صفحة جزء
العبادي

الواعظ المشهور المطرب أبو منصور ، المظفر بن أردشير المروزي العبادي ويلقب بالأمير .

واعظ باهر ، حلو الإشارة ، رشيق العبارة ، إلا أنه قليل الدين .

سمع من نصر الله الخشنامي ، وعبد الغفار الشيروي ، وجماعة . قدم رسولا إلى بغداد من السلطان سنجر سنة إحدى وأربعين ، فأقام ثلاثة أعوام يعظ بجامع القصر وبدار السلطنة ، وازدحموا عليه ، وأقبل عليه المقتفي والكبراء ، وأملى بجامع القصر .

روى عنه : ابن الأخضر ، وحمزة بن القبيطي ، ومحمد بن المكرم . وكان يضرب بحسن وعظه المثل .

قال أبو سعد السمعاني : لم يكن بثقة ، رأيت رسالة بخطه جمعها في إباحة شرب الخمر .

[ ص: 232 ] قال ابن الجوزي له كلمات جيدة ، وكتبوا عنه من وعظه مجلدات ، ذهب ليصلح بين ملك وكبير ، فحصل له منهما مال كثير ، ومات بعسكر مكرم سنة سبع وأربعين وخمسمائة .

وقيل : كان يخل بالصلاة ليلة حضوره السماع ، وذكر ليلة مناقب علي -رضي الله عنه ، وأن الشمس ردت له ، فاتفق أن الشمس غابت بالغيم ، فعمل أبياتا وهي :

لا تغربي يا شمس حتى ينتهي مدحي لآل المصطفى ولنجله     واثني عنانك إن أردت ثناءهم
أنسيت إذ كان الوقوف لأجله     إن كان للمولى وقوفك فليكن
هذا الوقوف لخيله ولرجله

قال : فطلعت الشمس من تحت الغيم ، فلا يدرى ما رمي عليه من الثياب والأموال .

عاش ستا وخمسين سنة ، الله يسامحه .

التالي السابق


الخدمات العلمية