الأمر السابع : أن حاصل
اختلاف القراء يرجع إلى سبعة أوجه :
الأول :
الاختلاف في إعراب الكلمة أو في حركات بقائها بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ، ولا يغير معناها نحو : البخل والبخل ( النساء : 37 ) ، وميسرة ، وميسرة ( البقرة : 280 ) ، و
ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم ( المجادلة : 2 ) ، و (
هن أطهر لكم ) ، و ( أطهر لكم ) ( هود : 78 )
[ ص: 484 ] ، (
وهل نجازي إلا الكفور ) ، ( وهل يجازى إلا الكفور ) ( سبأ : 17 ) .
الثاني :
الاختلاف في إعراب الكلمة في حركات بما يغير معناها ، ولا يزيلها عن صورتها في الخط ; نحو : (
ربنا باعد بين أسفارنا ) ، و ( ربنا باعد بين أسفارنا ) ( سبأ : 19 ) ، و (
إذ تلقونه ) ، و ( تلقونه ) ( النور : 15 ) ، و ، (
وادكر بعد أمة ) ، و ( بعد أمة ) ( يوسف : 45 ) ، وهو كثير يقرأ به ; لما صحت روايته ، ووافق العربية .
الثالث :
الاختلاف في تبديل حروف الكلمة دون إعرابها بما يغير معناها ، ولا يغير صورة الخط بها في رأي العين ; نحو :
كيف ننشزها ، و ( ننشرها ) ( البقرة : 259 ) ، و
فزع عن قلوبهم ، و ( فزع عن قلوبهم ) ( سبأ : 23 ) ، و
يقص الحق ، و ( يقضي الحق ) ( الأنعام : 57 ) ، وهو كثير يقرأ به إذا صح سنده ووجهه لموافقته لصورة الخط في رأي العين .
[ ص: 485 ] الرابع :
الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها في الكتابة ، ولا يغير معناها نحو :
إن كانت إلا صيحة واحدة ، و إلا ( زقية واحدة ) ( يس : 29 ) ، و
كالعهن المنفوش ، و ( كالصوف المنقوش ) ( القارعة : 5 ) فهذا يقبل إذا صحت روايته ، ولا يقرأ به اليوم لمخالفته لخط المصحف ، ولأنه إنما ثبت عن آحاد .
الخامس
: الاختلاف في الكلمة بما يزيل صورتها في الخط ، ويزيل معناها نحو :
الم تنزيل الكتاب ( السجدة : 1 و 2 ) في موضع
الم ذلك الكتاب ( البقرة : 1 و 2 ) ، و
وطلح منضود ( الواقعة : 29 ) ، و ( طلع منضود ) فهذا لا يقرأ به أيضا لمخالفته الخط ، ويقبل منه ما لم يكن فيه تضاد لما عليه المصحف .
السادس :
الاختلاف بالتقديم والتأخير ; نحو ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه قرأ عند الموت : ( وجاءت سكرة الحق بالموت ) ( ق : 19 ) ، وبهذا قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، فهذا يقبل لصحة معناه إذا صحت روايته ، ولا يقرأ به لمخالفته المصحف ، ولأنه خبر واحد .
السابع :
الاختلاف بالزيادة والنقص في الحروف والكلم نحو :
وما عملته أيديهم ( يس : 35 ) ، ( وما عملت ) ، و ( نعجة أنثى ) ( ص : 23 ) ، ونظائره ، فهذا يقبل منه ما لم يحدث حكما لم يقله أحد ، ويقرأ منه ما اتفقت عليه المصاحف في إثباته وحذفه ; نحو : ( تجري تحتها ) في براءة عند رأس المائة ، و ( من تحتها ) ، و
فإن الله هو الغني الحميد في " الحديد " ( الآية : 24 ) ، و ( فإن الله الغني ) ، ونحو ذلك مما اختلف فيه
[ ص: 486 ] المصاحف التي وجه بها
عثمان إلى الأمصار ، فيقرأ به إذا لم يخرجه عن خط المصحف ، ولا يقرأ منه ما لم تختلف فيه المصاحف ، لا يزاد شيء لم يزد فيها ، ولا ينقص شيء لم ينقص منها .