ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ، أي : يخونونها ، بل يتعلمون ويتكلفون ما يخالف الفطرة من الخيانة التي تعود على أنفسهم بالضرر ، قال الأستاذ الإمام : إن هؤلاء الخائنين يوجدون في كل زمان ومكان ، وهذا النهي لم يكن موجها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة ، وإنما هو تشريع وجه إلى المكلفين كافة ; وفي جعله بصيغة الخطاب له - وهو أعدل الناس وأكملهم - مبالغة في التحذير من هذه الخلة المعهودة من الحكام
إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما ، أي : من اعتاد الخيانة وألف الإثم فلم يعد ينفر منه ، ولا يخاف العقاب الإلهي عليه ، فيراقبه فيه ، وإنما يحب الله أهل الأمانة والاستقامة .