صفحة جزء
[ ص: 413 ] باب

في ملابسه صلى الله عليه وسلم

قال خالد بن يزيد : حدثنا عاصم بن سليمان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يلبس القلانس البيض ، والمزرورات ، وذوات الآذان . عاصم هذا بصري متهم بالكذب .

وعن جابر : كان للنبي صلى الله عليه وسلم عمامة سوداء يلبسها في العيدين ويرخيها خلفه . تفرد به حاتم بن إسماعيل ، عن محمد بن عبيد الله العرزمي ، عن أبي الزبير ، عن جابر .

وقال وكيع ، عن عبد الرحمن بن الغسيل ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وعليه عصابة دسماء . حديث صحيح .

وعن ركانة أنه صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس " . أخرجه أبو داود .

وعن عروة ، عن عائشة : كانت للنبي صلى الله عليه وسلم كمة بيضاء .

وعن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء . رواته ثقات .

[ ص: 414 ] قلت : كانت - لعل - تحت الخوذة ، فإنه دخل يوم الفتح وعلى رأسه المغفر .

وعن بعضهم بإسناد واه : كانت له صلى الله عليه وسلم عمامة تسمى السحاب ، يلبس تحتها القلانس اللاطئة ، ويرتدي .

وقال مساور الوراق ، عن جعفر بن عمرو بن حريث ، عن أبيه : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر ، وعليه ، عمامة سوداء ، قد أرخى طرفها بين كتفيه .

وعن الحسن : كانت راية النبي صلى الله عليه وسلم سوداء ، تسمى العقاب ، وعمامته سوداء ، وكان إذا اعتم يرخي عمامته بين كتفيه . مرسل .

وقال عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اعتم يرخي عمامته بين كتفيه . وكان ابن عمر يفعله . وقال عبيد الله بن عمر : رأيت القاسم وسالما يفعلان ذلك .

وقال عروة : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم عمامة معلمة ، فقطع علمها ولبسها . مرسل .

وقال المغيرة : إن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح على ناصيته وعمامته . وقال : لبس جبة ضيقة الكمين .

ويروى عن أنس : كان قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم قطنا ، قصير الطول ، قصير الكمين .

وعن بديل بن ميسرة ، عن شهر ، عن أسماء بنت يزيد قالت : كان كمه صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ .

[ ص: 415 ] وعن ابن عباس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس قميصا قصير اليدين والطول .

وعن عروة - وهو مرسل - قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان طول ردائه أربعة أذرع ، وعرضه ذراعان وشبر .

وقال زكريا بن أبي زائدة ، عن مصعب بن شيبة ، عن صفية بنت شيبة ، عن عائشة ، قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مرط من شعر أسود . أخرجه أبو داود .

وذكر الواقدي . أن بردة النبي صلى الله عليه وسلم كانت طول ستة أذرع في ثلاثة وشبر ، وإزاره من نسج عمان ، طوله أربعة أذرع وشبر في ذراعين وشبر ، كان يلبسهما يوم الجمعة والعيدين ثم يطويان . حديث معضل .

وقال عروة : إن ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يخرج فيه إلى الوفد رداء حضرمي طوله أربعة أذرع ، وعرضه ذراعان وشبر ، فهو عند الخلفاء قد خلق ، فطروه بثوب ، يلبسونه يوم الأضحى والفطر . رواه ابن المبارك ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة .

وقال معن بن عيسى : حدثنا محمد بن هلال قال : رأيت على هشام بن عبد الملك برد النبي صلى الله عليه وسلم من حبرة له حاشيتان .

قلت : هذا البرد غير برد النبي صلى الله عليه وسلم الذي يتداوله الخلفاء من بني العباس ، ذاك البرد اشتراه أبو العباس السفاح بثلاث مائة دينار من صاحب أيلة .

وذكر ابن إسحاق أنه برد كساه النبي صلى الله عليه وسلم لصاحب أيلة . فالله أعلم .

[ ص: 416 ] وقال حميد الطويل : حدثنا بكر بن عبد الله المزني ، عن حمزة بن المغيرة بن شعبة ، عن أبيه ، قال : تخلفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قضى حاجته أتيته بمطهرة ، فغسل كفيه ووجهه ، ثم ذهب يحسر عن ذراعيه فضاق كم الجبة ، فأخرج يديه من تحتها ، وألقى الجبة على منكبيه ، فغسل ذراعيه ومسح ناصيته ، وعلى العمامة ، ثم ركب وركبنا ، وفي لفظ : وعليه جبة شامية ضيقة الكمين ، وفي لفظ : وعليه جبة من صوف .

وقال أيوب ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن عمر : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه إزار يتقعقع .

وعن عكرمة : رأيت ابن عباس إذا ائتزر أرخى مقدم إزاره حتى تقع حاشيتاه على ظهر قدميه ، ويرفع الإزار مما وراءه ، وقال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأتزر هذه الإزرة .

وعن ابن عباس قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأتزر تحت سرته ، وتبدو سرته ، ورأيت عمر يأتزر فوق سرته ، وقال صلى الله عليه وسلم : إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه .

وعن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى حلة بسبع وعشرين أوقية .

وعن محمد بن سيرين أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى حلة بتسع وعشرين ناقة . وهذان ضعيفان لإرسالهما .

وقال أبو داود : حدثنا عمرو بن عون قال : أخبرنا عمارة بن زاذان ، عن ثابت ، عن أنس ، أن ملك ذي يزن أهدى إلى رسول الله [ ص: 417 ] صلى الله عليه وسلم حلة أخذها بثلاثة وثلاثين بعيرا فقبلها .

وقال الحمادان ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن سمرة بن جندب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عليكم بالبياض من الثياب فليلبسها أحياؤكم ، وكفنوا فيها موتاكم " . زاد حماد بن زيد في حديثه : " فإنها من خير ثيابكم " .

وروى مثله الثوري ، والمسعودي ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن سمرة بن جندب نحوه .

ورواه المسعودي مرة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رفعه : البسوا الثياب البيض ، وكفنوا فيها موتاكم .

ورواه أبو بكر الهذلي ، عن أبي قلابة ، فأرسله .

وقال عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد : حدثنا ابن سالم قال : حدثنا صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد ، عن أبي الدرداء قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن خير ما زرتم الله به في مصلاكم وقبوركم البياض " رواه ابن ماجة .

وقال أبو إسحاق السبيعي ، عن البراء : ما رأيت أحدا أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي لفظ : لقد رأيت عليه حلة حمراء - فذكره .

عبد الله بن صالح : حدثنا الليث ، قال : حدثني عبيد الله بن المغيرة ، عن عراك بن مالك ، أن حكيم بن حزام قال : كان محمد صلى الله عليه وسلم أحب رجل إلي ، فلما نبئ خرج إلى المدينة ، شهد حكيم الموسم ، فوجد حلة لذي يزن فاشتراها ، ثم قدم بها ليهديها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لا نقبل من المشركين شيئا ، ولكن بالثمن . قال : فأعطيته إياها حين أبى الهدية ، [ ص: 418 ] فلبسها ، فرأيتها عليه على المنبر ، فلم أر شيئا أحسن منه يومئذ فيها ، ثم أعطاها أسامة ، فرآها حكيم على أسامة ، فقال : يا أسامة أتلبس حلة ذي يزن ؟ قال : نعم والله لأنا خير من ذي يزن ، ولأبي خير من أبيه . فانطلقت إلى مكة فأعجبتهم بقول أسامة .

وقول عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح وهو في قبة له حمراء ، فخرج وعليه حلة حمراء ، فكأني أنظر إلى بريق ساقيه . صحيح الإسناد .

وقال حفص بن غياث ، عن حجاج ، عن أبي جعفر ، عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة . رواه هشيم ، عن حجاج ، عن أبي جعفر محمد بن علي فأرسله .

وقال عبيد الله بن إياد ، عن أبيه ، عن أبي رمثة قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه بردان أخضران . إسناده صحيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية