ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا .
استئناف بياني ; لأن العقاب الفظيع المحكي يثير في نفوس السامعين السؤال عن سبب تركب هذه الهيئة من تلك الصورة المفظعة ، فالجواب بأن ذلك بسبب
الكفر بالآيات ، وإنكار المعاد .
فالإشارة إلى ما تقدم من قوله
ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم إلى آخر الآية بتأويل " المذكور " .
والجزاء : العوض عن عمل .
والباء في
بأنهم كفروا للسببية .
[ ص: 219 ] والظاهر أن جملة
وقالوا أئذا كنا عظاما إلخ ، عطف على جملة
بأنهم كفروا ، فذكر وجه اجتماع تلك العقوبات لهم ، وذكر سببان :
أحدهما : الكفر بالآيات ، ويندرج فيه صنوف من الجرائم تفصيلا وجمعا ، تناسبها العقوبة التي في قوله
ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم .
وثانيهما : إنكارهم البعث بقولهم
أئذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا المناسب له أن يعاقبوا عقابا يناسب ما أنكروه من تجدد الحياة بعد المصير رفاتا ، فإن رفات الإحراق أشد اضمحلالا من رفات العظام في التراب .
والاستفهام في حكاية قولهم
أئذا كنا عظاما وقوله
أإنا لمبعوثون إنكاري ، وتقدم اختلاف القراء في إثبات الهمزتين في قوله أإذا وفي إثباتها في قوله
أإنا لمبعوثون في نظير هذه الآية من هذه السورة .