(
فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ) أي فإذا كان الأمر كذلك فالواجب عليكم جميعا أن تبتدروا الخيرات وتسارعوا إليها ; لأنها هي المقصودة بالذات من جميع الشرائع ، ومناهج الدين ، فما بالكم أيها الناس تنظرون من الدين والشرع
[ ص: 348 ] إلى ما به الخلاف والتفرق ، دون حكمة الخلاف ، ومقصد الدين والشرع ، أليس هذا هو ترك الهدى واتباع سبل الهوى ؟ فاستباق الخيرات هو الذي ينفع في الدنيا والآخرة ، وإلى الله دون غيره ترجعون في الحياة الثانية ; فينبئكم عند الحساب بحقيقة ما كنتم تختلفون فيه ، ويجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته ، فعليكم أن تجعلوا الشرائع سببا للتنافس في الخيرات ، لا سببا للعداوة بتنافس العصبيات .