الإشارة بقوله ذلك إلى الكتاب المذكور بعده .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
ذلك الكتاب هذا الكتاب وبه قال
مجاهد وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير والسدي ومقاتل nindex.php?page=showalam&ids=15944وزيد بن أسلم nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ، وحكاه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
أبي عبيدة .
والعرب قد تستعمل الإشارة إلى البعيد الغائب مكان الإشارة إلى القريب الحاضر كما قال
خفاف :
أقول له والرمح يأطر متنه تأمل خفافا أنني أنا ذلكا
أي أنا هذا ، ومنه قوله تعالى :
ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم [ السجدة : 6 ] و
وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم [ الأنعام : 83 ]
تلك آيات الله نتلوها عليك [ البقرة : 252 ]
ذلكم حكم الله يحكم بينكم [ الممتحنة : 10 ] وقيل إن الإشارة إلى غائب ، واختلف في ذلك الغائب ، فقيل : هو الكتاب الذي كتب على الخلائق بالسعادة والشقاوة والأجل والرزق .
لا ريب فيه أي لا مبدل له ، وقيل : ذلك الكتاب الذي كتبه الله على نفسه في الأزل أن رحمته سبقت غضبه ، كما في صحيح
مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019335لما قضى الله الخلق كتب في كتاب على نفسه فهو موضوع عنده : إن رحمتي تغلب غضبي .
وفي رواية سبقت .
وقيل : الإشارة إلى ما قد نزل
بمكة ، وقيل : إلى ما في التوراة والإنجيل ، وقيل : إشارة إلى قوله قبله
الم ، ورجحه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وقد وقع الاختلاف في ذلك إلى تمام عشرة أقوال حسبما حكاه
القرطبي وأرجحها ما صدرناه ، واسم الإشارة مبتدأ ، و
الكتاب صفته ، والخبر
لا ريب فيه ومن جوز الابتداء بـ
الم جعل ذلك مبتدأ ثانيا ، وخبره
الكتاب أو هو صفته ، والخبر
لا ريب فيه والجملة خبر المبتدأ .
ويجوز أنت يكون المبتدأ مقدرا وخبره
الم وما بعده .
والريب مصدر ، وهو قلق النفس واضطرابها ، وقيل إن الريب الشك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم : لا أعلم في هذا خلافا .
وقد يستعمل الريب في التهمة والحاجة ، حكى ذلك
القرطبي .
ومعنى هذا النفي العام أن الكتاب ليس بمظنة للريب لوضوح دلالته وضوحا يقوم مقام البرهان المقتضي لكونه لا ينبغي الارتياب فيه بوجه من الوجوه ، والوقف على
فيه هو المشهور .
وقد روي عن
نافع وعاصم الوقف على
لا ريب .
قال في الكشاف : ولا بد للواقف من أن ينوي خبرا ونظيره قوله تعالى :
قالوا لا ضير [ الشعراء : 50 ] وقول العرب : لا بأس ، وهي كثيرة في لسان
أهل الحجاز ، والتقدير : لا ريب فيه هدى .
والهدى مصدر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وهو الدلالة الموصلة إلى البغية بدليل وقوع الضلال في مقابلته انتهى .
ومحله الرفع على الابتداء وخبره الظرف المذكور قبله على ما سبق .
قال
القرطبي : الهدى هديان : هدى دلالة وهو الذي يقدر عليه الرسل وأتباعهم ، قال الله تعالى :
ولكل قوم هاد [ الرعد : 7 ] وقال :
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم [ الشورى : 52 ] فأثبت لهم الهدى الذي معناه الدلالة والدعوة والتنبيه ، وتفرد سبحانه بالهدى الذي معناه التأييد والتوفيق ، فقال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم :
إنك لا تهدي من أحببت [ القصص : 56 ] فالهدى على هذا يجيء بمعنى خلق الإيمان في القلب ، ومنه قوله تعالى :
أولئك على هدى من ربهم وقوله :
ولكن الله يهدي من يشاء انتهى .
والمتقين من ثبتت لهم التقوى .
قال
ابن فارس : وأصلها في اللغة قلة الكلام .
وقال في الكشاف : المتقي في اللغة : اسم فاعل من قولهم وقاه فاتقى ، والوقاية : الصيانة ، ومنه : فرس واق ، وهذه الدابة تقي من وجارها : إذا أصابها ضلع من غلظ الأرض ورقة الحافر ، فهو يقي حافره أن يصيبه أدنى شيء يؤلمه .
وهو في الشريعة : الذي يقي نفسه تعاطي ما يستحق به العقوبة من فعل أو ترك انتهى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير والحاكم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أن
الكتاب القرآن ،
لا ريب فيه لا شك فيه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
لا ريب فيه قال : لا شك فيه .
وأخرج
أحمد في الزهد
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال : الريب الشك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
قتادة مثله ، وكذا
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
مجاهد .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله :
هدى للمتقين قال : نور للمتقين وهم المؤمنون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
هدى للمتقين أي الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى ويرجون رحمته في التصديق مما جاء منه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل أنه قيل له :
من المتقون ؟ فقال : قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان وأخلصوا لله العبادة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن رجلا قال له :
ما التقوى ؟ قال : هل وجدت طريقا ذا شوك ؟ قال : نعم ، قال : فكيف صنعت ؟ قال : إذا رأيت الشوك عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه ، قال : ذاك التقوى .
وأخرج
أحمد في الزهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال : تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة حين يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حجابا بينه وبين الحرام .
وقد روي نحو ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء عن جماعة من التابعين .
وأخرج
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في تاريخه
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحسنه
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والحاكم وصححه
والبيهقي في الشعب عن
عطية السعدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019336لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس فالمصير إلى ما أفاده هذا الحديث واجب ، ويكون هذا معنى شرعيا للمتقي أخص من المعنى الذي قدمناه عن صاحب الكشاف زاعما أنه المعنى الشرعي .