[ ص: 232 ] إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين
هذا شروع في بيان شيء آخر مما جادلت فيه
اليهود بالباطل ، وذلك أنهم قالوا : إن
بيت المقدس أفضل وأعظم من
الكعبة لكونه مهاجر الأنبياء وفي الأرض المقدسة فرد الله ذلك عليهم بقوله :
إن أول بيت وضع للناس الآية ، فقوله : وضع صفة لبيت وخبر إن قوله :
للذي ببكة فنبه تعالى بكونه أول متعبد على أنه أفضل من غيره ، وقد اختلف في الباني له في الابتداء ، فقيل : الملائكة ، وقيل :
آدم ، وقيل :
إبراهيم . ويجمع بين ذلك بأول من بناه الملائكة ، ثم جدده
آدم ، ثم
إبراهيم .
وبكة علم للبلد الحرام وكذا
مكة وهما لغتان ، وقيل : إن
بكة اسم لموضع البيت ،
ومكة اسم للبلد الحرام ، وقيل :
بكة للمسجد ،
ومكة للحرم كله ، قيل : سميت
بكة لازدحام الناس في الطواف ، يقال بك القوم : ازدحموا ، وقيل البك : دق العنق ، سميت بذلك لأنها كانت تدق أعناق الجبابرة .
وأما تسميتها
بمكة ، فقيل : سميت بذلك لقلة مائها وقيل : لأنها تمك المخ من العظم بما ينال ساكنها من المشقة ، ومنه مككت العظم : إذا أخرجت ما فيه ، ومك الفصيل ضرع أمه ، وامتكه : إذا امتصه ، وقيل : سميت بذلك لأنها تمك من ظلم فيها ; أي : تهلكه .
قوله : مباركا حال من الضمير في وضع ، أو من متعلق الظرف ; لأن التقدير للذي استقر
ببكة مباركا والبركة : كثرة الخير الحاصل لمن يستقر فيه أو يقصده ، أي : الثواب المتضاعف .
والآيات البينات والواضحات : منها
الصفا والمروة ، ومنها أثر القدم في الصخرة الصماء ، ومنها أن الغيث إذا كان بناحية
الركن اليماني كان الخصب في
اليمن ، وإن كان بناحية الشامي كان الخصب
بالشام ، وإذا عم البيت كان الخصب في جميع البلدان ، ومنها انحراف الطيور عن أن تمر على هوائه في جميع الأزمان ، ومنها هلاك من يقصده من الجبابرة وغير ذلك . وقوله :
مقام إبراهيم بدل من " آيات " قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15153محمد بن يزيد المبرد .
وقال في الكشاف : إنه عطف بيان . وقال
الأخفش : إنه مبتدأ ، وخبره محذوف ، والتقدير منها مقام
إبراهيم ، وقيل : هو خبر مبتدأ محذوف أي : هي مقام
إبراهيم وقد استشكل صاحب الكشاف بيان الآيات وهي جمع بالمقام وهو فرد .
وأجاب بأن المقام جعل وحده بمنزلة آيات لقوة شأنه أو بأنه مشتمل على آيات . قال : ويجوز أن يراد فيه آيات بينات مقام
إبراهيم وأمن من دخله ؛ لأن الاثنين نوع من الجمع .
قوله :
ومن دخله كان آمنا جملة مستأنفة لبيان حكم من أحكام الحرم وهو أن من دخله كان آمنا ، وبه استدل من قال : إن
من لجأ إلى الحرم وقد وجب عليه حد من الحدود فإنه لا يقام عليه الحد حتى يخرج منه ، وهو قول
أبي حنيفة ومن تابعه ، وخالفه الجمهور فقالوا : تقام عليه الحدود في الحرم . وقد قال جماعة : إن الآية خبر في معنى الأمر ; أي : ومن دخله فأمنوه كقوله :
فلا رفث ولا فسوق ولا جدال [ البقرة : 197 ] أي : لا ترفثوا ولا تفسقوا ولا تجادلوا .
قوله :
ولله على الناس حج البيت اللام في قوله : لله هي التي يقال لها لام الإيجاب والإلزام ، ثم زاد هذا المعنى تأكيدا حرف على فإنه من أوضح الدلالات على الوجوب عند العرب ، كما إذا قال القائل : لفلان علي كذا ، فذكر الله سبحانه الحج بأبلغ ما يدل على الوجوب تأكيدا لحقه وتعظيما لحرمته ، وهذا الخطاب شامل لجميع الناس لا يخرج عنه إلا من خصصه الدليل كالصبي والعبد . وقوله :
من استطاع إليه سبيلا في محل جر على أنه بدل بعض من الناس .
وبه قال أكثر النحويين . وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي أن يكون في موضع رفع بحج .
والتقدير : أن يحج البيت من استطاع إليه سبيلا ، وقيل : إن من حرف شرط ، والجزاء محذوف ; أي : من استطاع إليه سبيلا فعليه الحج . وقد
اختلف أهل العلم في الاستطاعة ماذا هي ؟ فقيل : الزاد والراحلة ، وإليه ذهب جماعة من الصحابة وحكاه
الترمذي عن أكثر أهل العلم وهو الحق .
قال
مالك : إن الرجل إذا وثق بقوته لزمه الحج وإن لم يكن له زاد وراحلة إذا كان يقدر على التكسب ، وبه قال
عبد الله بن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي وعكرمة . وقال
الضحاك : إن كان شابا قويا صحيحا وليس له مال فعليه أن يؤاجر نفسه حتى يقضي حجه ، ومن جملة ما يدخل في الاستطاعة دخولا أوليا أن تكون الطريق إلى الحج آمنة ، بحيث يأمن الحاج على نفسه وماله الذي لا يجد زادا غيره ، أما لو كانت غير آمنة فلا استطاعة ، لأن الله سبحانه يقول :
من استطاع إليه سبيلا وهذا الخائف على نفسه أو ماله لم يستطع إليه سبيلا بلا شك ولا شبهة .
وقد اختلف أهل العلم
إذا كان في الطريق من الظلمة من يأخذ بعض الأموال على وجه ولا يجحف بزاد الحج ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لا يعطي حبة ، ويسقط عنه فرض الحج ووافقه جماعة وخالفه آخرون . والظاهر أن من تمكن من الزاد والراحلة وكانت الطريق آمنة بحيث يتمكن من مرورها ولو بمصانعة بعض الظلمة لدفع شيء من المال يتمكن به الحاج ولا ينقص من زاده ، ولا يجحف به ، فالحج غير ساقط عنه بل واجب عليه ; لأنه قد استطاع السبيل بدفع شيء من المال ، ولكنه يكون هذا المال المدفوع في الطريق من جملة ما تتوقف عليه الاستطاعة ، فلو وجد الرجل زادا وراحلة ولم يجد ما يدفعه لمن يأخذ المكس في الطريق لم يجب عليه الحج ; لأنه لم يستطع إليه سبيلا وهذا لا بد منه ، ولا ينافي تفسير الاستطاعة بالزاد والراحلة فإنه قد تعذر المرور في طريق الحج لمن وجد الزاد ، والراحلة إلا بذلك القدر الذي يأخذه المكاسون ، ولعل وجه قول
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إنه سقط الحج أن أخذ هذا المكس منكر ، فلا يجب على الحاج أن يدخل في منكر ، وأنه بذلك غير مستطيع .
ومن جملة ما يدخل في الاستطاعة أن يكون الحاج صحيح البدن على وجه يمكنه الركوب ، فلو كان زمنا بحيث لا يقدر على المشي ولا على الركوب فهذا وإن وجد الزاد والراحلة فهو لم يستطع السبيل . قوله :
ومن كفر فإن الله غني عن العالمين [ ص: 233 ] قيل : إنه عبر بلفظ الكفر عن ترك الحج تأكيدا لوجوبه وتشديدا على تاركه ، وقيل المعنى : ومن كفر بفرض الحج ولم يره واجبا ، وقيل : إن من ترك الحج وهو قادر عليه فهو كافر .
وفي قوله :
فإن الله غني عن العالمين من الدلالة على مقت
تارك الحج مع الاستطاعة وخذلانه وبعده من الله سبحانه ما يتعاظمه سامعه ، ويرجف له قلبه ، فإن الله سبحانه إنما شرع لعباده هذه الشرائع لنفعهم ومصلحتهم ، وهو تعالى شأنه وتقدس سلطانه غني لا تعود إليه طاعات عباده بأسرها بنفع .
وقد أخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب في قوله :
إن أول بيت الآية ، قال : كانت البيوت قبله ، ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم وغيرهما عن
أبي ذر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019795قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول ؟ قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون سنة . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني والبيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال : ( خلق الله البيت قبل الأرض بألفي سنة ، وكان إذ كان عرشه على الماء زبدة بيضاء ، وكانت الأرض تحته كأنها حشفة فدحيت الأرض من تحته ) .
وأخرج نحوه
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . وأخرج
ابن المنذر والأزرقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : بلغنا أن
اليهود قالت :
بيت المقدس أعظم من
الكعبة لأنه مهاجر الأنبياء ، ولأنه في الأرض المقدسة ، فقال المسلمون : بل
الكعبة أعظم ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنزلت
إن أول بيت الآية إلى قوله :
فيه آيات بينات مقام إبراهيم وليس ذلك في بيت المقدس
ومن دخله كان آمنا وليس ذلك في بيت المقدس
ولله على الناس حج البيت وليس ذلك في بيت المقدس .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر عن
عبد الله بن الزبير قال : إنما سميت
بكة ; لأن الناس يجيئون إليها من كل جانب حجاجا . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير والبيهقي عن
مجاهد : إنما سميت
بكة لأن الناس يتباكون فيها ; أي : يزدحمون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حبان في قوله :
مباركا قال : جعل فيه الخير والبركة
وهدى للعالمين يعني : بالهدى قبلتهم . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16574العوفي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فيه آيات بينات فمنهن مقام
إبراهيم والمشعر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
الحسن في قوله :
فيه آيات بينات قال : مقام
إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت . وأخرج
الأزرقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
ومن دخله كان آمنا قال : كان هذا في الجاهلية ، كان الرجل لو جر كل جريرة على نفسه ثم لجأ إلى الحرم لم يتناول ولم يطلب ، فأما في الإسلام فإنه لا يمنع من حدود الله ، من سرق فيه قطع ، ومن زنى فيه أقيم عليه الحد ، ومن قتل فيه قتل . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد وابن المنذر والأزرقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب قال : لو وجدت فيه قاتل
الخطاب ما مسسته حتى يخرج منه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
ومن دخله كان آمنا قال : من عاذ بالبيت أعاذه البيت ، ولكن لا يؤوى ولا يطعم ولا يسقى فإذا خرج أخذ بذنبه . وقد روي عنه هذا المعنى من طرق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد وابن المنذر عنه قال : لو وجدت قاتل أبي في الحرم لم أعرض له . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال : لو وجدت قاتل أبي في الحرم ما هجته .
وأخرج الشيخان وغيرهما عن
أبي شريح العدوي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019796قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم الغد من يوم الفتح فقال : إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس ، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرة ، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقولوا : إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم ، وإنما أذن لي ساعة من نهار ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها أمس . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني والحاكم وصححه عن
أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=1019797أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن قوله : من استطاع إليه سبيلا فقيل : ما السبيل ؟ قال : الزاد والراحلة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وعبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي وابن مردويه والبيهقي في سننه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019798أنه قام رجل فقال : ما السبيل ؟ فقال : الزاد والراحلة . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني والبيهقي في سننهما من طريق
الحسن عن أمه عن
عائشة قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019799سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما السبيل إلى الحج ؟ قال : الزاد والراحلة . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في سننه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود مرفوعا مثله . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني عن
nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا مثله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني عن
جابر مرفوعا مثله . وقد روي هذا الحديث من طرق أقل أحواله أن يكون حسنا لغيره فلا يضره ما وقع من الكلام على بعض طرقه كما هو معروف . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني عن
علي مرفوعا في الآية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019800أنه سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : تجد ظهر بعير . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب في قوله :
من استطاع إليه سبيلا قال : الزاد والراحلة . وأخرجا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مثله . وأخرجه عنه مرفوعا
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني وابن مردويه . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر والبيهقي عنه قال : السبيل أن يصح بدن العبد ويكون له ثمن زاد وراحلة من غير أن يجحف به . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد عنه قال : سبيلا من وجد إليه سعة ولم يحل بينه وبينه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر عن
عبد الله بن الزبير قال : الاستطاعة القوة . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
النخعي قال : إن
المحرم للمرأة من السبيل الذي قال الله .
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم
النهي للمرأة أن تسافر بغير ذي محرم . واختلفت الأحاديث في قدر المدة ، ففي لفظ ثلاثة أيام ، وفي لفظ يوم وليلة ، وفي لفظ بريد .
[ ص: 234 ] وقد وردت أحاديث في تشديد الوعيد على من ملك زادا وراحلة ولم يحج . فأخرج
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019801من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج بيت الله فلا عليه بأن يموت يهوديا أو نصرانيا ، وذلك بأن الله يقول ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين . وفي إسناده
هلال الخراساني أبو هاشم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : منكر الحديث . وقيل : مجهول .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : هذا الحديث ليس بمحفوظ وفي إسناده أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=14057الحارث الأعور وفيه ضعف . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وأحمد في كتاب الإيمان
وأبو يعلى والبيهقي عن
أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019802من مات ولم يحج حجة الإسلام لم يمنعه مرض حابس أو سلطان جائر أو حاجة ظاهرة فليمت على أي حال شاء يهوديا أو نصرانيا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن
عبد الرحمن بن سابط مرفوعا مرسلا مثله . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ، قال
السيوطي بسند صحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب قال : لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فلينظروا كل من كان له جدة ولم يحج فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين .
وأخرج
الإسماعيلي عنه يقول : ( من أطاق الحج ولم يحج فسواء عليه يهوديا مات أو نصرانيا ) قال
ابن كثير بعد أن ساق إسناده : وهذا إسناد صحيح . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة عنه نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ( من مات وهو موسر ولم يحج جاء يوم القيامة وبين عينيه مكتوب كافر ) . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور عنه ( من وجد إلى الحج سبيلا سنة ثم سنة ثم سنة ثم مات ولم يحج لم يصل عليه ولا يدرى مات يهوديا أو نصرانيا ) .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب قال : لو ترك الناس الحج لقاتلتهم عليه كما نقاتلهم على الصلاة والزكاة . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
ومن كفر فإن الله غني قال : من زعم أنه ليس بفرض عليه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في الآية قال : من كفر بالحج فلم ير حجه برا ولا تركه مأثما . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن
عكرمة قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019803لما نزلت ومن يبتغ غير الإسلام دينا [ آل عمران : 85 ] قالت اليهود : فنحن مسلمون ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله فرض على المسلمين حج البيت ، فقالوا : لم يكتب علينا وأبوا أن يحجوا ، قال الله : ومن كفر فإن الله غني عن العالمين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
عكرمة نحوه . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر عن
الضحاك قال :
لما نزلت آية الحج ولله على الناس حج البيت الآية ، جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل الملل مشركي العرب والنصارى واليهود والمجوس والصابئين فقال : إن الله فرض عليكم الحج فحجوا البيت . فلم يقبله إلا المسلمون ، وكفرت به خمس ملل ، قالوا : لا نؤمن به ولا نصلي إليه ولا نستقبله ، فأنزل الله ومن كفر فإن الله غني عن العالمين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد والبيهقي في سننه عن
مجاهد نحوه . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
أبي داود نفيع قال
قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولله على الناس حج البيت الآية . فقام رجل من هذيل فقال : يا رسول الله من تركه كفر ؟ فقال : من تركه لا يخاف عقوبته ، ومن حج لا يرجو ثوابه فهو ذاك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح في الآية قال : من كفر بالبيت . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
في قول الله : ومن كفر قال : من كفر بالله واليوم الآخر . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
مجاهد مثله من قوله . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
ابن زيد أنه سئل عن ذلك ، فقرأ
إن أول بيت وضع للناس إلى قوله : سبيلا ثم قال : ومن كفر بهذه الآيات . وأخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في الآية قال : ومن كفر فلم يؤمن به : فهو الكافر .