ياأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ، روى
الثعلبي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن هذه الآية نزلت في nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام وأسد وأسيد ابني كعب وثعلبة بن قيس وسلام بن أخت عبد الله بن سلام وسلمة بن أخيه ويامين بن يامين إذ أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : " يا رسول الله ، إنا نؤمن بك وبكتابك ، وموسى والتوراة وعزير ونكفر بما سواه " ، أي : سوى ما ذكر من الكتب والرسل ، فقال : بل آمنوا بالله ورسوله محمد وكتابه القرآن وبكل كتاب كان قبله ، فقالوا : لا نفعل ، فنزلت قال : " فآمنوا كلهم " ، وهم من اليهود .
وروي عن
الضحاك أيضا أنها نزلت في
أهل الكتاب ، وجمهور المفسرين على أن الخطاب فيها للمؤمنين كافة أمرهم الله أن يجمعوا بين الإيمان به وبرسوله الأعظم خاتم النبيين والقرآن الذي نزله عليه وبين الإيمان بجنس الكتب التي نزلها على رسله من قبل بعثة خاتم النبيين بأن يعلموا أن الله قد بعث قبله رسلا ، وأنزل عليهم كتبا ، وأنه لم يترك عباده في الزمن الماضي سدى ، محرومين من البينات والهدى ، ولا يقتضي ذلك أن يعرفوا أعيان تلك الكتب
[ ص: 374 ] ولا أن تكون موجودة ، ولا أن يكون الموجود منها صحيحا غير محرف ، وإذا كان المتبادر من الآية هو الأمر بالجمع بين الإيمان بالنبي الخاتم والكتاب الآخر ، وبين ما قبله كما قلنا فلا حاجة إلى جعل آمنوا ، بمعنى اثبتوا وداوموا على الإيمان بذلك كما قالوا ، فليس المقام مقام الأمر بالمواظبة والمداومة ، سواء أصح على ما ورد في سبب النزول أم لم يصح .