زياد بن أبيه
وهو زياد بن عبيد الثقفي ، وهو زياد ابن سمية ، وهي أمه ، وهو زياد بن أبي سفيان الذي استلحقه
معاوية بأنه أخوه .
كانت
سمية مولاة
للحارث بن كلدة الثقفي طبيب العرب .
يكنى
أبا المغيرة .
له إدراك ، ولد عام الهجرة وأسلم زمن
الصديق وهو مراهق . وهو أخو
أبي بكرة الثقفي الصحابي لأمه . ثم كان كاتبا
لأبي موسى الأشعري زمن إمرته على
البصرة .
[ ص: 495 ]
سمع من
عمر وغيره .
روى عنه :
ابن سيرين ،
nindex.php?page=showalam&ids=16490وعبد الملك بن عمير ، وجماعة .
وكان من نبلاء الرجال ، رأيا ، وعقلا ، وحزما ، ودهاء ، وفطنة . كان يضرب به المثل في النبل والسؤدد .
وكان كاتبا بليغا . كتب أيضا
للمغيرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=11ولابن عباس ، وناب عنه
بالبصرة .
يقال : إن
أبا سفيان أتى
الطائف ، فسكر ، فطلب بغيا ، فواقع
سمية ، وكانت مزوجة
بعبيد ، فولدت من جماعه
زيادا ، فلما رآه
معاوية من أفراد الدهر ، استعطفه ، وادعاه ، وقال : نزل من ظهر أبي .
ولما مات
علي ، كان
زياد نائبا له على
إقليم فارس .
قال
ابن سيرين : قال
زياد لأبي بكرة : ألم تر أمير المؤمنين يريدني على كذا وكذا ، وقد ولدت على فراش
عبيد ، وأشبهته ، وقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879984من ادعى إلى غير أبيه ، فليتبوأ مقعده من النار .
[ ص: 496 ] ثم أتى في العام المقبل ، وقد ادعاه .
قال
الشعبي : ما رأيت أحدا أخطب من
زياد .
وقال
قبيصة بن جابر : ما رأيت أحدا أخصب ناديا ، ولا أكرم جليسا ، ولا أشبه سريرة بعلانية من
زياد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبو إسحاق السبيعي : ما رأيت أحدا قط خيرا من
زياد .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم في كتاب " الفصل " : لقد امتنع
زياد وهو فقعة القاع لا نسب له ولا سابقة ، فما أطاقه
معاوية إلا بالمداراة ، ثم استرضاه ، وولاه .
قال
أبو الشعثاء : كان
زياد أفتك من
الحجاج لمن يخالف هواه .
وقال
ابن شوذب : بلغ
ابن عمر أن
زيادا كتب إلى
معاوية : إني قد ضبطت
العراق بيميني ، وشمالي فارغة ، وسأله أن يوليه
الحجاز . فقال
ابن عمر : اللهم إنك إن تجعل في القتل كفارة ، فموتا
لابن سمية لا قتلا ، فخرج في أصبعه طاعون ، فمات .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري : بلغ الحسن بن علي أن
زيادا يتتبع شيعة
علي بالبصرة ، فيقتلهم ، فدعا عليه .
وقيل : إنه جمع
أهل الكوفة ليعرضهم على البراءة من
أبي الحسن ، فأصابه حينئذ طاعون في سنة ثلاث وخمسين .
وله أخبار طويلة . ولي المصرين ؛ فكان يشتو
بالبصرة ، ويصيف
بالكوفة ،
[ ص: 497 ] داود ، عن
الشعبي : أتي
زياد في ميت ترك عمة وخالة ، فقال : قضى فيها
عمر أن جعل الخالة بمنزلة الأخت ، والعمة بمنزلة الأخ ، فأعطاهما المال .