المنجنيقي
الأجل الأديب نجم الدين أبو يوسف يعقوب بن صابر بن بركات الحراني ثم البغدادي الشاعر . ولد سنة أربع وخمسين وخمسمائة .
وروى عن
أبي منصور ابن الشطرنجي ،
وأبي المظفر ابن السمرقندي .
[ ص: 310 ]
ذكره
ابن خلكان فطول ترجمته ، وقال كان جنديا مقدما على المنجنيقيين مغرى بآداب السيف والسلاح ، برع في ذلك ، وصنف في سياسة الممالك كتابه في الحروب وتعبئتها وفتح الثغور وبناء المعاقل والفروسية والحيل . وكان كيسا طيب المحاورة متوددا سائر النظم ، مدح الخلفاء ، وكان ذا رتبة عند
الناصر لدين الله . إلى أن قال القاضي : ما زلت مشغوفا بشعره ، مستعذبا أسلوبه ، ولم أره ، وهو القائل :
كلفت بعلم المنجنيق ورميه لهدم الصياصي وافتتاح المرابط وعدت إلى فن القريض لشقوتي
فلم أخل في الحالين من قصد حائط
وله :
وجارية من بنات الحبوش بذات جفون صحاح مراض
تعشقتها للتصابي فشبت غراما وما كنت بالشيب راضي
وكنت أعيرها بالسواد فصارت تعيرني بالبياض
وله :
قد لبس الصوف لترك الصفا مشايخ الوقت لشرب العصير
الرقص والأمرد من شأنهم شر طويل تحت ذيل قصير
توفي في صفر سنة ست وعشرين وستمائة .