أبو موسى الأشعري ( ع )
عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب ، الإمام الكبير
[ ص: 381 ] صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أبو موسى الأشعري التميمي الفقيه المقرئ .
حدث عنه :
بريدة بن الحصيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=481وأبو أمامة الباهلي ،
nindex.php?page=showalam&ids=44وأبو سعيد الخدري ،
nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك ،
وطارق بن شهاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13705والأسود بن يزيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16115وأبو وائل شقيق بن سلمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15950وزيد بن وهب ، nindex.php?page=showalam&ids=12081وأبو عثمان النهدي ،
وأبو عبد الرحمن النهدي ،
ومرذة الطيب ،
وربعي بن حراش ،
وزهدم بن مضرب ، وخلق سواهم .
وهو معدود فيمن قرأ على النبي - صلى الله عليه وسلم- . أقرأ أهل
البصرة ، وفقههم في الدين . قرأ عليه
حطان بن عبد الله الرقاشي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبو رجاء العطاردي .
ففي " الصحيحين " ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11935أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879454اللهم اغفر nindex.php?page=showalam&ids=110لعبد الله بن قيس ذنبه ، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما .
وقد استعمله النبي - صلى الله عليه وسلم-
ومعاذا على
زبيد ،
وعدن . وولي إمرة
الكوفة [ ص: 382 ] لعمر ، وإمرة
البصرة . وقدم ليالي فتح
خيبر ، وغزا ، وجاهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم- وحمل عنه علما كثيرا .
قال
سعيد بن عبد العزيز : حدثني
أبو يوسف ، حاجب
معاوية : أن
nindex.php?page=showalam&ids=110أبا موسى الأشعري قدم على
معاوية ، فنزل في بعض الدور
بدمشق ، فخرج
معاوية من الليل ليستمع قراءته .
قال
أبو عبيد : أم
أبي موسى هي
ظبية بنت وهب ; كانت أسلمت ، وماتت
بالمدينة .
وقال
ابن سعد : حدثنا
الهيثم بن عدي ، قال : أسلم
أبو موسى بمكة ، وهاجر إلى
الحبشة . وأول مشاهده
خيبر . ومات سنة اثنتين وأربعين .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11797أبو أحمد الحاكم : أسلم
بمكة ، ثم قدم مع
أهل السفينتين بعد فتح
خيبر بثلاث ، فقسم لهم النبي ، صلى الله عليه وسلم . ولي
البصرة لعمر وعثمان ; وولي
الكوفة ، وبها مات .
[ ص: 383 ]
وقال
ابن منده : افتتح
أصبهان زمن
عمر .
وقال
العجلي : بعثه
عمر أميرا على
البصرة ; فأقرأهم وفقههم ، وهو فتح
تستر . ولم يكن في الصحابة أحد أحسن صوتا منه .
قال
حسين المعلم : سمعت
ابن بريدة يقول : كان
الأشعري قصيرا ، أثط ، خفيف الجسم .
وأما
الواقدي فقال : حدثنا
خالد بن إلياس ، عن
أبي بكر بن أبي جهم ، قال : ليس
أبو موسى من مهاجرة
الحبشة ، ولا حلف له في
قريش ، وقد كان أسلم
بمكة ، ورجع إلى أرضه ; حتى قدم هو وأناس من الأشعريين على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .
وذكره
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى
الحبشة .
وروى
أبو بردة ، عن
أبي موسى ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879455خرجنا من اليمن في بضع وخمسين من قومي ، ونحن ثلاثة إخوة : أنا ، وأبو رهم ، وأبو عامر . فأخرجتنا سفينتنا إلى النجاشي ، وعنده جعفر وأصحابه ; فأقبلنا حين افتتحت [ ص: 384 ] خيبر ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : لكم الهجرة مرتين : هاجرتم إلى النجاشي ، وهاجرتم إلي .
وفي رواية : أنا وأخواي :
أبو رهم ،
وأبو بردة ، أنا أصغرهم .
أحمد : حدثنا
يحيى بن إسحاق : حدثنا
يحيى بن أيوب ، عن
حميد ، عن
أنس ، قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879456يقدم عليكم غدا قوم هم أرق قلوبا للإسلام منكم ، فقدم الأشعريون ; فلما دنوا جعلوا يرتجزون :
غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه
فلما أن قدموا تصافحوا ، فكانوا أول من أحدث المصافحة .
شعبة ، عن
سماك ، عن
عياض الأشعري ، قال :
لما نزلت : فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : هم قومك يا أبا موسى ، وأومأ إليه .
صححه
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم . والأظهر : أن
لعياض بن عمرو صحبة ، ولكن رواه جماعة عن
شعبة أيضا . ( ح )
nindex.php?page=showalam&ids=16410وعبد الله بن إدريس ، عن أبيه ، كلاهما عن
سماك ، عن
عياض ، عن
أبي موسى .
بريد ، عن
أبي بردة ، عن
أبي موسى قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879458لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من حنين ، بعث أبا عامر الأشعري على جيش أوطاس ، فلقي دريد بن [ ص: 385 ] الصمة ، فقتل دريد ، وهزم الله أصحابه ; فرمى رجل أبا عامر في ركبته بسهم ، فأثبته . فقلت : يا عم ، من رماك ؟ فأشار إليه . فقصدت له ، فلحقته ، فلما رآني ، ولى ذاهبا . فجعلت أقول له : ألا تستحي ؟ ألست عربيا ؟ ألا تثبت ؟ قال : فكف ، فالتقيت أنا وهو ، فاختلفنا ضربتين ، فقتلته . ثم رجعت إلى أبي عامر ، فقلت : قد قتل الله صاحبك . قال : فانزع هذا السهم . فنزعته ، فنزا منه الماء . فقال : يابن أخي ، انطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأقره مني السلام ، وقل له : يستغفر لي . واستخلفني أبو عامر على الناس ، فمكث يسيرا ، ثم مات . فلما قدمنا ، وأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم- توضأ ، ثم رفع يديه ، ثم قال " اللهم اغفر لعبيد أبي عامر " ، حتى رأيت بياض إبطيه . ثم قال : اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك " فقلت : ولي يا رسول الله ؟ فقال : اللهم اغفر nindex.php?page=showalam&ids=110لعبد الله بن قيس ذنبه ، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما .
وبه ، عن
أبي موسى ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879459كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالجعرانة فأتى أعرابي فقال : ألا تنجز لي ما وعدتني ؟ قال : أبشر . قال : قد أكثرت من البشرى . فأقبل رسول الله علي وعلى بلال ، فقال : إن هذا قد رد البشرى فاقبلا أنتما ، فقالا : قبلنا يا رسول الله . فدعا بقدح ، فغسل يديه [ ص: 386 ] ووجهه فيه ، ومج فيه ، ثم قال : اشربا منه ، وأفرغا على رءوسكما ونحوركما ، ففعلا . فنادت أم سلمة من وراء الستر : أن فضلا لأمكما . فأفضلا لها منه .
nindex.php?page=showalam&ids=16872مالك بن مغول وغيره ، عن
ابن بريدة عن أبيه ، قال :
خرجت ليلة من المسجد ، فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم- عند باب المسجد قائم ، وإذا رجل يصلي ، فقال لي : يا بريدة ، أتراه يرائي ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : بل هو مؤمن منيب ، لقد أعطي مزمارا من مزامير آل داود . فأتيته ، فإذا هو أبو موسى ; فأخبرته .
أنبئونا عن
أحمد بن محمد اللبان وغيره : أن
أبا علي الحداد أخبرهم : أخبرنا
أبو نعيم : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : حدثنا
محمد بن عاصم : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15945زيد بن الحباب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16872مالك بن مغول : حدثنا
ابن بريدة ، عن أبيه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879461جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد ، وأنا على باب المسجد ، فأخذ بيدي ، فأدخلني المسجد ، فإذا رجل يصلي يدعو ، يقول : اللهم ، إني أسألك ، بأني أشهد أنك الله ، لا إله إلا أنت الأحد الصمد ، الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد .
قال : والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم ، الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب ، وإذا رجل يقرأ ، فقال : لقد أعطي هذا مزمارا من مزامير آل داود . قلت : يا رسول الله ، أخبره ؟ قال : نعم ، فأخبرته . فقال لي : لا تزال لي صديقا . وإذا هو أبو موسى .
[ ص: 387 ]
رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15719حسين بن واقد ، عن
ابن بريدة ، مختصرا .
وروى
أبو سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879462لقد أعطي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود .
خالد بن نافع : حدثنا
سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن
أبي موسى :
أن النبي - صلى الله عليه وسلم- nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة مرا به ، وهو يقرأ في بيته ، فاستمعا لقراءته ، فلما أصبح ، أخبره النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال : لو أعلم بمكانك لحبرته لك تحبيرا .
خالد ضعف .
[ ص: 388 ] حماد بن سلمة ، عن
ثابت ، عن
أنس :
أن أبا موسى قرأ ليلة ، فقمن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم- يستمعن لقراءته . فلما أصبح ، أخبر بذلك . فقال : لو علمت ، لحبرت تحبيرا ، ولشوقت تشويقا .
الأعمش ، عن
عمرو بن مرة ، عن
أبي البختري ، قال : أتينا
عليا ، فسألناه عن أصحاب
محمد - صلى الله عليه وسلم- قال : عن أيهم تسألوني ؟ قلنا : عن
ابن مسعود . قال : علم القرآن والسنة ، ثم انتهى ، وكفى به علما . قلنا :
أبو موسى ؟ قال : صبغ في العلم صبغة ، ثم خرج منه . قلنا :
حذيفة ؟ قال : أعلم أصحاب
محمد بالمنافقين . قالوا :
سلمان ؟ قال : أدرك العلم الأول ، والعلم الآخر ; بحر لا يدرك قعره ، وهو منا أهل البيت . قالوا :
أبو ذر ؟ قال : وعى علما عجز عنه . فسئل عن نفسه . قال : كنت إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت .
أبو إسحاق : سمع
الأسود بن يزيد ، قال : لم أر
بالكوفة أعلم من
علي وأبي موسى .
وقال
مسروق : كان القضاء في الصحابة إلى ستة :
عمر ،
وعلي ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ،
وأبي ،
وزيد ،
وأبي موسى .
[ ص: 389 ] وقال
الشعبي : يؤخذ العلم عن ستة :
عمر ،
وعبد الله ،
وزيد ، يشبه علمهم بعضه بعضا ، وكان
علي ،
وأبي ،
وأبو موسى يشبه علمهم بعضه بعضا ، يقتبس بعضهم من بعض .
وقال
داود ، عن
الشعبي : قضاة الأمة :
عمر ،
وعلي ،
وزيد ،
وأبو موسى .
أسامة بن زيد ، عن
صفوان بن سليم قال : لم يكن يفتي في المسجد زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- غير هؤلاء :
عمر ،
وعلي ،
ومعاذ ،
وأبي موسى .
قال
أبو بردة : قال : إني تعلمت المعجم بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم- فكانت كتابتي مثل العقارب .
أيوب ، عن
محمد ، قال
عمر :
بالشام أربعون رجلا ، ما منهم رجل كان يلي أمر الأمة إلا أجزأه ، فأرسل إليهم . فجاء رهط ، فيهم
أبو موسى . فقال : إني أرسلك إلى قوم عسكر الشيطان بين أظهرهم . قال : فلا ترسلني . قال : إن بها جهادا ورباطا . فأرسله إلى
البصرة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري : ما قدمها راكب خير لأهلها من
أبي موسى .
قال
ابن شوذب : كان
أبو موسى إذا صلى الصبح ، استقبل الصفوف رجلا رجلا يقرئهم . ودخل
البصرة على جمل أورق ، وعليه خرج لما
[ ص: 390 ] عزل .
قتادة ، عن
أنس : بعثني
الأشعري إلى
عمر ، فقال لي : كيف تركت
الأشعري ؟ قلت : تركته يعلم الناس القرآن . فقال : أما إنه كيس ! ولا تسمعها إياه .
قال
أبو بردة : كتبت عن أبي أحاديث ، ففطن بي ، فمحاها ، وقال : خذ كما أخذنا .
أبو هلال ، عن
قتادة ، قال : بلغ
أبا موسى أن ناسا يمنعهم من الجمعة أن ليس لهم ثياب ، فخرج على الناس في عباءة .
قال
الزهري : استخلف
عثمان ، فنزع
أبا موسى عن
البصرة ، وأمر عليها
عبد الله بن عامر بن كريز .
قال
خليفة : ولي
أبو موسى البصرة سنة سبع عشرة بعد
المغيرة ، فلما افتتح
الأهواز استخلف
عمران بن حصين بالبصرة . ويقال : افتتحها صلحا ، فوظف عليها
عمر عشرة آلاف ألف ، وأربع مائة ألف .
[ ص: 391 ]
وقيل : في سنة ثمان عشرة ، افتتح
أبو موسى الرها وسميساط وما والاها عنوة .
زهير بن معاوية : حدثنا
حميد : حدثنا
أنس : أن الهرمزان نزل على حكم
عمر من
تستر ، فبعث به
أبو موسى معي إلى أمير المؤمنين ; فقدمت به . فقال له
عمر : تكلم ، لا بأس عليك . فاستحياه ثم أسلم ، وفرض له .
قال
ابن إسحاق : سار
أبو موسى من
نهاوند ، ففتح
أصبهان سنة ثلاث وعشرين .
مجالد ، عن
الشعبي قال : كتب
عمر في وصيته : ألا يقر لي عامل أكثر من سنة ، وأقروا
الأشعري أربع سنين .
حميد بن هلال ، عن
أبي بردة : سمعت أبي يقسم : ما خرج حين نزع عن
البصرة إلا بست مائة درهم .
الزهري ، عن
أبي سلمة : كان
عمر إذا جلس عنده
أبو موسى ، ربما قال له ، ذكرنا يا
أبا موسى . فيقرأ .
[ ص: 392 ]
وفي رواية تفرد بها
nindex.php?page=showalam&ids=13172رشدين بن سعد : فيقرأ ، ويتلاحن .
وقال
ثابت ، عن
أنس : قدمنا
البصرة مع
أبي موسى ، فقام من الليل يتهجد ، فلما أصبح ، قيل له : أصلح الله الأمير! لو رأيت إلى نسوتك وقرابتك وهم يستمعون لقراءتك . فقال : لو علمت لزينت كتاب الله بصوتي ، ولحبرته تحبيرا .
قال
أبو عثمان النهدي : ما سمعت مزمارا ولا طنبورا ولا صنجا أحسن من صوت
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ; إن كان ليصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة ، من حسن صوته .
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان ، عن
واصل مولى أبي عيينة ، عن
لقيط ، عن
أبي بردة ، عن
أبي موسى ، قال : غزونا في البحر ، فسرنا حتى إذا كنا في لجة البحر ، سمعنا مناديا ينادي : يا أهل السفينة ، قفوا أخبركم . فقمت ، فنظرت يمينا وشمالا ، فلم أر شيئا . حتى نادى سبع مرار . فقلت : ألا ترى في أي مكان نحن ، إنا لا نستطيع أن نقف . فقال : ألا أخبرك بقضاء قضى الله على نفسه : إنه من عطش نفسه لله في يوم حار ، كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة . قال : وكان
أبو موسى لا تكاد تلقاه في يوم حار إلا
[ ص: 393 ] صائما .
ورواه
ابن المبارك في " الزهد " : حدثنا
حماد بن سلمة ، عن
واصل . الأعمش ، عن
أبي الضحى ، عن
مسروق ، قال : خرجنا مع
أبي موسى في غزاة ، فجننا الليل في بستان خرب ; فقام
أبو موسى يصلي ، وقرأ قراءة حسنة ، وقال : اللهم ، أنت المؤمن تحب المؤمن ، وأنت المهيمن تحب المهيمن ، وأنت السلام تحب السلام .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16218صالح بن موسى الطلحي ، عن أبيه ، قال : اجتهد
الأشعري قبل موته اجتهادا شديدا ، فقيل له : لو أمسكت ورفقت بنفسك ؟ قال : إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها ، أخرجت جميع ما عندها ; والذي بقي من أجلي أقل من ذلك .
حماد بن سلمة ، عن
ثابت ، عن
أنس : أن
أبا موسى كان له سراويل يلبسه مخافة أن يتكشف .
الأعمش ، عن
شقيق ، قال : كنا مع
حذيفة جلوسا ، فدخل
عبد الله [ ص: 394 ] وأبو موسى المسجد فقال : أحدهما منافق ، ثم قال : إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله - صلى الله عليه وسلم-
عبد الله .
قلت : ما أدري ما وجه هذا القول ، سمعه
nindex.php?page=showalam&ids=16421عبد الله بن نمير منه ، ثم يقول
الأعمش : حدثناهم بغضب أصحاب
محمد - صلى الله عليه وسلم- فاتخذوه دينا .
قال
عبد الله بن إدريس : كان
الأعمش به ديانة من خشيته .
قلت : رمي
الأعمش بيسير تشيع فما أدري .
ولا ريب أن غلاة الشيعة يبغضون
أبا موسى - رضي الله عنه - لكونه ما قاتل مع
علي ، ثم لما حكمه
علي على نفسه عزله وعزل
معاوية ، وأشار
بابن عمر ، فما انتظم من ذلك حال .
قال
ابن سعد : أخبرنا
محمد بن عمر : حدثنا
عيسى بن علقمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15855داود بن الحصين ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس : قلت
لعلي يوم
[ ص: 395 ] الحكمين : لا تحكم
الأشعري ; فإن معه رجلا حذرا مرسا قارحا . فلزني إلى جنبه ، فلا يحل عقدة إلا عقدتها ، ولا يعقد عقدة إلا حللتها . قال : يا
ابن عباس ، ما أصنع ؟ إنما أوتى من أصحابي ، قد ضعفت نيتهم ، وكلوا . هذا الأشعث يقول : لا يكون فيها مضريان أبدا ، حتى يكون أحدهما يمان . قال
ابن عباس : فعذرته ، وعرفت أنه مضطهد .
وعن
عكرمة ، قال : حكم
معاوية عمرا ، فقال
الأحنف لعلي : حكم
ابن عباس ، فإنه رجل مجرب . قال : أفعل . فأبت
اليمانية ، وقالوا : حتى يكون منا رجل . فجاء
ابن عباس إلى
علي ، فقال : علام تحكم
أبا موسى ، لقد عرفت رأيه فينا ، فوالله ما نصرنا ; وهو يرجو ما نحن فيه ; فتدخله الآن في معاقد أمرنا ، مع أنه ليس بصاحب ذلك فإذا أبيت أن تجعلني مع
عمرو ، فاجعل
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف بن قيس ; فإنه مجرب من العرب ، وهو قرن
لعمرو . فقال : نعم . فأبت
اليمانية أيضا . فلما غلب ، جعل
أبا موسى .
قال
أبو صالح السمان : قال
علي : يا
أبا موسى ، احكم ولو على حز
[ ص: 396 ] عنقي .
nindex.php?page=showalam&ids=15945زيد بن الحباب : حدثنا
سليمان بن المغيرة البكري ، عن
أبي بردة ، عن
أبي موسى : أن
معاوية كتب إليه : أما بعد : فإن
عمرو بن العاص قد بايعني على ما أريد ، وأقسم بالله ، لئن بايعتني على الذي بايعني ، لأستعملن أحد ابنيك على
الكوفة ، والآخر على
البصرة ; ولا يغلق دونك باب ، ولا تقضى دونك حاجة . وقد كتبت إليك بخطي ، فاكتب إلي بخط يدك .
فكتب إليه : أما بعد : فإنك كتبت إلي في جسيم أمر الأمة ، فماذا أقول لربي إذا قدمت عليه ، ليس لي فيما عرضت من حاجة ، والسلام عليك .
قال
أبو بردة : فلما ولي
معاوية أتيته ، فما أغلق دوني بابا ، ولا كانت لي حاجة إلا قضيت .
قلت : قد كان
أبو موسى صواما قواما ربانيا زاهدا عابدا ، ممن جمع العلم والعمل والجهاد وسلامة الصدر ، لم تغيره الإمارة ، ولا اغتر بالدنيا .