[ ص: 247 ] nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي وابنه ( د ، س ، ت )
محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران : الإمام ، الحافظ ، الناقد ، شيخ المحدثين الحنظلي الغطفاني ، من
تميم بن حنظلة بن يربوع ، وقيل : عرف بالحنظلي لأنه كان يسكن في
درب حنظلة ، بمدينة
الري . كان من بحور العلم . طوف البلاد ، وبرع في المتن والإسناد ، وجمع وصنف ، وجرح وعدل ، وصحح وعلل .
مولده سنة خمس وتسعين ومائة وأول كتابه للحديث كان في سنة تسع ومائتين ، وهو من نظراء
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، ومن طبقته ، ولكنه عمر بعده أزيد من عشرين عاما .
سمع :
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى ،
nindex.php?page=showalam&ids=13748ومحمد بن عبد الله الأنصاري ،
nindex.php?page=showalam&ids=13721والأصمعي ،
وقبيصة ،
وأبا نعيم ،
وعفان ،
وعثمان بن الهيثم المؤذن ،
وأبا مسهر الغساني ،
وأبا اليمان ،
nindex.php?page=showalam&ids=15974وسعيد بن أبي مريم ،
وزهير بن عباد ،
ويحيى بن بكير ،
وأبا الوليد ،
nindex.php?page=showalam&ids=11790وآدم بن أبي إياس ،
وثابت بن محمد الزاهد ،
وأبا زيد الأنصاري النحوي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16441وعبد الله بن صالح العجلي ،
وعبد الله بن صالح الكاتب ،
وأبا الجماهر محمد بن عثمان ،
nindex.php?page=showalam&ids=17261وهوذة بن خليفة ،
ويحيى [ ص: 248 ] الوحاظي ،
وأبا توبة الحلبي ، وخلقا كثيرا . وينزل إلى
بندار ،
وأبي حفص الفلاس ،
والربيع المرادي ، ثم إلى
nindex.php?page=showalam&ids=13621ابن وارة ،
ومحمد بن عوف .
ويتعذر استقصاء سائر مشايخه . فقد قال
الخليلي : قال لي
أبو حاتم اللبان الحافظ : قد جمعت من روى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي ، فبلغوا قريبا من ثلاثة آلاف .
حدث عنه : ولده الحافظ
الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=17418ويونس بن عبد الأعلى ،
والربيع بن سليمان المؤذن شيخاه ، وأبو
زرعة الرازي رفيقه وقرابته ،
nindex.php?page=showalam&ids=12011وأبو زرعة الدمشقي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12352وإبراهيم الحربي ،
وأحمد الرمادي ،
وموسى بن إسحاق الأنصاري ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وأبو بكر بن أبي الدنيا ،
وأبو عبد الله البخاري -فيما قيل-
وأبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وأبو عبد الرحمن النسائي في " سننهما " ،
وابن صاعد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12119وأبو عوانة الإسفراييني ،
وحاجب بن أركين ،
ومحمد بن إبراهيم الكناني ،
وزكريا بن أحمد البلخي ،
والقاضي المحاملي ،
ومحمد بن مخلد العطار ،
وأبو الحسن علي بن إبراهيم القطان ،
وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حكيم ،
وسليمان بن يزيد الفامي والقاسم بن صفوان ،
nindex.php?page=showalam&ids=14307وأبو بشر الدولابي ،
وأبو حامد بن حسنويه ، وخلق كثير .
وقد حدث في رحلاته بأماكن ، وارتحل بابنه ، ولقي به أصحاب
ابن عيينة nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع .
قال
الحافظ أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي : حدثنا
الربيع [ ص: 249 ] المرادي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي ، حدثنا
داود الجعفري ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16379عبد العزيز بن محمد ، عن
إبراهيم بن عقبة ، عن
كريب ، عن
ابن عباس ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881121خير نساء العالمين مريم ، وآسية امرأة فرعون ، nindex.php?page=showalam&ids=10640وخديجة ، وفاطمة ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : وحدثناه
أبو حاتم .
قال
صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ : حدثنا
القاسم بن أبي صالح ،
nindex.php?page=showalam&ids=14882وسليمان بن يزيد ، قالا : حدثنا
أبو حاتم ، قال : حدثني
أبو زرعة عني ، عن
أبي الجماهر ، أخبرنا
إسماعيل بن عياش ، عن
عبد العزيز بن عبيد الله ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس ، يرفعه ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881122رفع القلم عن ثلاثة .
قال
أبو حاتم : كان عندي هذا في قرطاس فضاع . رواه
الحافظ أبو بكر الخطيب ، حدثنا
علي بن طلحة ، حدثنا
صالح .
[ ص: 250 ]
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16328عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت
موسى بن إسحاق القاضي يقول : ما رأيت أحفظ من والدك . وكان قد لقي
nindex.php?page=showalam&ids=12508أبا بكر بن أبي شيبة ،
وابن نمير ،
nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين ،
ويحيى الحماني .
قال
الخطيب : كان
أبو حاتم أحد الأئمة الحفاظ الأثبات . . أول سماعه سنة تسع ومائتين .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ الحافظ : حكى لنا
عبد الله بن محمد بن يعقوب : سمعت
أبا حاتم يقول : نحن من
أهل أصبهان ، من قرية
جروكان وأهلنا كانوا يقدمون علينا في حياة أبي ، ثم انقطعوا عنا .
قال
الخليلي : كان
أبو حاتم عالما باختلاف الصحابة ، وفقه التابعين ، ومن بعدهم ، سمعت جدي وجماعة ، سمعوا
علي بن إبراهيم القطان يقول : ما رأيت مثل
أبي حاتم ! فقلنا له : قد رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12425وإسماعيل القاضي ؟ قال : ما رأيت أجمع من
أبي حاتم ، ولا أفضل منه .
علي بن إبراهيم الرازي : حدثنا
أحمد بن علي الرقام سمعت
الحسن بن الحسين الدارستيني قال : سمعت
أبا حاتم يقول : قال لي
أبو زرعة : ما رأيت أحرص على طلب الحديث منك . فقلت له : إن
عبد الرحمن ابني لحريص ، فقال : من أشبه أباه فما ظلم . قال
الرقام :
[ ص: 251 ] فسألت
عبد الرحمن عن اتفاق كثرة السماع له ، وسؤالاته لأبيه ، فقال : ربما . كان يأكل وأقرأ عليه ، ويمشي وأقرأ عليه ، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه ، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه . قال
أحمد بن سلمة النيسابوري : ما رأيت بعد
إسحاق ،
ومحمد بن يحيى أحفظ للحديث من
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبي حاتم الرازي ، ولا أعلم بمعانيه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : سمعت
القاسم بن صفوان ، سمعت
أبا حاتم يقول : أورع من رأيت أربعة :
آدم nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل ،
وثابت بن محمد الزاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12013وأبو زرعة الرازي . قال
القاسم : فذكرته
لعثمان بن خرزاذ . فقال : أنا أقول أحفظ من رأيت أربعة :
محمد بن المنهال الضرير ،
وإبراهيم بن عرعرة ،
وأبو زرعة ،
وأبو حاتم .
قال
ابن أبي حاتم : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى يقول :
أبو زرعة وأبو حاتم إماما
خراسان ، ودعا لهما ، وقال : بقاؤهما صلاح للمسلمين .
[ ص: 252 ]
وقال
محمد بن الحسين بن مكرم : سمعت
حجاج بن الشاعر ، وذكرت له
أبا زرعة ،
وابن وارة ،
وأبا جعفر الدارمي ، فقال : ما بالمشرق أنبل منهم .
ابن أبي حاتم : سمعت أبي ، قال لي
هشام بن عمار ، أي شيء تحفظ من الأذواء ؟ قلت : ذو الأصابع ، وذو الجوشن ، وذو الزوائد ، وذو اليدين ، وذو اللحية الكلابي ، وعددت له ستة ، فضحك ، وقال : حفظنا نحن ثلاثة ، وزدت أنت ثلاثة .
قال
الحافظ عبد الرحمن بن خراش : كان
أبو حاتم من أهل الأمانة والمعرفة .
وقال
هبة الله اللالكائي كان
أبو حاتم إماما حافظا متثبتا . وذكره
اللالكائي في شيوخ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : ثقة .
قال
ابن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : جرى بيني وبين
أبي زرعة يوما تمييز الحديث ومعرفته ، فجعل يذكر أحاديث وعللها ، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها ، وخطأ الشيوخ ، فقال لي : يا
أبا حاتم ! قل من يفهم هذا ، ما أعز هذا ! إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا ! وربما أشك في شيء ، أو يتخالجني في حديث ، فإلى أن ألتقي معك لا أجد من يشفيني منه . قال أبي : وكذلك كان أمري .
[ ص: 253 ] صالح بن أحمد الحافظ : حدثنا
القاسم بن أبي صالح ، سمعت
أبا حاتم يقول : قال لي
أبو زرعة : ترفع يديك في القنوت ؟ قلت : لا ، فترفع أنت ؟ قال : نعم قلت : فما حجتك ؟ قال : حديث
ابن مسعود .
قلت رواه
ليث بن أبي سليم . قال فحديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ؟ قلت رواه
ابن لهيعة . قال : حديث
ابن عباس ؟ قلت : رواه
عوف . قال : فما حجتك في تركه ؟ قلت : حديث
أنس بن مالك :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881123أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء ، إلا في الاستسقاء فسكت .
وقال
ابن أبي حاتم في أول كتاب " الجرح والتعديل " له : سمعت أبي يقول : جاءني رجل من جلة أصحاب الرأي ، من أهل الفهم منهم ، ومعه دفتر ، فعرضه علي ، فقلت في بعضه : هذا حديث خطأ ، قد دخل لصاحبه حديث في حديث ، وهذا باطل ، وهذا منكر ، وسائر ذلك صحاح ، فقال : من أين علمت أن ذاك خطأ ، وذاك باطل ، وذاك كذب ؟ أأخبرك راوي هذا الكتاب بأني غلطت ، أو بأني كذبت في حديث كذا ؟ قلت : لا ، ما أدري هذا الجزء من راويه ، غير أني أعلم أن هذا الحديث خطأ ، وأن
[ ص: 254 ] هذا باطل فقال : تدعي الغيب ؟ قلت : ما هذا ادعاء غيب . قال : فما الدليل على ما قلت ؟ قلت : سل عما قلت من يحسن مثل ما أحسن ، فإن اتفقنا علمت أنا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم . قال : ويقول
أبو زرعة كقولك ؟ قلت : نعم ، قال : هذا عجب . قال : فكتب في كاغد ألفاظي في تلك الأحاديث ، ثم رجع إلي ، وقد كتب ألفاظ ما تكلم به
أبو زرعة في تلك الأحاديث ، فقال : ما قلت إنه كذب ، قال
أبو زرعة : هو باطل . قلت : الكذب والباطل واحد ، قال : وما قلت : إنه منكر ، قال : هو منكر ، كما قلت ، وما قلت : إنه صحيح ، قال : هو صحيح . ثم قال : ما أعجب هذا ! تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما . قلت : فعند ذلك علمت أنا لم نجازف وأنا قلنا بعلم ومعرفة قد أوتيناه ، والدليل على صحة ما نقوله أن دينارا بهرجا يحمل إلى الناقد ، فيقول : هذا بهرج . فإن قيل له : من أين قلت : إن هذا بهرج ؟ هل كنت حاضرا حين بهرج هذا الدينار ؟ قال : لا . وإن قيل : أخبرك الذي بهرجه ؟ قال : لا . قيل : فمن أين قلت ؟ قال : علما رزقته . وكذلك نحن رزقنا معرفة ذلك ، وكذلك إذا حمل إلى جوهري فص ياقوت وفص زجاج ، يعرف ذا من ذا ، ويقول كذلك . وكذلك نحن رزقنا علما ، لا يتهيأ له أن نخبرك كيف علمنا بأن هذا كذب ، أو هذا منكر ، فنعلم صحة الحديث بعدالة ناقليه ، وأن يكون كلاما يصلح أن يكون كلام النبوة ، ونعرف سقمه وإنكاره بتفرد من لم تصح عدالته .
[ ص: 255 ] قال : وسمعت أبي يقول : قلت على باب
nindex.php?page=showalam&ids=11928أبي الوليد الطيالسي : من أغرب علي حديثا غريبا مسندا لم أسمع به صحيحا ، فله علي درهم يتصدق به ، وكان ثم خلق :
أبو زرعة ، فمن دونه ، وإنما كان مرادي أن يلقى علي ما لم أسمع به ، فيقولون : هو عند فلان ، فأذهب وأسمعه فلم يتهيأ لأحد أن يغرب علي حديثا . وسمعت أبي يقول : كان
محمد بن يزيد الأسفاطي قد ولع بالتفسير وتحفظه ، فقال يوما : ما تحفظون في قوله تعالى :
فنقبوا في البلاد ( ق : 36 ) . فبقي أصحاب الحديث ينظر بعضهم إلى بعض ، فقلت : حدثنا
أبو صالح ، عن
معاوية بن صالح ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس ، قال : ضربوا في البلاد . فاستحسن . سمعت أبي يقول : قدم
محمد بن يحيى النيسابوري الري ، فألقيت عليه ثلاثة عشر حديثا ، من حديث
الزهري ، فلم يعرف منها إلا ثلاثة أحاديث ، وسائر ذلك لم تكن عنده ، ولم يعرفها . سمعت أبي يقول : أول سنة خرجت في طلب الحديث ، أقمت سبع سنين ، أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ .
قلت : مسافة ذلك نحو أربعة أشهر ، سير الجادة . قال : ثم تركت العدد بعد ذلك ، وخرجت من
البحرين إلى
مصر ماشيا ، ثم إلى
الرملة ماشيا ، ثم إلى
دمشق ، ثم
أنطاكية وطرسوس ، ثم
[ ص: 256 ] رجعت إلى
حمص ، ثم إلى
الرقة ، ثم ركبت إلى
العراق ، كل هذا في سفري الأول وأنا ابن عشرين سنة . خرجت من
الري ، فدخلت
الكوفة في رمضان سنة ثلاث عشرة ، وجاءنا نعي
المقرئ وأنا
بالكوفة ، ثم رحلت ثانيا سنة اثنتين وأربعين ، ثم رجعت إلى
الري سنة خمس وأربعين ، وحججت رابع حجة في سنة خمس وخمسين . وحج فيها
عبد الرحمن ابنه .
سمعت أبي يقول : كتب عني
محمد بن مصفى جزءا انتخبه . وكلمني
nindex.php?page=showalam&ids=15863دحيم في حديث
أهل طبرية ، وكانوا سألوني التحديث ، فقلت : بلدة يكون فيها مثل
دحيم القاضي أحدث أنا بها ؟ ! فكلمني
nindex.php?page=showalam&ids=15863دحيم ، فقال : إن هذه بلدة نائية عن جادة الطريق ، فقل من يقدم عليهم يحدثهم . سمعت أبي يقول : بقيت في سنة أربع عشرة ثمانية أشهر
بالبصرة ، وكان في نفسي أن أقيم سنة ، فانقطعت نفقتي ، فجعلت أبيع ثيابي حتى نفدت ، وبقيت بلا نفقة ، ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة ، وأسمع إلى المساء ، فانصرف رفيقي ، ورجعت إلى بيتي ، فجعلت أشرب الماء من الجوع ، ثم أصبحت ، فغدا علي رفيقي ، فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد ، وانصرفت جائعا ، فلما كان من الغد ،
[ ص: 257 ] غدا علي ، فقال : مر بنا إلى المشايخ . قلت : أنا ضعيف لا يمكنني .
قال : ما ضعفك ؟ قلت : لا أكتمك أمري ، قد مضى يومان ما طعمت فيهما شيئا ، فقال : قد بقي معي دينار ، فنصفه لك ، ونجعل النصف الآخر في الكراء ، فخرجنا من
البصرة ، وأخذت منه النصف دينار . وسمعت أبي يقول : خرجنا من
المدينة ، من عند
داود الجعفري ، وصرنا إلى
الجار وركبنا البحر ، فكانت الريح في وجوهنا ، فبقينا في البحر ثلاثة أشهر ، وضاقت صدورنا ، وفني ما كان معنا وخرجنا إلى البر نمشي أياما ، حتى فني ما تبقى معنا من الزاد والماء ، فمشينا يوما لم نأكل ولم نشرب ، ويوم الثاني كمثل ، ويوم الثالث ، فلما كان يكون المساء صلينا ، وكنا نلقي بأنفسنا حيث كنا ، فلما أصبحنا في اليوم الثالث ، جعلنا نمشي على قدر طاقتنا ، وكنا ثلاثة أنفس : شيخ نيسابوري ،
وأبو زهير المروروذي ، فسقط الشيخ مغشيا عليه ، فجئنا نحركه وهو لا يعقل ، فتركناه ، ومشينا قدر فرسخ ، فضعفت ، وسقطت مغشيا علي ، ومضى صاحبي يمشي ، فبصر من بعد قوما ، قربوا سفينتهم من البر ، ونزلوا على
بئر موسى ، فلما عاينهم ، لوح بثوبه إليهم ، فجاءوه معهم ماء في إداوة . فسقوه وأخذوا بيده ، فقال لهم : الحقوا رفيقين لي ، فما شعرت إلا برجل يصب الماء على وجهه ، ففتحت عيني ، فقلت : اسقني ، فصب من الماء في مشربة قليلا ، فشربت ، ورجعت إلي نفسي ، ثم سقاني قليلا ، وأخذ بيدي ، فقلت : ورائي شيخ ملقي ، فذهب جماعة إليه ، وأخذ بيدي ، وأنا
[ ص: 258 ] أمشي وأجر رجلي ، حتى إذا بلغت إلى عند سفينتهم ، وأتوا بالشيخ ، وأحسنوا إلينا ، فبقينا أياما حتى رجعت إلينا أنفسنا ، ثم كتبوا لنا كتابا إلى مدينة يقال لها :
راية إلى واليهم ، وزودونا من الكعك والسويق والماء . فلم نزل نمشي حتى نفد ما كان معنا من الماء والقوت ، فجعلنا نمشي جياعا على شط البحر ، حتى دفعنا إلى سلحفاة مثل الترس ، فعمدنا إلى حجر كبير ، فضربنا على ظهرها ، فانفلق ، فإذا فيها مثل صفرة البيض ، فتحسيناه حتى سكن عنا الجوع ، ثم وصلنا إلى مدينة
الراية ، وأوصلنا الكتاب إلى عاملها ، فأنزلنا في داره ، فكان يقدم لنا كل يوم القرع ، ويقول لخادمه : هاتي لهم اليقطين المبارك . فيقدمه مع الخبز أياما ، فقال واحد منا : ألا تدعو باللحم المشئوم ؟ ! فسمع صاحب الدار ، فقال : أنا أحسن بالفارسية ، فإن جدتي كانت هروية ، وأتانا بعد ذلك باللحم ، ثم زودنا إلى
مصر . وسمعت أبي يقول : كتبت الحديث سنة تسع ، وأنا ابن أربع عشرة سنة ، وكتبت عن
عتاب بن زياد المروزي سنة عشر ، فلما قدم علينا حاجا وكنت أفيد الناس عن
أبي عبد الرحمن المقرئ ، وأنا
بالري ، فيخرج الناس إليه ، فيسمعون منه ، ويرجعون وأنا
بالري .
[ ص: 259 ] وسمعت أبي يقول : كتبت عند
عارم وهو يقرأ . وكتبت عند
عمرو بن مرزوق وهو يقرأ ، وسرت من
الكوفة إلى
بغداد ، ما لا أحصي كم مرة .
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : أخبرني
محمد بن المنذر ، حدثنا
محمد بن إدريس ، قال : كان
أبو نعيم يوما جالسا ، ورجل في ناحية المجلس يقول : حدثنا
أبو نعيم ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : فنظر إليه
أبو نعيم ، وقال : كذب الدجال ، ما سمعت من
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج شيئا .
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : أخبرني
محمد بن المنذر ، حدثنا
محمد بن إدريس ، حدثنا
مؤمل بن يهاب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، قال : كان
بواسط رجل يروي عن
أنس بن مالك ، أحرفا ، ثم قيل : إنه أخرج كتابا عن
أنس ، فأتيناه ، فقلنا له : هل عندك من شيء من تلك الأحرف ؟ فقال : نعم ، عندي كتاب عن
أنس . فقلنا : أخرجه ، فأخرجه ، فنظرنا ، فإذا هي أحاديث
nindex.php?page=showalam&ids=16101شريك بن عبد الله فجعل يقول : حدثنا
أنس . فقلنا : هذه أحاديث
شريك . فقال : صدقتم ، حدثنا
أنس بن مالك ، عن
شريك ، قال : فأفسد علينا تلك الأحرف التي سمعناها منه ، وقمنا عنه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16328عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب " الرد على
الجهمية " ، له : حدثنا أبي ،
وأبو زرعة ، قال : كان يحكى لنا أن هنا رجلا من قصته هذا ، فحدثني
أبو زرعة ، قال : كان
بالبصرة رجل ، وأنا مقيم سنة ثلاثين ومائتين ، فحدثني
عثمان بن عمرو بن الضحاك عنه ، أنه قال : إن لم يكن القرآن مخلوقا فمحا الله ما في صدري من القرآن . وكان من قراء القرآن . فنسي القرآن ، حتى كان يقال له : قل : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) . فيقول :
[ ص: 260 ] معروف ، معروف . ولا يتكلم به . قال
أبو زرعة : فجهدوا به أن أراه ، فلم أره .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15113الحافظ أبو القاسم اللالكائي : وجدت في كتاب
أبي حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ، مما سمع منه ، يقول : مذهبنا واختيارنا اتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والتابعين ، والتمسك بمذاهب أهل الأثر ، مثل
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ،
وأحمد ،
وإسحاق ،
وأبي عبيد ، ولزوم الكتاب والسنة ، ونعتقد أن الله -عز وجل- على عرشه
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وأن الإيمان يزيد وينقص ، ونؤمن بعذاب القبر ، وبالحوض ، وبالمساءلة في القبر ، وبالشفاعة ، ونترحم على جميع الصحابة . . . . وذكر أشياء .
إذا وثق
أبو حاتم رجلا فتمسك بقوله ، فإنه لا يوثق إلا رجلا صحيح الحديث ، وإذا لين رجلا ، أو قال فيه : لا يحتج به . فتوقف حتى ترى ما قال غيره فيه ، فإن وثقه أحد ، فلا تبن على تجريح
أبي حاتم ، فإنه متعنت في الرجال قد قال في طائفة من رجال " الصحاح " : ليس بحجة ، ليس بقوي ، أو نحو ذلك . وآخر من حدث عنه هو :
محمد بن إسماعيل بن موسى الرازي ، عاش إلى بعد سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة .
أخبرنا
أحمد بن إسحاق بن المؤيد أخبرنا
زيد بن يحيى بن هبة [ ص: 261 ] الله ببغداد ، أخبرنا
أبو القاسم أحمد بن المبارك بن قفرجل ، أخبرنا
عاصم بن الحسن ، قال : أخبرنا
أبو عمر بن مهدي الفارسي ، حدثنا
أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل إملاء ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي ، حدثنا
أبو مسهر ، أخبرنا
إسماعيل بن عياش ، حدثني
بحير بن سعد ، عن
خالد بن معدان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880541قال الله -عز وجل- : ابن آدم ! اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره أخبرنا
المؤمل بن محمد وابن علان كتابة ، قالا : أخبرنا
أبو اليمن الكندي ، أخبرنا
عبد الرحمن الشيباني ، أخبرنا
أبو بكر الخطيب ، أخبرنا
أبو عمر بن مهدي ، أخبرنا
ابن مخلد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي ، حدثنا
خالد بن الحباب بالشام ، حدثنا
سليمان التيمي ، عن
أبي عثمان ، عن
أبي موسى ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880649احتج آدم وموسى ، فحج آدم موسى [ ص: 262 ] أخبرنا
إسماعيل بن عبد الرحمن سنة اثنتين وتسعين وستمائة ، أخبرنا
محمد بن خلف الحنبلي سنة ست عشرة وستمائة ، أخبرنا
أبو طاهر السلفي ، أخبرنا
محمد وأحمد ابنا عبد الله بن أحمد ، قالا : أخبرنا
علي بن محمد الفرضي ، أخبرنا
أبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي ، حدثنا
محمد بن عبد الله ، حدثني
حميد ، عن
أنس بن مالك ، قال : افتتح
أبو بكر -رضي الله عنه- ( البقرة ) ، في يوم عيد فطر أو أضحى ، فقلت : يقرأ عشر آيات ، فلما جاوز العشر ، قلنا : يقرأ مائة آية ، حتى قرأها ، فرأيت أشياخ أصحاب
محمد -صلى الله عليه وسلم- يميلون هذا حديث صحيح غريب .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12915أبو الحسين بن المنادي وغيره : مات
nindex.php?page=showalam&ids=11970الحافظ أبو حاتم في شعبان ، سنة سبع وسبعين ومائتين وقيل : عاش ثلاثا وثمانين سنة .
ولأبي محمد الإيادي الشاعر مرثية طويلة في
أبي حاتم ، رواها عنه
ابن أبي حاتم ، أولها .
أنفسي ما لك لا تجزعينا وعيني ما لك لا تدمعينا ألم تسمعي بكسوف العلوم
من شهر شعبان محقا مدينا [ ص: 263 ] ألم تسمعي خبر المرتضى
أبي حاتم أعلم العالمينا