قوله تعالى : إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون .
وبين تعالى في هذه الآية الكريمة ، أن
الكفار اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ، ومن تلك الموالاة طاعتهم لهم فيما يخالف ما شرعه الله تعالى ، ومع ذلك يظنون أنفسهم على هدى .
وبين في موضع آخر : أن من كان كذلك فهو أخسر الناس عملا ، والعياذ بالله تعالى ، وهو قوله جل وعلا :
قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا [ 18 \ 103 ، 104 ] .
تنبيه
هذه النصوص القرآنية تدل على أن الكافر لا ينفعه ظنه أنه على هدى ; لأن الأدلة التي جاءت بها الرسل لم تترك في الحق لبسا ولا شبهة ، ولكن
الكافر لشدة تعصبه للكفر لا يكاد يفكر في الأدلة التي هي كالشمس في رابعة النهار لجاجا في الباطل ، وعنادا
[ ص: 14 ] فلذلك كان غير معذور . والعلم عند الله تعالى .