إن يشأ يذهبكم أيها الناس ، إذا علمتم أيها الناس أن لله ما في السماوات وما في الأرض يتصرف فيه كيف شاء ، فاعلموا أنه إن يشأ أن يذهبكم بعذاب ينزله بكم ، أو أمة قوية يسلطها عليكم فتسلب استقلالكم حتى تجعلكم عبيدا أو كالعبيد لها ، لا تستطيعون أن تقوموا بمصالحكم ومنافعكم التي بها وحدتكم ، فإنه يذهبكم
ويأت بآخرين ، يحلون محلهم في الوجود أو الحكم والتصرف ، وقال في سورة أخرى
إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز ( 14 : 19 ، 20 ) ، وفي سورة أخرى :
وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ( 47 : 38 ) ، قيل : إن الآية من قبيل هاتين الآيتين في تهديد المشركين الذين كانوا يؤذون النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقاومون دعوته ، والظاهر أنها
تنبيه للناس وتوجيه لأفكارهم إلى التأمل في سننه تعالى بحياة الأمم وموتها ، وكون هذه السنن إذا تعلقت بها المشيئة لا مرد لها
وكان الله على ذلك قديرا ; لأن بيده ملكوت كل شيء .