فصل
وقد يكون
اللفظ متصلا بالآخر ، والمعنى على خلافه كقوله تعالى : (
ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة ) ( النساء : 73 ) فقوله : (
كأن لم تكن بينكم وبينه مودة ) منظوم بقوله : (
قال قد أنعم الله علي ) ( النساء : 72 ) ; لأنه موضع الشماتة .
[ ص: 147 ] وقوله : (
كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ) ( الأنفال : 6 ) ، فإنه متصل بقوله : (
وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يساقون ) ( الأنفال : 5 - 6 ) .
وقوله : (
ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم ) ( التوبة : 92 ) جواب الشرط قوله تعالى : (
تولوا وأعينهم تفيض من الدمع ) ( التوبة : 92 ) وقوله : (
قلت لا أجد ما أحملكم عليه ) ( التوبة : 92 ) داخل في الشرط .
وقوله : (
وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ) ( النساء : 83 ) إلى قوله : (
إلا قليلا ) ( النساء : 83 ) . فقوله : (
إلا قليلا ) متصل بقوله : (
لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) ( النساء : 83 ) وقيل بقوله : (
ولولا فضل الله عليكم ورحمته ) ( النساء : 83 ) على تأويل : ولولا فضل الله عليكم ورحمته إلا قليلا ممن لم يدخله في رحمته ، واتبعوا الشيطان ، لاتبعتم الشيطان .
ومما يحتمل
الاتصال والانقطاع قوله تعالى : (
في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ) ( النور : 36 ) يحتمل أن يكون متصلا بقوله : (
فيها مصباح ) ( النور : 35 ) أي المصباح في بيوت ، ويكون تمامه على قوله : (
ويذكر فيها اسمه ) ( النور : 36 ) و (
يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال ) صفة للبيوت ، ويحتمل أن يكون منقطعا واقعا خبرا لقوله : (
رجال لا تلهيهم ) ( النور : 37 ) .
ومما يتعين أن يكون منقطعا قوله : (
ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين )
[ ص: 148 ] ( يونس : 61 ) مستأنف ، لأنه لو جعل متصلا بـ ( يعزب ) لاختل المعنى ؛ إذ يصير على حد قولك : ما يعزب عن ذهني إلا في كتاب أي استدراكه .
وقوله : (
فيه هدى للمتقين ) ( البقرة : 2 ) منهم من قضى باستئنافه على أنه مبتدأ وخبر ، ومنهم من قضى بجعل ( فيه ) خبرا ( لا ) و ( هدى ) نصبا على الحال في تقدير " هاديا " .
ولا يخفى انقطاع : (
الذين يحملون العرش ) ( غافر : 7 ) عن قوله : (
أنهم أصحاب النار ) ( غافر : 6 ) .
وكذا : (
فلا يحزنك قولهم ) ( يس : 76 ) عن قوله سبحانه : (
إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ) ( يس : 76 ) .
وكذلك قوله : (
فأصبح من النادمين ) ( المائدة : 31 ) عن قوله : (
من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس ) ( المائدة : 32 ) .