هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون [ ص: 460 ] أي لما أقمنا عليهم الحجة وأنزلنا الكتاب على رسولنا المرسل إليهم ، فلم ينفعهم ذلك ولم يرجعوا به عن غوايتهم فما بقي بعد هذا إلا أنهم ينظرون أي ينتظرون
أن تأتيهم الملائكة أي ملائكة الموت لقبض أرواحهم ، وعند ذلك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل
أو يأتي ربك يا
محمد كما اقترحوه بقولهم :
لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ( الفرقان : 21 ) وقيل : معناه : أو يأتي أمر ربك بإهلاكهم ، وقيل : المعنى : أو يأتي كل آيات ربك بدليل قوله :
أو يأتي بعض آيات ربك وقيل : هو من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله ، وقد جاء في القرآن حذف المضاف كثيرا كقوله
واسأل القرية ( يوسف : 82 ) وقوله :
وأشربوا في قلوبهم العجل ( البقرة : 93 ) أي حب العجل ، وقيل : إتيان الله مجيئه يوم القيامة لفصل القضاء بين خلقه كقوله :
وجاء ربك والملك صفا صفا ( الفجر : 22 ) .
قوله :
يوم يأتي بعض آيات ربك .
قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وابن الزبير " يوم تأتي " بالفوقية ، وقرأ الباقون بالتحتية .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : التأنيث على المجاورة لمؤنث لا على الأصل ومنه قول
جرير :
لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة والجبال الخشع
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين : لا تنفع بالفوقية .
قال
أبو حاتم ، : إن هذا غلط عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين .
وقد قال الناس : في هذا شيء دقيق من النحو ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=17213نفطويه ، وذلك أن الإيمان والنفس كل واحد منهما مشتمل على الآخر ، فأنث الإيمان إذ هو من النفس .
قال
النحاس : وفيه وجه آخر وهو أن يؤنث الإيمان ، لأنه مصدر كما يذكر المصدر المؤنث مثل
فمن جاءه موعظة من ربه ( البقرة : 275 ) .
معنى
يوم يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي الآيات التي اقترحوها ، وهي التي تضطرهم إلى الإيمان
لا ينفع نفسا إيمانها أو ما هو أعم من ذلك فيدخل فيه ما ينتظرونه ، وقيل : هي الآيات التي هي علامات القيامة المذكورة في الأحاديث الثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فهي التي إذا جاءت لا ينفع نفسا إيمانها .
قوله :
لم تكن آمنت من قبل أي من قبل إتيان بعض الآيات ، فأما التي قد كانت آمنت من قبل مجيء بعض الآيات فإيمانها ينفعها ، وجملة
لم تكن آمنت من قبل في محل نصب على أنها صفة نفسا .
قوله :
أو كسبت في إيمانها خيرا معطوف على آمنت والمعنى : أنه لا ينفع نفسا إيمانها عند حضور الآيات متصفة بأنها لم تكن آمنت من قبل ، أو آمنت من قبل ولكن لم تكسب في إيمانها خيرا ، فحصل من هذا أنه لا ينفع إلا الجمع بين الإيمان من قبل مجيء بعض الآيات مع كسب الخير في الإيمان ، فمن آمن من قبل فقط ولم يكسب خيرا في إيمانه أو كسب خيرا ولم يؤمن فإن ذلك غير نافعه ، وهذا التركيب هو كقولك : لا أعطي رجلا اليوم أتاني لم يأتني بالأمس أو لم يمدحني في إتيانه إلي بالأمس ، فإن المستفاد من هذا أنه لا يستحق العطاء إلا رجل أتاه بالأمس ومدحه في إتيانه إليه بالأمس ، ثم أمره الله سبحانه أن يقول لهم : انتظروا ما تريدون إتيانه إنا منتظرون له ، وهذا تهديد شديد ووعيد عظيم ، وهو يقوي ما قيل : في تفسير
يوم يأتي بعض آيات ربك أنها الآيات التي اقترحوها من إتيان الملائكة وإتيان العذاب لهم من قبل الله كما تقدم بيانه .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة قال : عند الموت
أو يأتي ربك قال : يوم القيامة .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
قتادة ، في تفسير الآية مثله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
مقاتل أو يأتي ربك قال : يوم القيامة في ظلل من الغمام .
وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ، في مسنده
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
وأبو يعلى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري nindex.php?page=hadith&LINKID=1020183عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في قوله : يوم يأتي بعض آيات ربك قال : طلوع الشمس من مغربها .
قال
الترمذي ، : غريب .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ، عن
أبي سعيد موقوفا .
وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي وابن مردويه ، من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا .
وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=17211ونعيم بن حماد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود موقوفا .
فإذا ثبت رفع هذا التفسير النبوي من وجه صحيح لا قادح فيه فهو واجب التقديم له متحتم الأخذ به ، ويؤيده ما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020184لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها ، ثم قرأ الآية .
وأخرج مسلم
وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، وغيرهم عن
أبي ذر مرفوعا نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، مرفوعا نحوه أيضا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، في قوله :
أو كسبت في إيمانها خيرا يقول : كسبت في تصديقها عملا صالحا ، هؤلاء أهل القبلة وإن كانت مصدقة لم تعمل قبل ذلك خيرا فعملت بعد أن رأت الآية لم يقبل منها ، وإن عملت قبل الآية خيرا ، ثم عملت بعد الآية خيرا قبل منها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
مقاتل في قوله :
أو كسبت في إيمانها خيرا قال : يعني المسلم الذي لم يعمل في إيمانه خيرا وكان قبل الآية مقيما على الكبائر .
والآيات التي هي علامات القيامة قد وردت الأحاديث المتكاثرة في بيانها وتعدادها ، وهي مذكورة في كتب السنة .