وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس
عطف على جملة
وما منعنا أن نرسل بالآيات وما بينهما معترضات .
والرؤيا أشهر استعمالها في رؤيا النوم ، وتستعمل في رؤية العين كما نقل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في هذه الآية ، قال : هي رؤيا عين أريها النبيء صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى
بيت المقدس ، رواه
الترمذي وقال : إنه قول
عائشة ،
ومعاوية وسبعة من التابعين ، سماهم
الترمذي ، وتأولها جماعة أنها ما رآه ليلة أسري به إذ رأى
بيت المقدس ، وجعل يصفه للمشركين ، ورأى عيرهم واردة في مكان معين من الطريق ، ووصف لهم حال رجال فيها فكان كما وصف ، ويؤيد هذا الوجه قوله
التي أريناك فإنه وصف للرؤيا ; ليعلم أنها رؤية عين ، وقيل : رأى أنه يدخل
مكة في سنة الحديبية ، فرده المشركون فلم يدخلها فافتتن بعض من أسلموا فلما كان العام المقبل دخلها .
وقيل : هي رؤيا مصارع صناديد قريش في بدر أريها النبيء صلى الله عليه وسلم قبل ذلك أي
بمكة ، وعلى هذين القولين فهي رؤيا نوم ،
ورؤيا الأنبياء وحي .
[ ص: 147 ] والفتنة : اضطراب الرأي واختلال نظام العيش ، وتطلق على العذاب المكرر الذي لا يطاق ، قال تعالى
إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ، وقال
يوم هم على النار يفتنون ، فيكون المعنى على أول القولين في الرؤيا أنها المرئي وهو عذابهم بالسيف فتنة لهم .