فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية

الشوكاني - محمد بن علي بن محمد الشوكاني

صفحة جزء
[ فائدة في مشروعية التأمين بعد قراءة الفاتحة ] اعلم أن السنة الصحيحة الصريحة الثابتة تواترا ، قد دلت على ذلك ، فمن ذلك ما أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي عن وائل بن حجر قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال آمين مد بها صوته " ولأبي داود " رفع بها صوته " وقد حسنه الترمذي .

وأخرجه أيضا النسائي وابن أبي شيبة وابن ماجه والحاكم وصححه ، وفي لفظ من حديثه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : رب اغفر لي آمين أخرجه الطبراني والبيهقي .

وفي لفظ أنه قال : آمين ثلاث مرات أخرجه الطبراني .

وأخرج وكيع وابن أبي شيبة عن أبي ميسرة قال : لما أقرأ جبريل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاتحة الكتاب فبلغ ولا الضالين قال : قل آمين ، فقال : آمين .

وأخرج ابن ماجه عن علي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قال : ولا الضالين قال : آمين .

وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن أبي موسى قال : قال رسول الله عليه وسلم : إذا قرأ - يعني الإمام - ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فقولوا آمين يحبكم الله وأخرج البخاري ومسلم وأهل السنن وأحمد وابن أبي شيبة وغيرهم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه وأخرج أحمد وابن ماجه والبيهقي بسند قال السيوطي : صحيح عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين .

وأخرج ابن عدي من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن اليهود قوم حسد ، حسدوكم على ثلاثة : إفشاء السلام ، وإقامة الصف ، وآمين .

وأخرج الطبراني في الأوسط من حديث معاذ مثله .

وأخرج ابن ماجه بسند ضعيف عن ابن عباس قال : ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على آمين ، فأكثروا من قول آمين ، ووجه ضعفه أن في إسناده طلحة بن عمرو وهو ضعيف .

وأخرج الديلمي عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ فاتحة الكتاب ثم قال آمين لم يبق ملك في السماء مقرب إلا استغفر له .

وأخرج أبو داود عن بلال أنه قال : " يا رسول الله لا تسبقني بآمين " ومعنى آمين : استجب .

قال القرطبي في تفسيره : معنى آمين عند أكثر أهل العلم : الله استجب لنا ، وضع موضع الدعاء .

وقال في الصحاح معنى آمين كذلك فليكن .

وأخرج جويبر في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس قال : قلت يا رسول الله : ما معنى آمين ؟ قال : رب افعل .

وأخرج الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثله .

وأخرج وكيع وابن أبي شيبة في المصنف عن هلال بن يساف ومجاهد قالا : ( آمين ) اسم من أسماء الله .

وأخرج ابن أبي شيبة عن حكيم بن جبير مثله .

وقال الترمذي : معناه لا تخيب رجاءنا .

وفيه لغتان ، المد على وزن [ ص: 21 ] فاعيل كياسين .

والقصر على وزن يمين ، قال الشاعر في المد :

يا رب لا تسلبني حبها أبدا ويرحم الله عبدا قال آمينا

وقال آخر : آمين آمين لا أرضى بواحدة حتى أبلغها ألفين آمينا قال الجوهري : وتشديد الميم خطأ .

وروي عن الحسن وجعفر الصادق والحسين بن فضل التشديد من أم إذا قصد : أي نحن قاصدون نحوك ، حكى ذلك القرطبي .

قال الجوهري : وهو مبني على الفتح مثل أين وكيف لاجتماع الساكنين ، وتقول منه : أمن فلان تأمينا .

وقد اختلف أهل العلم في الجهر بها ، وفي أن الإمام يقولها أم لا ؟ وذلك مبين في مواطنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية