فصل
يحسن الوقف الناقص بأمور :
منها : أن يكون لضرب من البيان ; كقوله تعالى :
ولم يجعل له عوجا قيما ( الكهف : 1 و 2 ) إذ به تبين أن قيما منفصل عن عوجا وإنه حال في نية التقدم .
وكما في قوله تعالى :
وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت ( النساء : 23 ) ليفصل به بين التحريم النسبي والسببي .
قلت : ومنه قوله تعالى :
ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ( يس : 52 ) ليبين أن هذا ليس من مقولهم .
ومنها : أن يكون على رءوس الآي ; كقوله تعالى :
ماكثين فيه أبدا وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ( الكهف : 3 و 4 ) ، ونحوه :
لعلكم ترحمون أن تقولوا ( الأنعام : 155 و 156 ) ، وكان
نافع يقف على رءوس الآي كثيرا ، ومنه قوله تعالى :
أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ( المؤمنون : 55 و 56 ) .
ومنها : أن تكون صورته في اللفظ صورة الوصل بعينها ، نحو قوله تعالى :
كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعوا من أدبر وتولى وجمع فأوعى ( المعارج : 15 - 18 ) .
ومنها : أن يكون الكلام مبنيا على الوقف ، فلا يجوز فيه إلا الوقف صيغة ، كقوله :
ياليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه ( الحاقة : 25 و 26 ) .
هذا في الناقص ; ومثاله في التام :
وما أدراك ما هيه نار حامية ( القارعة : 10 و 11 ) .