ولقد مننا على موسى وهارون ( 114 )
ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم ( 115 )
ونصرناهم فكانوا هم الغالبين ( 116 )
وآتيناهما الكتاب المستبين ( 117 )
وهديناهما الصراط المستقيم ( 118 )
وتركنا عليهما في الآخرين ( 119 )
سلام على موسى وهارون ( 120 )
إنا كذلك نجزي المحسنين ( 121 )
إنهما من عبادنا المؤمنين ( 122 )
وإن إلياس لمن المرسلين ( 123 )
إذ قال لقومه ألا تتقون ( 124 )
أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين ( 125 )
الله ربكم ورب آبائكم الأولين ( 126 )
فكذبوه فإنهم لمحضرون ( 127 )
إلا عباد الله المخلصين ( 128 )
وتركنا عليهما في الآخرين ( 129 )
سلام على إل ياسين ( 130 )
إنا كذلك نجزي المحسنين ( 131 )
إنه من عبادنا المؤمنين ( 132 )
وإن لوطا لمن المرسلين ( 133 )
إذ نجيناه وأهله أجمعين ( 134 )
إلا عجوزا في الغابرين ( 135 )
ثم دمرنا الآخرين ( 136 )
وإنكم لتمرون عليهم مصبحين ( 137 )
وبالليل أفلا تعقلون ( 138 )
وإن يونس لمن المرسلين ( 139 )
إذ أبق إلى الفلك المشحون ( 140 )
فساهم فكان من المدحضين ( 141 )
فالتقمه الحوت وهو مليم ( 142 )
فلولا أنه كان من المسبحين ( 143 )
للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ( 144 )
فنبذناه بالعراء وهو سقيم ( 145 )
وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ( 146 )
وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ( 147 )
فآمنوا فمتعناهم إلى حين ( 148 )
لما فرغ - سبحانه - من ذكر إنجاء الذبيح من الذبح ، وما من عليه بعد ذلك من النبوة ذكر ما من به على
موسى وهارون ، فقال :
ولقد مننا على موسى وهارون يعني بالنبوة وغيرها من النعم العظيمة التي أنعم الله بها عليهما .
ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم المراد بقومهما هم المؤمنون من
بني إسرائيل ، والمراد بالكرب العظيم هو ما كانوا فيه من استعباد
فرعون إياهم ، وما كان نصيبهم من جهته من البلاء ، وقيل : هو الغرق الذي أهلك
فرعون وقومه ، والأول أولى .
ونصرناهم جاء بضمير الجماعة . قال
الفراء : الضمير
لموسى وهارون وقومهما ، لأن قبله ونجيناهما وقومهما ، والمراد بالنصر التأييد لهم على عدوهم فكانوا بسبب ذلك
هم الغالبين على عدوهم بعد أن كانوا تحت أسرهم وقهرهم ، وقيل : الضمير في نصرناهم عائد على الاثنين
موسى وهارون تعظيما لهما ، والأول أولى .
وآتيناهما الكتاب المستبين المراد بالكتاب التوراة : والمستبين : البين الظاهر ، يقال : استبان كذا . أي : صار بينا .
وهديناهما الصراط المستقيم أي : القيم لا اعوجاج فيه ، وهو دين الإسلام فإنه الطريق الموصلة إلى المطلوب .
وتركنا عليهما في الآخرين سلام على موسى وهارون أي : أبقينا عليهما في الأمم المتأخرة الثناء الجميل ، وقد قدمنا الكلام في السلام وفي وجه إعرابه بالرفع ، وكذلك تقدم تفسير .
إنا كذلك نجزي المحسنين إنهما من عبادنا المؤمنين في هذه السورة .
وإن إلياس لمن المرسلين قال المفسرون : هو نبي من أنبياء
بني إسرائيل ، وقصته مشهورة مع قومه ، قيل : وهو
إلياس بن يس من سبط
هارون أخي
موسى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق وغيره : كان
إلياس هو القيم بأمر
بني إسرائيل بعد
يوشع ، وقيل : هو
إدريس ، والأول أولى .
قرأ الجمهور إلياس بهمزة مكسورة مقطوعة ، وقرأ
ابن ذكوان بوصلها ، ورويت هذه القراءة عن
ابن عامر ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى بن وثاب وإن "
إدريس " لمن المرسلين وقرأ أبي " وإن إيليس " بهمزة مكسورة ثم تحتية ساكنة ثم لام مكسورة ثم تحتية ساكنة ثم سين مهملة مفتوحة .
إذ قال لقومه ألا تتقون هو ظرف لقوله " من المرسلين " ، أو متعلق بمحذوف أي : اذكر يا
محمد إذ قال ، والمعنى : ألا تتقون عذاب الله .
ثم أنكر عليهم بقوله :
أتدعون بعلا هو اسم لصنم كانوا يعبدونه أي : أتعبدون صنما وتطلبون الخير منه .
قال
ثعلب : اختلف الناس في قوله - سبحانه - ( بعلا ) فقالت طائفة : البعل هنا الصنم ، وقالت طائفة : البعل هنا ملك ، وقال ابن
إسحاق : امرأة كانوا يعبدونها .
قال
الواحدي : والمفسرون يقولون : ربا ، وهو بلغة
اليمن ، يقولون للسيد والرب : البعل .
قال
النحاس : القولان صحيحان أي : أتدعون صنما عملتوه ربا
وتذرون أحسن الخالقين أي : وتتركون عبادة أحسن من يقال له : خالق .
وانتصاب الاسم الشريف في قوله :
الله ربكم ورب آبائكم الأولين على أنه بدل من " أحسن " ، هذا على قراءة
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=14355والربيع بن خثيم ،
وابن أبي إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى بن وثاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ، فإنهم قرءوا بنصب الثلاثة الأسماء ، وقيل : النصب على المدح ، وقيل : على عطف البيان ، وحكى
أبو عبيد أن النصب على النعت .
قال
النحاس : وهو غلط وإنما هو بدل ، ولا يجوز النعت لأنه ليس بتحلية واختار هذه القراءة
أبو عبيد وأبو حاتم .
وقرأ
ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر وشيبة ونافع بالرفع .
قال
أبو حاتم : بمعنى هو الله ربكم . قال
النحاس : وأولى ما قيل : إنه مبتدأ وخبر بغير إضمار ولا حذف . وحكي عن
الأخفش أن الرفع أولى وأحسن . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : من رفع أو نصب لم يقف على أحسن الخالقين على جهة التمام لأن الله مترجم عن أحسن الخالقين على الوجهين جميعا ، والمعنى أنه خالقكم وخالق من قبلكم فهو الذي تحق له العبادة .
فكذبوه فإنهم لمحضرون أي : فإنه بسبب تكذيبه لمحضرون في العذاب ، وقد تقدم أن الإحضار المطلق مخصوص بالشر .
إلا عباد الله المخلصين أي : من كان مؤمنا به من قومه ، قرئ بكسر اللام وفتحها كما تقدم ، والمعنى على قراءة الكسر : أنهم أخلصوا لله ، وعلى قراءة الفتح : أن الله استخلصهم من عباده . وقد تقدم تفسير .
وتركنا عليه في الآخرين سلام على إل ياسين قرأ
نافع وابن عامر nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وشيبة " على آل ياسين " بإضافة " آل " بمعنى
آل ياسين ، وقرأ الباقون بكسر الهمزة وسكون اللام موصولة
[ ص: 1250 ] بـ : ( ياسين ) إلا
الحسن ، فإنه قرأ " الياسين " بإدخال آلة التعريف على " ياسين " ، قيل : المراد على هذه القراءات كلها إلياس ، وعليه وقع التسليم ، ولكنه اسم أعجمي ، والعرب تضطرب في هذه الأسماء الأعجمية ويكثر تغييرهم لها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : العرب تتلاعب بالأسماء الأعجمية تلاعبا ، ف :
ياسين ،
وإلياس ، وإلياسين شيء واحد .
قال
الأخفش : العرب تسمي قوم الرجل باسم الرجل الجليل منهم ، فيقولون : المهالبة على أنهم سموا كل رجل منهم
بالمهلب . قال : فعلى هذا إنه سمى كل رجل منهم بالياسين .
قال
الفراء : يذهب بالياسين إلى أن يجعله جمعا فيجعل أصحابه داخلين معه في اسمه .
قال :
أبو علي الفارسي : تقديره الياسيين إلى أن الياءين للنسبة حذفتا كما حذفتا في الأشعرين والأعجمين .
ورجح
الفراء وأبو عبيدة قراءة الجمهور قالا : لأنه لم يقل في شيء من السور : على آل فلان ، إنما جاء بالاسم كذلك الياسين لأنه إنما هو بمعنى إلياس أو بمعنى إلياس وأتباعه .
وقال
الكلبي : المراد
بآل ياسين آل محمد .
قال
الواحدي : وهذا بعيد لأن ما بعده من الكلام وما قبله لا يدل عليه .
وقد تقدم تفسير
إنا كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين مستوفى .
وإن لوطا لمن المرسلين قد تقدم ذكر قصة
لوط مستوفاة .
إذ نجيناه وأهله أجمعين الظرف متعلق بمحذوف هو اذكر ولا يصح تعلقه بـ : ( المرسلين ) ، لأنه لم يرسل وقت تنجيته .
إلا عجوزا في الغابرين قد تقدم أن الغابر يكون بمعنى الماضي ، ويكون بمعنى الباقي ، فالمعنى : إلا عجوزا في الباقين في العذاب ، أو الماضين الذين قد هلكوا .
ثم دمرنا الآخرين أي : أهلكناهم بالعقوبة ، والمعنى : أن في نجاته وأهله جميعا إلا العجوز وتدمير الباقين من قومه الذين لا يؤمنوا به دلالة بينة على ثبوت كونه من المرسلين .
وإنكم لتمرون عليهم مصبحين خاطب بهذا العرب أو أهل
مكة على الخصوص أي : تمرون على منازلهم التي فيها آثار العذاب وقت الصباح .
وبالليل والمعنى تمرون على منازلهم في ذهابكم إلى
الشام ورجوعكم منه نهارا وليلا
أفلا تعقلون ما تشاهدونه في ديارهم من آثار عقوبة الله النازلة بهم ، فإن في ذلك عبرة للمعتبرين وموعظة للمتدبرين .
وإن يونس لمن المرسلين يونس هو ذو النون ، وهو ابن متى .
قال المفسرون : وكان
يونس قد وعد قومه العذاب ، فلما تأخر عنهم العذاب خرج عنهم وقصد البحر وركب السفينة ، فكان بذهابه إلى البحر كالفار من مولاه فوصف بالإباق ، وهو معنى قوله :
إذ أبق إلى الفلك المشحون وأصل الإباق الهرب من السيد ، لكن لما كان هربه من قومه بغير إذن ربه وصف به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد . تأويل ( أبق ) بـ : باعد أي : ذهب إليه ، ومن ذلك قولهم : عبد آبق .
وقد اختلف أهل العلم هل كانت رسالته قبل التقام الحوت إياه أو بعده ؟ ومعنى المشحون : المملوء .
فساهم فكان من المدحضين المساهمة أصلها المغالبة ، وهي الاقتراع ، وهو أن يخرج السهم على من غلب . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد أي : فقارع . قال : وأصله من السهام التي تجال ، ومعنى
فكان من المدحضين فصار من المغلوبين .
قال : يقال : دحضت حجته ودحضها الله ، وأصله من الزلق عن مقام الظفر ، ومنه قول الشاعر :
قتلنا المدحضين بكل فج فقد قرت بقتلهم العيون
أي : المغلوبين .
فالتقمه الحوت وهو مليم يقال : لقمت اللقمة والتقمتها : إذا ابتلعتها أي : فابتلعه الحوت ، ومعنى
وهو مليم وهو مستحق للوم ، يقال : رجل مليم إذا أتى بما يلام عليه ، وأما الملوم فهو الذي يلام سواء أتى بما يستحق أن يلام عليه أم لا ، وقيل : المليم : المعيب ، يقال : ألام الرجل إذا عمل شيئا صار به معيبا .
ومعنى هذه المساهمة : أن
يونس لما ركب السفينة احتبست ، فقال الملاحون : هاهنا عبد أبق من سيده ، وهذا رسم السفينة إذا كان فيها آبق لا تجري ، فاقترعوا فوقعت القرعة على
يونس ، فقال : أنا الآبق ، وزج نفسه في الماء .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : لما استهموا جاء حوت إلى السفينة فاغرا فاه ينتظر أمر ربه حتى إذا ألقى نفسه في الماء أخذه الحوت .
فلولا أنه كان من المسبحين أي : الذاكرين لله ، أو المصلين له .
للبث في بطنه إلى يوم يبعثون أي : لصار بطن الحوت له قبرا إلى يوم البعث ، وقيل : للبث في بطنه حيا .
واختلف المفسرون كم أقام في بطن الحوت ؟ فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي والكلبي nindex.php?page=showalam&ids=17131ومقاتل بن سليمان : أربعين يوما . وقال
الضحاك : عشرين يوما . وقال
عطاء : سبعة أيام . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حبان : ثلاثة أيام ، وقيل : ساعة واحدة .
وفي هذه الآية ترغيب في ذكر الله ، وتنشيط للذاكرين له .
فنبذناه بالعراء وهو سقيم النبذ الطرح .
والعراء : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : هو الصحراء ، وقال
الأخفش : الفضاء ، وقال
أبو عبيدة : الواسع من الأرض ، وقال
الفراء : المكان الخالي .
وروي عن
أبي عبيدة أيضا أنه قال : هو وجه الأرض ، وأنشد لرجل من
خزاعة :
ورفعت رجلا لا أخاف عثارها ونبذت بالبلد العراء ثيابي
والمعنى : أن الله طرحه من بطن الحوت في الصحراء الواسعة التي لا نبات فيها ، وهو عند إلقائه سقيم لما ناله في بطن الحوت من الضرر ، قيل : صار بدنه كبدن الطفل حين يولد .
وقد استشكل بعض المفسرين الجمع بين ما وقع هنا من قوله :
فنبذناه بالعراء ، وقوله في موضع آخر :
لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم [ القلم : 49 ] فإن هذه الآية تدل على أنه لم ينبذ بالعراء .
وأجاب
النحاس وغيره بأن الله - سبحانه - أخبر هاهنا أنه نبذ بالعراء وهو غير مذموم ، ولولا رحمته - عز وجل - لنبذ بالعراء وهو مذموم .
وأنبتنا عليه شجرة من يقطين أي : شجرة فوقه تظلل عليه ، وقيل : معنى ( عليه ) : عنده وقيل : معنى ( عليه ) : له .
واليقطين هي شجرة الدباء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد :
[ ص: 1251 ] اليقطين يقال : لكل شجرة ليس لها ساق ، بل تمتد على وجه الأرض نحو الدباء والبطيخ والحنظل ، فإن كان لها ساق يقلها فيقال لها شجرة فقط ، وهذا قول
الحسن ومقاتل وغيرهما .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : هو كل شيء ينبت ثم يموت من عامه . قال
الجوهري : اليقطين ما لا ساق له من شجر كشجر القرع ونحوه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : اشتقاق اليقطين من قطن بالمكان أي : أقام به فهو يفعيل ، وقيل : هو اسم أعجمي .
قال المفسرون : كان يستظل بظلها من الشمس ، وقيض الله له أروية من الوحش تروح عليه بكرة وعشية . فكان يشرب من لبنها حتى اشتد لحمه ونبت شعره ثم أرسله الله بعد ذلك ، وهو معنى قوله :
وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون هم قومه الذين هرب منهم إلى البحر وجرى له ما جرى بعد هربه كما قصه الله علينا في هذه السورة ، وهم
أهل نينوى .
قال
قتادة : أرسل إلى
أهل نينوى من أرض
الموصل ، وقد مر الكلام على قصته في سورة يونس مستوفى ، و ( أو ) في
أو يزيدون قيل : هي بمعنى الواو ، والمعنى : ويزيدون .
وقال
الفراء : ( أو ) هاهنا بمعنى بل ، وهو قول
مقاتل والكلبي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج والأخفش : أو هنا على أصله ، والمعنى : أو يزيدون في تقديركم إذا رآهم الرائي قال هؤلاء مائة ألف أو يزيدون ، فالشك إنما دخل على حكاية قول المخلوقين .
قال
مقاتل والكلبي : كانوا يزيدون عشرين ألفا . وقال
الحسن : بضعا وثلاثين ألفا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : سبعين ألفا .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد " ويزيدون " بدون ألف الشك .
وقد وقع الخلاف بين المفسرين هل هذا الإرسال المذكور هو الذي كان قبل التقام الحوت له ، وتكون الواو في ( وأرسلناه ) لمجرد الجمع بين ما وقع له مع الحوت وبين إرساله إلى قومه من غير اعتبار تقديم ما تقدم في السياق وتأخير ما تأخر ، أو هو إرسال له بعدما وقع له مع الحوت ما وقع على قولين ، وقد قدمنا الإشارة إلى الاختلاف بين أهل العلم هل كان قد أرسل قبل أن يهرب من قومه إلى البحر أو لم يرسل إلا بعد ذلك ؟ والراجح أنه كان رسولا قبل أن يذهب إلى البحر كما يدل عليه ما قدمنا في سورة
يونس وبقي مستمرا على الرسالة ، وهذا الإرسال المذكور هنا هو بعد تقدم نبوته ورسالته .
فآمنوا فمتعناهم إلى حين أي : وقع منهم الإيمان بعدما شاهدوا أعلام نبوته فمتعهم الله في الدنيا إلى حين انقضاء آجالهم ومنتهى أعمارهم .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال :
إلياس هو
إدريس . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
قتادة مثله .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
الخضر هو إلياس .
وأخرج
الحاكم وصححه ،
والبيهقي في الدلائل وضعفه عن
أنس قال "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021270كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في سفر ، فنزل منزلا فإذا رجل في الوادي يقول : اللهم اجعلني من أمة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - المرحومة المغفور المثاب لها فأشرفت على الوادي فإذا طوله ثمانون ذراعا وأكثر ، فقال : من أنت ؟ فقلت : أنس خادم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال : أين هو ؟ فقلت : هو ذا يسمع كلامك ، قال : فأته وأقرئه مني السلام وقل له : أخوك إلياس يقرئك السلام ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فأخبرته ، فجاء حتى عانقه وقعدا يتحدثان ، فقال له : يا رسول الله إني إنما آكل في كل سنة يوما وهذا يوم فطري فآكل أنا وأنت ، فنزلت عليهما المائدة من السماء خبز وحوت وكرفس ، فأكلا وأطعماني وصليا العصر ثم ودعه ، ثم رأيته مر على السحاب نحو السماء " .
قال
الذهبي متعقبا لتصحيح
الحاكم له : بل موضوع قبح الله من وضعه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
أتدعون بعلا قال : صنما .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وابن مردويه عنه في قوله : " سلام على
إل ياسين " قال : نحن
آل محمد آل ياسين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : بعث الله
يونس إلى أهل قريته فردوا عليه ما جاءهم به فامتنعوا منه ، فلما فعلوا ذلك أوحى الله إليهم إني مرسل عليهم العذاب في يوم كذا وكذا .
فأخرج من بين أظهرهم ، فأعلم قومه الذي وعد الله من عذابه إياهم ، فقالوا ارمقوه فإن خرج من بين أظهركم فهو والله كائن ما وعدكم ، فلما كانت الليلة التي وعدوا بالعذاب في صبيحتها أدلج فرآه القوم فحذروا ، فخرجوا من القرية إلى براز من أرضهم وفرقوا بين كل دابة وولدها ، ثم عجوا إلى الله وأنابوا واستقالوا فأقالهم الله ، وانتظر
يونس الخبر عن القرية وأهلها حتى مر به مار ، فقال : ما فعل أهل القرية ؟ قال : إن نبيهم لما خرج من بين أظهرهم عرفوا أنه قد صدقهم ما وعدهم من العذاب ، فخرجوا من قريتهم إلى براز من الأرض ، ثم فرقوا بين كل ذات ولد وولدها ثم عجوا إلى الله وتابوا إليه ، فتقبل منهم وأخر عنهم العذاب ، فقال
يونس عند ذلك : لا أرجع إليهم كذابا أبدا ومضى على وجهه ، وقد قدمنا الكلام على قصته وما روي فيها من سورة يونس فلا نكرره .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
فساهم قال : اقترع
فكان من المدحضين قال : المقروعين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عنه في قوله :
وهو مليم قال : مسيء .
وأخرج ،
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906والفريابي وأحمد في الزهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه في قوله :
فلولا أنه كان من المسبحين قال : من المصلين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه في قوله :
فلولا أنه كان من المسبحين قال : من المصلين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا
فنبذناه بالعراء قال : ألقيناه بالساحل .
وأخرج هؤلاء عنه أيضا
شجرة من يقطين قال : القرع .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن المنذر ، من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عنه أيضا قال : اليقطين كل شيء يذهب على وجه الأرض .
وأخرج
أحمد في الزهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن مردويه عنه أيضا قال : إنما كانت رسالة
يونس بعدما نبذه
[ ص: 1252 ] الحوت ، ثم تلا
فنبذناه بالعراء إلى قوله :
وأرسلناه إلى مائة ألف وقد تقدم عنه ما يدل على أن رسالته كانت من قبل ذلك : وليس في الآية ما يدل على ما ذكره كما قدمنا .
وأخرج
الترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021271سألت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن قول الله : وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون قال : يزيدون عشرين ألفا . قال
الترمذي : غريب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : يزيدون ثلاثين ألفا .
وروي عنه أنهم يزيدون بضعة وثلاثين ألفا وروي عنه أنهم يزيدون بضعة وأربعين ألفا . ولا يتعلق بالخلاف في هذا كثير فائدة .