يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون .
هو من قول الملائكة الذين على النار . وذكر هذه المقالة هنا استطراد يفيد التنفير من جهنم بأنها دار أهل الكفر كما قال تعالى (
فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ) ،
[ ص: 367 ] وإلا فإن سياق الآية تحذير للمؤمنين من الموبقات في النار .
ومعنى (
ما كنتم تعملون ) مماثل (
ما كنتم تعملون ) ، وأفادت ( إنما ) قصر الجزاء على مماثلة العمل المجزى عليه قصر قلب لتنزيلهم منزلة من اعتذر وطلب أن يكون جزاؤه أهون مما شاهده .
والاعتذار : ( افتعال ) مشتق من العذر . ومادة الافتعال فيه دالة على تكلف الفعل مثل الاكتساب والاختلاق ، والعذر : الحجة التي تبرئ صاحبها من تبعة عمل ما . وليس لمادة الاعتذار فعل مجرد دال على إيجاد العذر وإنما الموجود عذر بمعنى قبل العذر ، وقد تقدم عند قوله تعالى (
وجاء المعذرون من الأعراب ) في سورة ( براءة ) .