، قال
للعباس : " احبس
أبا سفيان عند خطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين " . فحبسه
العباس ، فجعلت القبائل تمر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان ، فمرت كتيبة فقال : يا
عباس من هذه ؟ قال : هذه غفار . قال : ما لي
ولغفار . ثم مرت
جهينة فقال
[ ص: 543 ] مثل ذلك ، ثم مرت
سعد بن هذيم فقال مثل ذلك ، ومرت
سليم فقال مثل ذلك ، حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها فقال : من هذه ؟ قال : هؤلاء
الأنصار ، عليهم
سعد بن عبادة معه الراية . فقال
سعد بن عبادة : يا
أبا سفيان ، اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل
الكعبة . فقال
أبو سفيان : يا
عباس ، حبذا يوم الذمار . ثم جاءت كتيبة ، وهي أقل الكتائب ، فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وراية رسول الله صلى الله عليه وسلم مع
nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير بن العوام ، فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأبي سفيان قال : ألم تعلم ما قال
سعد بن عبادة ؟ فقال : " ما قال ؟ " قال : كذا وكذا . فقال : " كذب
سعد ، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه
الكعبة ، ويوم تكسى فيه
الكعبة " وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز رايته
بالحجون قال
عروة : وأخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=17193نافع بن جبير بن مطعم ، قال : سمعت
العباس يقول
nindex.php?page=showalam&ids=15للزبير بن العوام : هاهنا أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية ؟ قال : نعم . قال : وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى
مكة من
كداء ، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من
كدى فقتل من خيل
خالد بن الوليد يومئذ رجلان ،
حبيش بن الأشعر ، وكرز بن جابر الفهري [ ص: 544 ] .
وقال
أبو داود : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، ثنا
ابن إدريس ، عن
محمد بن إسحاق ، عن
الزهري ، عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن
ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح جاءه
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب nindex.php?page=showalam&ids=12026بأبي سفيان بن حرب ، فأسلم
بمر الظهران ، فقال له
العباس :
يا رسول الله ، إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر ، فلو جعلت له شيئا ؟ قال : " نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن .