التاسع : أنه شيء لا يمكن التعبير عنه ، وهو اختيار السكاكي حيث قال في ( المفتاح ) : واعلم أن شأن
الإعجاز يدرك ولا يمكن وصفه ، كاستقامة الوزن تدرك ، ولا يمكن وصفها ، وكالملاحة . وكما يدرك طيب النغم العارض لهذا الصوت ، ولا طريق إلى تحصيله لغير ذوي الفطر السليمة إلا بإتقان علمي المعاني والبيان والتمرن فيهما .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان التوحيدي في ( البصائر ) : لم أسمع كلاما ألصق بالقلب ، وأعلق بالنفس من فصل تكلم به
بندار بن الحسين الفارسي ، وكان بحرا في العلم ، وقد سئل عن
[ ص: 232 ] موضع الإعجاز من القرآن فقال : هذه مسألة فيها حيف على المفتى ، وذلك أنه شبيه بقولك : ما موضع الإنسان من الإنسان ؟ فليس للإنسان موضع من الإنسان ; بل متى أشرت إلى جملته فقد حققته ، ودللت على ذاته ، كذلك القرآن لشرفه لا يشار إلى شيء منه إلا وكان ذلك المعنى آية في نفسه ، ومعجزة لمحاوله ، وهدى لقائله ; وليس في طاقة البشر الإحاطة بأغراض الله في كلامه وأسراره في كتابه ، فلذلك حارت العقول وتاهت البصائر عنده .