سنن الله في عالم الشهادة وعالم الغيب :
ونحن معشر المؤمنين بعالم الغيب وما فيه من الملائكة وهم جند الله الأكبر ، وما لهم من التأثير والتدبير في عالم الشهادة المادي بإذن الله تعالى وتسخيره ، نعتقد أن لله تعالى سننا في نظام ذلك العالم غير سننه الخاصة بعالم المادة ، وأن الإنسان هو حلقة الاتصال بين العالمين .
فجسده ووظائفه الحيوية من عالم الشهادة ، وروحه من عالم الغيب ، وإنه ما دام في عالم الجسد المادي ، فإن جميع مداركه تكون مشغولة من المادة وسننها وحاجاته الشخصية والنوعية منها بما يحجبه عن عالم الروح الغيبي حتى روحه المتمم لحقيقته . وإنما يكون الظهور والسلطان للروح على الجسد في الحياة الآخرة ، إلا من اصطفى الله تعالى من رسله وأنبيائه ، فأعدهم بفضله ورحمته للاتصال بملائكته والتلقي عنهم ، وأظهرهم على ما شاء من غيبه ليبلغوا عباده عنه ما أمرهم به .