[ ص: 76 ] ذكر زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة : أخبرني
سالم أنه سمع أباه يحدث
nindex.php?page=hadith&LINKID=881747عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل أسفل بلدح ، وذلك قبل الوحي ، فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم ، فأبى أن يأكل وقال : لا آكل مما يذبحون على أنصابهم ، أنا لا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . وزاد في آخره : فكان يعيب على
قريش ذبائحهم ، ويقول : الشاة خلقها الله ، وأنزل لها من السماء الماء ، وأنبت لها من الأرض ، ثم تذبحونها على غير اسم الله ؟ إنكارا لذلك وإعظاما له . ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : قال
موسى : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله ، ولا أعلم إلا يحدث به عن
ابن عمر : أن
زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى
الشام يسأل عن الدين ويتبعه ، فلقي عالما من
اليهود ، فسأله عن دينهم ، فقال : إني لعلي أن أدين دينكم ، قال : إنك لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله . قال
زيد : ما أفر إلا من غضب الله ، ولا أحمل من غضب الله شيئا أبدا وأنا أستطيعه ، فهل تدلني على غيره ؟ قال : ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا . قال : وما الحنيف ؟ قال : دين
إبراهيم ، لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله . فخرج
زيد فلقي عالما من
النصارى ، فذكر له مثله فقال : لن تكون على ديننا ، حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله . قال : ما أفر إلا من لعنة الله ، فقال له كما قال اليهودي ، فلما رأى
زيد قولهم في
إبراهيم خرج ، فلما برز رفع يديه فقال : اللهم إني أشهدك أني على دين
إبراهيم . وهكذا أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . 50
[ ص: 77 ] وقال
عبد الوهاب الثقفي : حدثنا
محمد بن عمرو ، عن
أبي سلمة ، ويحيى بن عبد الرحمن ، عن
أسامة بن زيد ، عن أبيه ، قال :
خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حارا وهو مردفي إلى نصب من الأنصاب ، وقد ذبحنا له شاة فأنضجناها ، فلقينا زيد بن عمرو بن نفيل ، فحيا كل واحد منهما صاحبه بتحية الجاهلية ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا زيد ما لي أرى قومك قد شنفوا لك ؟ قال : والله يا محمد إن ذلك لبغير نائلة ترة لي فيهم ، ولكني خرجت أبتغي هذا الدين حتى أقدم على أحبار فدك فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ، فقدمت الشام فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فخرجت فقال لي شيخ منهم : إنك تسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد الله به إلا شيخ بالجزيرة ، فأتيته ، فلما رآني قال : ممن أنت ؟ قلت : من أهل بيت الله ، قال : من أهل الشوك والقرظ ؟ إن الذي تطلب قد ظهر ببلادك ، قد بعث نبي قد طلع نجمه ، وجميع من رأيتهم في ضلال . قال : فلم أحس بشيء ، قال : فقرب إليه السفرة فقال : ما هذا يا محمد ؟ قال : شاة ذبحت للنصب . قال : ما كنت لآكل مما لم يذكر اسم الله عليه قال : فتفرقا . وذكر باقي الحديث .
وقال
الليث ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن
أسماء بنت أبي بكر ، قالت : لقد رأيت
زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى
الكعبة يقول : يا معشر
قريش والله ما منكم أحد على دين
إبراهيم غيري . وكان يحيي الموءودة ، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته : مه ! لا تقتلها أنا أكفيك مئونتها ، فيأخذها ، فإذا ترعرعت قال لأبيها : إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مئونتها " . هذا حديث صحيح .
وقال
محمد بن عمرو ، عن
أبي سلمة ، عن
أسامة بن زيد ، عن
[ ص: 78 ] أبيه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=881749أن زيد بن عمرو بن نفيل مات ، ثم أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنه يبعث يوم القيامة أمة وحده " . إسناده حسن .
أنبئت عن
أبي الفخر أسعد ، قال : أخبرتنا
فاطمة ، قالت : أخبرنا
ابن ريذة ، قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، قال : أخبرنا
علي بن عبد العزيز ، قال : أخبرنا
عبد الله بن رجاء ، قال : أخبرنا
المسعودي ، عن
نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد ، عن أبيه ، عن جده ، قال : خرج أبي
وورقة بن نوفل يطلبان الدين حتى مرا
بالشام ، فأما
ورقة فتنصر ، وأما
زيد فقيل له : إن الذي تطلب أمامك ، فانطلق حتى أتى
الموصل ، فإذا هو براهب ، فقال : من أين أقبل صاحب الراحلة ، قال : من بيت
إبراهيم ، قال : ما تطلب ؟ قال : الدين ، فعرض عليه النصرانية ، فأبى أن يقبل ، وقال : لا حاجة لي فيه ، قال : أما إن الذي تطلب سيظهر بأرضك ، فأقبل وهو يقول : لبيك حقا ، تعبدا ورقا ، البر أبغي لا الخال ، وما مهجر كمن قال .
عذت بما عاذ به
إبراهم مستقبل القبلة وهو قائم أنفي لك اللهم عان راغم
مهما تجشمني فإني جاشم ثم يخر فيسجد
للكعبة . قال : فمر
زيد بالنبي صلى الله عليه وسلم
ويزيد بن حارثة ، وهما يأكلان من سفرة لهما ، فدعياه فقال : يا ابن أخي لا آكل مما ذبح على النصب ، قال : فما رؤي النبي صلى الله عليه وسلم يأكل مما ذبح على النصب من يومه ذاك حتى بعث .
قال : وجاء
سعيد بن زيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إن
زيدا كان كما رأيت ، أو كما بلغك ، فاستغفر له ؟ قال : " نعم ، فاستغفروا
[ ص: 79 ] له ، فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده "
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن
ابن إسحاق : كانت
قريش حين بنوا
الكعبة يتوافدون على كسوتها كل عام تعظيما لحقها ، وكانوا يطوفون بها ، ويستغفرون الله عندها ، ويذكرونه مع تعظيم الأوثان والشرك في ذبائحهم ودينهم كله .
وقد كان نفر من
قريش :
زيد بن عمرو بن نفيل ، وورقة بن نوفل ، وعثمان بن الحويرث بن أسد ، وهو ابن عم
ورقة ، وعبيد الله بن جحش بن رئاب ، وأمه
nindex.php?page=showalam&ids=10427أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم حضروا
قريشا عند وثن لهم كانوا يذبحون عنده لعيد من أعيادهم ، فلما اجتمعوا خلا بعض أولئك النفر إلى بعض وقالوا : تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض ، فقال قائلهم : تعلمن والله ما قومكم على شيء ، لقد أخطئوا دين
إبراهيم وخالفوه ، وما وثن يعبد لا يضر ولا ينفع ؟ فابتغوا لأنفسكم ، فخرجوا يطلبون ويسيرون في الأرض يلتمسون أهل الكتاب من
اليهود والنصاري والملل كلها ، يتبعون الحنيفية دين
إبراهيم ، فأما
ورقة فتنصر ، ولم يكن منهم أعدل شأنا من
زيد بن عمرو ، اعتزل الأوثان وفارق الأديان إلا دين
إبراهيم .
وقال
الباغندي : حدثنا
أبو سعيد الأشج ، قال : حدثنا
أبو معاوية ، عن
هشام ، عن أبيه ، عن
عائشة ، قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين " .
وقال
البكائي ، عن
ابن إسحاق : حدثني
هشام ، عن أبيه ، عن
أسماء بنت أبي بكر ، قالت : لقد رأيت
زيد بن عمرو بن نفيل شيخا كبيرا
[ ص: 80 ] مسندا ظهره إلى
الكعبة ، وهو يقول : يا معشر
قريش ، والذي نفسي بيده ، ما أصبح منكم أحد على دين
إبراهيم غيري ، ثم يقول : اللهم لو أعلم أي الوجوه أحب إليك عبدتك به ، ثم يسجد على راحلته " .
قال
ابن إسحاق : فقال
زيد في فراق دين قومه :
أربا واحدا أم ألف رب
أدين إذا تقسمت الأمور عزلت اللات والعزى جميعا
كذلك يفعل الجلد الصبور
في أبيات .
قال
ابن إسحاق : وكان
الخطاب بن نفيل عمه وأخوه لأمه يعاتبه ويؤذيه حتى أخرجه إلى أعلى
مكة ، فنزل
حراء مقابل
مكة ، فإذا دخل
مكة سرا آذوه ، وأخرجوه ، كراهية أن يفسد عليهم دينهم ، وأن يتابعه أحد . ثم خرج يطلب دين
إبراهيم ، فجال
الشام والجزيرة ، إلى أن قال
ابن إسحاق : فرد إلى
مكة حتى إذا توسط
بلاد لخم عدوا عليه فقتلوه .