ونفصل الآيات لقوم يعلمون
اعتراض وتذييل ، والواو اعتراضية ، ومناسبة موقعه عقب قوله :
اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا أنه تضمن أنهم لم يهتدوا بآيات الله ونبذوها على علم بصحتها كقوله تعالى :
أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وباعتبار ما فيه من فرض توبتهم وإيمانهم إذا أقلعوا عن إيثار الفساد على الصلاح ، فكان قوله :
ونفصل الآيات لقوم يعلمون جامعا للحالين ، دالا على أن الآيات المذكورة آنفا في قوله :
اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا آيات واضحة مفصلة ، وأن عدم اهتداء هؤلاء بها ليس لنقص فيها ولكنها إنما يهتدي بها قوم يعلمون ، فإن آمنوا فقد كانوا من قوم يعلمون . ويفهم منه أنهم إن اشتروا بها ثمنا قليلا فليسوا من قوم يعلمون ، فنزل علمهم حينئذ منزلة عدمه لانعدام أثر العلم ، وهو العمل بالعلم ، وفيه نداء عليهم بمساواتهم لغير أهل العقول كقوله :
وما يعقلها إلا العالمون
وحذف مفعول " يعلمون " لتنزيل الفعل منزلة اللازم إذ أريد به : لقوم ذوي علم وعقل .
وعطف هذا التذييل على جملة
فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين لأنه به أعلق ; لأنهم إن تابوا فقد صاروا إخوانا للمسلمين ، فصاروا من قوم يعلمون ، إذ ساووا المسلمين في الاهتداء بالآيات المفصلة .
ومعنى التفصيل تقدم في قوله تعالى :
وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين في سورة الأنعام .