ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد ( 10 )
أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير ( 11 )
ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير ( 12 )
يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ( 13 )
فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين
ثم ذكر - سبحانه - من عباده المنيبين إليه
داود وسليمان كما قال في
داود فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب [ ص : 24 ] وقال في
سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب [ ص : 34 ] فقال :
ولقد آتينا داود منا فضلا أي : آتيناه بسبب إنابته فضلا منا على سائر الأنبياء .
واختلف في هذا الفضل على أقوال : فقيل : النبوة ، وقيل : الزبور ، وقيل : العلم ، وقيل : القوة كما في قوله :
واذكر عبدنا داود ذا الأيد [ ص : 17 ] وقيل : تسخير الجبال كما في قوله :
ياجبال أوبي معه وقيل : التوبة وقيل : الحكم بالعدل كما في قوله :
ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق [ ص : 26 ] وقيل : هو إلانة الحديد كما في قوله :
وألنا له الحديد وقيل : حسن الصوت ، والأولى أن يقال : إن هذا المذكور هو ما ذكره الله بعده من قوله :
ياجبال إلى آخر الآية ، وجملة
ياجبال أوبي معه مقدرة بالقول : أي : قلنا يا جبال : والتأويب : التسبيح كما في قوله :
إنا سخرنا الجبال معه يسبحن [ ص : 18 ] .
قال
أبو ميسرة : هو التسبيح بلسان الحبشة .
وكان إذا سبح
داود سبحت معه ، ومعنى
تسبيح الجبال : أن الله يجعلها قادرة على ذلك ، أو يخلق فيها التسبيح معجزة
لداود ، وقيل : معنى أوبي : سيري معه ، من التأويب الذي هو سير النهار أجمع ، ومنه قول
ابن مقبل :
لحقنا بحي أوبوا السير بعدما دفعنا شعاع الشمس والطرف مجنح
قرأ الجمهور
أوبي بفتح الهمزة وتشديد الواو على صيغة الأمر ، من التأويب : وهو الترجيع أو التسبيح أو السير أو النوح .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
والحسن ،
وقتادة ،
وابن أبي إسحاق " أوبي " بضم الهمزة أمرا من آب يئوب إذا رجع أي : ارجعي معه .
قرأ الجمهور والطير بالنصب عطفا على فضلا على معنى : وسخرنا له الطير ، لأن إيتاءه إياها تسخيرها له ، أو عطفا على محل يا جبال ; لأنه منصوب تقديرا ، إذ المعنى : نادينا الجبال والطير .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو بن العلاء : انتصابه بفعل مضمر على معنى وسخرنا له الطير .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج والنحاس : يجوز أن يكون مفعولا معه كما تقول : استوى الماء والخشبة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي إنه معطوف على فضلا لكن على تقدير مضاف محذوف أي : آتيناه فضلا وتسبيح الطير .
وقرأ
السلمي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
ويعقوب ،
وأبو نوفل ،
وابن أبي إسحاق ،
ونصر بن عاصم ،
وابن هرمز ،
nindex.php?page=showalam&ids=17088ومسلمة بن عبد الملك بالرفع عطفا على لفظ
[ ص: 1191 ] الجبال ، أو على المضمر في أوبي لوقوع الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه
وألنا له الحديد معطوف على آتيناه أي : جعلناه لينا ; ليعمل به ما شاء .
قال
الحسن : صار الحديد كالشمع يعمله من غير نار .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : كان الحديد في يده كالطين المبلول والعجين والشمع يصرفه كيف يشاء من غير نار ولا ضرب بمطرقة ، وكذا قال
مقاتل ، وكان يفرغ من عمل الدرع في بعض يوم .
أن اعمل سابغات في أن هذه وجهان : أحدهما أنها مصدرية على حذف حرف الجر أي : بأن اعمل ، والثاني أنها المفسرة لقوله : وألنا وفيه نظر ; لأنها لا تكون إلا بعد القول أو ما هو في معناه .
وقدر بعضهم فعلا فيه معنى القول فقال التقدير : وأمرناه أن اعمل .
وقوله : سابغات صفة لموصوف محذوف أي : دروعا سابغات ، والسابغات الكوامل الواسعات ، يقال : سبغ الدرع والثوب وغيرهما : إذا غطى كل ما هو عليه وفضل منه فضلة
وقدر في السرد السرد نسج الدروع ، ويقال : السرد والزرد كما يقال : السراد والزراد لصانع الدروع ، والسرد أيضا الخرز ، يقال : سرد يسرد : إذا خرز ، ومنه سرد الكلام : إذا جاء به متواليا ، ومن حديث
عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=1021203لم يكن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يسرد الحديث كسردكم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : ومنه سريد أي : جري ، ومعنى سرد الدروع إحكامها ، وأن يكون نظام حلقها ولاء غير مختلف ، ومنه قول
لبيد :
سرد الدروع مضاعفا أسراده لينال طول العيش غير مروم
وقول
أبي ذؤيب الهذلي :
وعليهما مسرودتان قضاهما داود أو صنع السوابغ تبع
قال
قتادة : كانت الدروع قبل
داود ثقالا ، فلذلك أمر هو بالتقدير فيما يجمع الخفة والحصانة ، أي : قدر ما تأخذ من هذين المعنيين بقسطه فلا تقصد الحصانة فيثقل ولا الخفة فيزيل المنعة ، وقال
ابن زيد : التقدير الذي أمر به هو في قدر الحلقة : أي : لا تعملها صغيرة فتضعف ولا يقوى الدرع على الدفاع ، ولا تعملها كبيرة فتثقل على لابسها .
وقيل : إن التقدير هو في المسمار أي : لا تجعل مسمار الدرع دقيقا فيقلق ولا غليظا فيفصم الحلق .
ثم خاطب
داود وأهله ، فقال :
واعملوا صالحا أي : عملا صالحا كما في قوله :
اعملوا آل داود شكرا ثم علل الأمر بالعمل الصالح بقوله :
إني بما تعملون بصير أي : لا يخفى علي شيء من ذلك .
ولسليمان الريح قرأ الجمهور الريح بالنصب على تقدير : وسخرنا
لسليمان الريح كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، وقرأ
عاصم في رواية
أبي بكر عنه بالرفع على الابتداء والخبر أي :
ولسليمان الريح ثابتة أو مسخرة ، وقرأ الجمهور الريح وقرأ
الحسن ،
وأبو حيوة وخالد بن إلياس " الرياح " بالجمع
غدوها شهر ورواحها شهر أي : تسير بالغداة مسيرة شهر ، وتسير بالعشي كذلك ، والجملة إما مستأنفة لبيان تسخير الريح ، أو في محل نصب على الحال ، والمعنى : أنها كانت تسير في اليوم الواحد مسيرة شهرين .
قال
الحسن : كان يغدو من
دمشق فيقيل :
بإصطخر ، وبينهما مسيرة شهر للمسرع ، ثم يروح من
إصطخر فيبيت
بكابل ، وبينهما مسيرة شهر
وأسلنا له عين القطر القطر : النحاس الذائب .
قال
الواحدي : قال المفسرون : أجريت له عين الصفر ثلاثة أيام بلياليهن كجري الماء ، وإنما يعمل الناس اليوم بما أعطي
سليمان ، والمعنى : أسلنا له عين
النحاس كما ألنا الحديد
لداود ، وقال
قتادة : أسال الله له عينا يستعملها فيما يريد
ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه من مبتدأ و يعمل خبره و من الجن متعلق به أو بمحذوف على أنه حال ، أو من يعمل معطوف على الريح و من الجن حال ، والمعنى : وسخرنا له من يعمل بين يديه حال كونه من الجن بإذن ربه أي : بأمره .
والإذن مصدر مضاف إلى فاعله ، والجار والمجرور في محل نصب على الحال أي : مسخرا أو ميسرا بأمر ربه
ومن يزغ منهم عن أمرنا أي : ومن يعدل من الجن عن أمرنا الذي أمرناه به : وهو طاعة
سليمان نذقه من عذاب السعير قال أكثر المفسرين : وذلك في الآخرة ، وقيل : في الدنيا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : وكل الله بالجن ملكا بيده سوط من النار ، فمن زاغ عن أمر
سليمان ضربه بذلك السوط ضربة فتحرقه .
ثم ذكر - سبحانه - ما يعمله الجن
لسليمان فقال :
يعملون له ما يشاء و " من " في قوله :
من محاريب للبيان ، والمحاريب في اللغة كل موضع مرتفع وهي الأبنية الرفيعة والقصور العالية .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : لا يكون المحراب إلا أن يرتقى إليه بدرج ، ومنه قيل : للذي يصلى فيه محراب ; لأنه يرفع ويعظم .
وقال
مجاهد : المحاريب دون القصور .
وقال
أبو عبيدة : المحراب أشرف بيوت الدار ، ومنه قول الشاعر :
وماذا عليه إن ذكرت أوانسا كغزلان رمل في محاريب أقيال
وقال
الضحاك : المراد بالمحاريب هنا المساجد ، والتماثيل جمع تمثال وهو كل شيء مثلته بشيء أي : صورته بصورته من نحاس أو زجاج أو رخام أو غير ذلك .
قيل : كانت هذه التماثيل صور الأنبياء والملائكة والعلماء والصلحاء ، وكانوا يصورونها في المساجد ليراها الناس فيزدادوا عبادة واجتهادا .
وقيل : هي تماثيل أشياء ليست من الحيوان .
وقد استدل بهذا على أن
التصوير كان مباحا في شرع
سليمان ، ونسخ ذلك بشرع نبينا
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - .
والجفان جمع جفنة وهي القصعة الكبيرة .
والجواب جمع جابية وهي حفيرة كالحوض ، وقيل : هي الحوض الكبير يجبي الماء أي : يجمعه .
قال
الواحدي : قال المفسرون : يعني قصاعا في العظم كحياض الإبل يجتمع على القصعة الواحدة ألف رجل يأكلون منها .
قال
النحاس : الأولى إثبات الياء في الجوابي ، ومن حذف الياء قال سبيل الألف واللام أن تدخل على النكرة فلا تغيرها عن حالها ، فلما كان يقال : جواب ودخلت الألف واللام أقر على حاله فحذف الياء .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : يقال : جبوت الماء وجبيته في الحوض أي : جمعته ، والجابية الحوض الذي يجبى فيه الماء للإبل .
وقال
النحاس [ ص: 1192 ] والجابية القدر العظيمة والحوض العظيم الكبير الذي يجبى فيه الشيء أي : يجمع ، ومنه جبيت الخراج وجبيت الجراد : جمعته في الكساء
وقدور راسيات قال
قتادة : هي قدور
النحاس تكون بفارس ، وقال
الضحاك : هي قدور تنحت من الجبال الصم عملتها له الشياطين ، ومعنى راسيات ثابتات لا تحمل ولا تحرك لعظمها .
ثم أمرهم - سبحانه - بالعمل الصالح على العموم : أي :
سليمان وأهله ، فقال :
اعملوا آل داود شكرا أي : وقلنا لهم اعملوا بطاعة الله يا آل داود شكرا له على ما آتاكم أو اعملوا عملا شكرا على أنه صفة مصدر محذوف ، أو عملوا للشكر على أنه مفعول له أو حال أي : شاكرين أو مفعول به ، وسميت الطاعة شكرا لأنها من جملة أنواعه ، أو منصوب على المصدرية بفعل مقدر من جنسه أي : اشكروا شكرا .
ثم بين بعد أمرهم بالشكر أن الشاكرين له من عباده ليسوا بالكثير فقال :
وقليل من عبادي الشكور أي : العامل بطاعتي الشاكر لنعمتي قليل . وارتفاع قليل على أنه خبر مقدم . و من عبادي صفة له . والشكور مبتدأ .
فلما قضينا عليه الموت أي : حكمنا عليه به وألزمناه إياه
ما دلهم على موته إلا دابة الأرض يعني الأرضة .
وقرئ " الأرض " بفتح الراء أي : الأكل ، يقال : أرضت الخشبة أرضا : إذا أكلتها الأرضة .
ومعنى
تأكل منسأته : تأكل عصاه التي كان متكئا عليها ، والمنسأة : العصا بلغة
الحبشة ، أو هي مأخوذة من : نسأت الغنم أي : زجرتها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المنسأة التي ينسأ بها أي : يطرد .
قرأ الجمهور منسأته بهمزة مفتوحة . وقرأ
ابن ذكوان بهمزة ساكنة . وقرأ
نافع ،
وأبو عمرو بألف محضة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : بعض العرب يبدل من همزتها ألفا وأنشد :
إذا دببت على المنسأة من كبر فقد تباعد عنك اللهو والغزل
ومثل قراءة الجمهور قول الشاعر :
ضربنا بمنسأة وجهه فصار بذاك مهينا ذليلا
ومثله :
أمن أجل حبل لا أباك ضربته بمنسأة قد جر حبلك أحبلا
ومما يدل على قراءة
ابن ذكوان قول
طرفة :
أمون كألواح الأران نسأتها على لاحب كأنه ظهر برجد
فلما خر أي : سقط
تبينت الجن أي : ظهر لهم ، من تبينت الشيء إذا علمته أي : علمت الجن
أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين أي : لو صح ما يزعمونه من أنهم يعلمون الغيب لعلموا بموته ولم يلبثوا بعد موته مدة طويلة في العذاب المهين في العمل الذي أمرهم به والطاعة له وهو إذ ذاك ميت .
قال
مقاتل : العذاب المهين : الشقاء والنصب في العمل . قال
الواحدي : قال المفسرون : كانت الناس في زمان
سليمان يقولون إن الجن تعلم الغيب ، فلما مكث
سليمان قائما على عصاه حولا ميتا ، والجن تعمل تلك الأعمال الشاقة التي كانت تعمل في حياة
سليمان لا يشعرون بموته حتى أكلت الأرضة عصاه فخر ميتا فعلموا بموته وعلم الناس أن
الجن لا تعلم الغيب ، ويجوز أن يكون
تبينت الجن من تبين الشيء ، لا من تبينت الشيء أي : ظهر وتجلى ، وأن وما في حيزها بدل اشتمال من الجن مع تقدير محذوف أي : ظهر أمر الجن للناس أنهم لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ، أو ظهر أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب إلخ .
قرأ الجمهور تبينت على البناء للفاعل مسندا إلى الجن .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ويعقوب " تبينت " على البناء للمفعول ، ومعنى القراءتين يعرف مما قدمنا .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في المصنف ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
أوبي معه قال : سبحي معه ، وروي مثله عن
أبي ميسرة ،
ومجاهد ،
وعكرمة ،
وقتادة ،
وابن زيد .
وأخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
وألنا له الحديد قال : كالعجين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، من طرق عنه أيضا في قوله :
وقدر في السرد قال : حلق الحديد .
وأخرج
عبد الرزاق والحاكم عنه أيضا
وقدر في السرد قال : لا تدق المسامير وتوسع الحلق فتسلس ، ولا تغلظ المسامير وتضيق الحلق فتقصم ، واجعله قدرا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، من طرق عنه أيضا في قوله
وأسلنا له عين القطر قال النحاس .
وأخرج
ابن المنذر عنه أيضا قال : القطر النحاس لم يقدر عليها أحد بعد
سليمان ، وإنما يعمل الناس بعده فيما كان أعطي
سليمان .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
مجاهد قال : القطر الصفر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : وتماثيل قال : اتخذ
سليمان تماثيل من نحاس فقال : يا رب انفخ فيها الروح فإنها أقوى على الخدمة ، فنفخ الله فيها الروح فكانت تخدمه ، وكان اسفنديار من بقاياهم ، فقيل :
لداود وسليمان اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عنه في قوله : كالجواب قال : كالجوبة من الأرض
وقدور راسيات قال : أثافيها منها .
وأخرج ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عنه أيضا في قوله :
وقليل من عبادي الشكور يقول : قليل من عبادي الموحدين توحيدهم .
وأخرج هؤلاء عنه أيضا قال : لبث
سليمان على عصاه حولا بعد ما مات ، ثم خر على رأس الحول ، فأخذت الجن عصا مثل عصاه ودابة مثل دابته فأرسلوها عليها فأكلتها في سنة ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يقرأ
فلما خر تبينت الجن الآية ، قال
سفيان : وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود " وهم يدأبون له حولا " .
وأخرج
البزار ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
nindex.php?page=showalam&ids=12769وابن السني ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021204كان سليمان إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه ، فيقول لها ما اسمك ؟ فتقول كذا وكذا ، فيقول لما أنت ؟ فتقول لكذا وكذا ، فإن كانت لغرس غرست ، وإن كانت لدواء كتبت ، وصلى ذات يوم فإذا شجرة نابتة بين يديه فقال لها ما [ ص: 1193 ] اسمك ؟ قالت الخروب ؟ قال لأي شيء أنت ؟ قالت لخراب هذا البيت ، فقال سليمان : اللهم عم عن الجن موتي حتى يعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب ، فهيأ عصا فتوكأ عليها ، وقبضه الله وهو متكئ عليها ، فمكث حولا ميتا والجن تعمل ، فأكلتها الأرضة فسقطت ، فعلموا عند ذلك بموته ، فتبينت الإنس أن الجن
لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين وكان
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يقرؤها كذلك ، فشكرت الجن للأرضة ، فأينما كانت يأتوا لها بالماء ، وأخرجه
الحاكم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس موقوفا ، وأخرج
الديلمي عن
nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم مرفوعا "
يقول الله - عز وجل - : إني تفضلت على عبادي بثلاث : ألقيت الدابة على الحبة ولولا ذلك لكنزها الملوك كما يكنزون الذهب والفضة ، وألقيت النتن على الجسد ولولا ذلك لم يدفن حبيب حبيبه ، واستلبت الحزن ولولا ذلك لذهب النسل " .