[ ص: 287 ] قوله تعالى :
لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون . الظاهر أن القول في قوله :
لقد حق القول على أكثرهم ، وفي قوله تعالى :
وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول الآية [ 41 \ 25 ] ، وفي قوله تعالى :
قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا الآية [ 28 \ 63 ] .
وفي قوله تعالى :
ويحق القول على الكافرين [ 36 \ 70 ] ، وقوله تعالى :
فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون [ 37 \ 31 ] ، والكلمة في قوله تعالى :
إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم [ 10 \ 96 - 97 ] ، وفي قوله تعالى :
قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين [ 39 \ 71 ] ، أن المراد بالقول والكلمة أو الكلمات على قراءة : حقت عليهم كلمات ربك بصيغة الجمع ، هو قوله تعالى :
لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين [ 11 \ 119 ] ، كما دلت على ذلك آيات من كتاب الله تعالى ; كقوله تعالى في آخر سورة " هود " :
ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين [ 11 \ 118 - 119 ] ، وقوله تعالى في " السجدة " :
ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين [ 32 \ 13 ] .
وقوله تعالى في أخريات " ص " :
قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين [ 38 \ 84 - 85 ] .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة :
لقد حق القول على أكثرهم ، يدل على أن
أكثر الناس من أهل جهنم ، كما دلت على ذلك آيات كثيرة ; كقوله تعالى :
ولكن أكثر الناس لا يؤمنون [ 11 \ 17 ] ،
وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ، [ 12 \ 103 ]
ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين [ 37 \ 71 ] ،
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين [ 26 \ 174 ] .
وقد قدمنا الكلام على هذا في سورة " الأنعام " ، في الكلام على قوله تعالى :
وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله الآية [ 6 \ 116 ] .
[ ص: 288 ] وبينا بالسنة الصحيحة في أول سورة " الحج " : أن نصيب النار من الألف تسعة وتسعون وتسعمائة ، وأن نصيب الجنة منها واحد .