أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين
قوله : أفغير عطف على مقدر ، أي : أتتولون فتبغون غير دين الله ، وتقديم المفعول لأنه المقصود بالإنكار . وقرأ
أبو عمرو وحده يبغون بالتحتية وترجعون بالفوقية ، قال : لأن الأول خاص والثاني عام ، ففرق بينهما لافتراقهما في المعنى .
وقرأ
حفص بالتحتية في الموضعين . وقرأ الباقون بالفوقية فيهما وانتصب طوعا وكرها على الحال ، أي طائعين ومكرهين . والطوع : الانقياد والاتباع بسهولة ، والكره : ما فيه مشقة وهو من أسلم مخافة القتل وإسلامه استسلام منه .
قوله : " آمنا " إخبار منه صلى الله عليه وآله وسلم عن نفسه وعن أمته
لا نفرق بين أحد منهم كما
فرقت اليهود والنصارى وآمنوا ببعض وكفروا ببعض .
وقد تقدم تفسير هذه الآية
ونحن له مسلمون أي : منقادون مخلصون . قوله : دينا مفعول للفعل ; أي : يبتغ دينا حال كونه غير الإسلام ، ويجوز أن ينتصب غير الإسلام على أنه مفعول الفعل ، ودينا إما تمييز أو حال إذا أول بالمشتق ، أو بدل من غير .
قوله :
وهو في الآخرة من الخاسرين إما في محل نصب على الحال أو جملة مستأنفة ; أي : من الواقعين في الخسران يوم القيامة . وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني بسند ضعيف
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019788عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله : وله أسلم من في السماوات والأرض قال : أما من في السماوات فالملائكة ، وأما من في الأرض فمن ولد على الإسلام ، وأما كرها فمن أتي به من سبايا الأمم في السلاسل والأغلال يقادون إلى الجنة وهم كارهون .
وأخرج
الديلمي عن
أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الآية :
الملائكة أطاعوه في السماء ، والأنصار ، وعبد القيس أطاعوه في الأرض . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال في الآية
أسلم من في السماوات والأرض حين أخذ عليهم الميثاق . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه في قوله :
وله أسلم قال : المعرفة . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في الآية قال : أما المؤمن فأسلم طائعا فنفعه ذلك وقبل منه ، وأما الكافر فأسلم حين رأى بأس الله فلم ينفعه ذلك ولم يقبل منه
فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا [ غافر : 85 ] .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط عن
أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019790من ساء خلقه من الرقيق والدواب والصبيان فاقرءوا في أذنه أفغير دين الله يبغون . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12769ابن السني في عمل اليوم والليلة عن
nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس بن عبيد قال : ليس رجل يكون على دابة صعبة فيقرأ في أذنها
أفغير دين الله يبغون الآية إلا ذلت بإذن الله عز وجل .
وأخرج
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019791تجيء الأعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول : يا رب أنا الصلاة ، فيقول : إنك على خير ، وتجيء الصدقة فتقول : يا رب أنا الصدقة ، فيقول إنك على خير ، ويجيء الصيام فيقول : أنا الصيام ، فيقول إنك على خير ، ثم تجيء الأعمال كل ذلك يقول الله : إنك على خير ، ثم يجيء الإسلام فيقول : يا رب أنت السلام وأنا الإسلام ، فيقول : إنك على خير بك اليوم آخذ وبك أعطي ، قال الله تعالى في كتابه ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين