الحجري
الشيخ الإمام ، العلامة المعمر ، المقرئ المجود ، المحدث الحافظ ، الحجة ، شيخ الإسلام أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبيد الله بن سعيد بن محمد بن ذي النون ، الرعيني ، الحجري الأندلسي ، المريي ، المالكي ، الزاهد ، نزيل
سبتة .
ولد سنة خمس وخمسمائة
[ ص: 252 ]
وسمع " صحيح
مسلم " من
أبي عبد الله بن زغيبة ، وسمع من
أبي القاسم بن ورد ،
وأبي الحسن بن موهب ، ولقي
أبا الحسن بن مغيث لقيه
بقرطبة ،
وأبا القاسم بن بقي ،
وأبا عبد الله بن مكي ،
وأبا جعفر البطروجي سمع منه " سنن
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " عاليا ،
وأبا بكر ابن العربي ،
وأبا الحسن شريحا ، وتلا عليه بالسبع ، وقرأ عليه " صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " سنة أربع وثلاثين ، وعني بالحديث ، وتقدم فيه .
قال
الأبار : كان غاية في الورع والصلاح والعدالة . ولي خطابة المرية ، ودعي إلى القضاء ، فأبى ، ولما تغلب العدو نزح إلى
مرسية ، وضاقت حاله ، فتحول إلى
فاس ، ثم إلى
سبتة ، فتصدر بها ، وبعد صيته ، ورحل إليه الناس ، وطلب إلى السلطان
بمراكش ليأخذ عنه ، فبقي بها مدة ، ورجع ، حدثنا عنه عالم من الجلة سمعت
أبا الربيع بن سالم يقول : صادف وقت وفاته قحط ، فلما وضعت جنازته ، توسلوا به إلى الله ، فسقوا ، وما اختلف الناس إلى قبره مدة الأسبوع إلا في الوحل .
قال : وهو رأس الصالحين ، ورسيس الأثبات الصادقين . حالف عمره الورع ، وسمع من العلم الكثير ، وأسمع وكان
ابن حبيش شيخنا كثيرا ما يقول : لم تخرج
المرية أفضل منه ، وكان زمانا يخبر أنه يموت في
[ ص: 253 ] المحرم لرؤيا رآها ، فكان كل سنة يتهيأ ، قرأت عليه " صحيح
مسلم " -في ستة أيام- وكتبا ثم سماها .
قلت : تلا بالسبع أيضا على
يحيى بن الخلوف ،
وأبي جعفر بن الباذش .
تلا عليه
أبو الحسن علي بن محمد الشاري ، وأكثر عنه .
وقال
ابن فرتون : ظهرت
لأبي محمد بن عبيد الله كرامات ، حدثنا شيخنا الراوية
محمد بن الحسن بن غاز ، عن بنت عمه -وكانت صالحة ، وكانت استحيضت مدة - قالت : حدثت بموت
ابن عبيد الله ، فشق علي أن لا أشهده ، فقلت : اللهم إن كان وليا من أوليائك ، فأمسك عني الدم حتى أصلي عليه ، فانقطع عني لوقته ، ثم لم أره بعد .
قلت : وحدث عنه :
ابن غازي المذكور
وأبو عمرو محمد بن محمد بن عيشون ،
ومحمد بن أحمد اليتيم الأندرشي ،
ومحمد بن محمد اليحصبي ،
ومحمد بن عبد الله بن الصفار القرطبي ،
وشرف الدين محمد بن عبيد الله المرسي ،
وأبو الخطاب بن دحية ، وأخوه
أبو عمرو ،
وأبو بكر محمد بن أحمد بن محرز الزهري ،
وعبد الرحمن بن القاسم السراج ،
وأبو الحسن علي بن الفخار الشريشي ،
وأبو الحسن علي بن فطرال ،
وأبو الحجاج يوسف بن محمد الأزدي ،
وإبراهيم بن عامر [ ص: 254 ] الطوسي -بفتح الطاء-
ومحمد بن إبراهيم بن الجرج ومحمد بن عبد الله الأزدي الذي بقي إلى سنة ستين وستمائة .
أخبرني
عبد المؤمن بن خلف الحافظ أخبرنا
محمد بن إبراهيم الأنصاري ، أخبرنا
الحافظ عبد الله بن محمد الحجري ، أخبرنا
أحمد بن محمد بن بقي ،
وأحمد بن عبد الرحمن البطروجي ، قالا : حدثنا
محمد بن الفرج الفقيه ، حدثنا
يونس بن عبد الله القاضي ، أخبرنا
أبو عيسى يحيى بن عبد الله ، أخبرنا عم أبي
عبيد الله بن يحيى بن يحيى ، أخبرنا أبي ، أخبرنا
مالك ، عن
نافع ، عن
ابن عمر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881569أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : إن الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله .
مات
ابن عبيد الله في المحرم ، وقيل : في أول صفر سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وكانت جنازته مشهودة
بسبتة .
وقيل : بل ولد في سنة ثلاث وخمسمائة .
[ ص: 255 ] قال
طلحة بن محمد : ثلاثة من أعلام
المغرب في هذا الشأن :
ابن بشكوال ،
وأبو بكر خير ،
وابن عبيد الله .
وقال
ابن سالم : إذا ذكر الصالحون ، فحي هلا
بابن عبيد الله .
وقال
ابن رشيد : كان يجمع إلى الزهد والحفظ المشاركة في أنواع من العلم -رحمه الله .
وقال
ابن رشيد : وقيل : مكث أربعين سنة لا يحضر الجمعة لعذر به ، ثم أنكر
ابن رشيد هذا ، وقال : لم ينقطع هذه المدة كلها عن الجمعة .
قلت : كأنه انقطع بعض ذلك لكبره وسنه ، وكان أهل
سبتة يتغالون فيه ، ويتبركون برؤيته -رحمه الله .